يهتم كل من له شغف بالعلوم، وخصوصًا علم الأحياء، بفهم الأسس المتينة لتصنيف الكائنات الحية بمختلف أنواعها. في هذا المقال، سنستعرض قاعدة التصنيف ونتناول فئات الكائنات الحية من كل نوع، بالإضافة إلى تعريف الخصائص المميزة لكل مجموعة. تابعونا ولا تترددوا في ترك الأسئلة في التعليقات.
ما هو علم تصنيف الكائنات الحية؟
علم التصنيف (باللاتينية: Taxinomia) هو المجال العلمي الذي يركز على تصنيف الكائنات الحية بشكل دقيق ومنهجي، ويُعتبر جزءًا من علوم الأحياء التي تُعنى بدراسة التركيب والتطور الخاص بالكائنات الحية.
خلال العصور القديمة، قام العلماء بتقسيم الكائنات الحية إلى مملكتين كبيرتين. ومع ذلك، تم الكشف عن الحاجة لتعديلات عديدة على هذا التصنيف، مما أدى إلى تطوير التصنيف الحديث الذي قسم الكائنات الحية إلى 5 ممالك، ثم زيادة العدد إلى 7 ممالك فيما بعد.
أسس تصنيف الكائنات الحية
يعتمد علم التصنيف على تنظيم الكائنات الحية بشكل متسلسل وفق هيكل هرمي، وغالبًا ما يتم تمثيل هذه التصنيفات على شكل أشجار أو مخططات توضح العلاقات بينها، حيث إن المخططات الهرمية قد لا تعكس هذه العلاقات كما تفعل الشبكات.
تقوم أسس التصنيف على وجود سمات وخصائص متماثلة، حيث لا تقتصر هذه الصفات على المظهر الخارجي فحسب، بل تشمل أيضًا السمات المشتركة والخلايا المتماثلة.
التصنيف القديم للكائنات الحية
يتناول التصنيف القديم للكائنات الحية مساهمات العديد من العلماء، وسنستعرض التصنيفات الخاصة بكل منهم كما يلي:
تصنيف أرسطو للكائنات الحية
يُعتبر أرسطو، الفيلسوف اليوناني (322-394 ق م)، الرائد في تصنيف الكائنات الحية بطريقة منظمة ومرتبة. وقد استمر تلميذه ثيوفراستس في تطوير هذا التصنيف. حيث قسم أرسطو الكائنات إلى فئتين رئيسيتين: الحيوانات والنباتات، ثم صنف الحيوانات إلى نوعين، بحسب وجود الدم الأحمر من عدمه، كما صنف النباتات على أساس حجمها، حيث تم ترتيبها إلى أشجار وشجيرات وأعشاب.
تصنيف جون راي للكائنات الحية
كان جون راي من أوائل العلماء الذين أسسوا تصنيفًا علميًا للكائنات الحية. وقد وضع معيارًا يعتمد على التجانس لتصنيف النباتات والحيوانات، مع تحديد الاختلافات في الصفات الخارجية. ويعتبر جون راي هو أول من عرف مفهوم النوع كهيكل أساسي للتصنيف.
تصنيف كارلوس لينيوس
قام العالم السويدي كارلوس لينيوس (1707-1778 م) بتوسيع نظام تصنيف أرسطو، مستخدمًا نفس المنهج القائم على الفروقات الظاهرة والشكلية، ويُعد نظامه الملكي أول نظام رسمي معتمد للتصنيف.
نظام لينيوس في التسمية
قدم لينيوس نظام التسمية الثنائية، حيث يُعطى كل نوع اسم علمي يتكون من شقين: الجزء الأول يتعلق باسم الجنس، والجزء الثاني يتعلق باسم النوع، معتمدًا على استخدام اللغة اللاتينية لتلك التسمية.
حدد لينيوس مجموعة من القواعد لتسمية الكائنات كما يلي:
- يكتب الحرف الأول من اسم الجنس بحجم كبير بينما تكتب السحبات الأخرى بحجم صغير.
- يتم كتابة الاسم التصنيفي بخط مائل للتميز عند نشره في الكتب أو المجلات.
- إذا تمت كتابته بخط اليد، يتم وضع خط تحت الاسم.
- يتم كتابة الاسم العلمي بالكامل عند ذكره لأول مرة، أما عند الإشارة إليه لاحقًا، يتم اختصار اسم الجنس للحرف الأول مع كتابة اسم النوع بالكامل.
مستويات تصنيف الكائنات الحية
تنظم الكائنات الحية في تسلسل هرمي وفقًا لخصائصها المشتركة، حيث يتم تصنيفها إلى فئات مختلفة كما يلي:
- النوع: يمثل مجموعة من الكائنات الحية التي تتشابه في صفات معينة وتمتلك القدرة على التزاوج وإنتاج نسل جديد.
- الجنس: يتضمن مجموعة من الأنواع الأقرب ارتباطًا، حيث يشمل نوعًا واحدًا فقط من الكائنات.
- الفصيلة: هي مرتبة أعلى تضم مجموعة من الأجناس المتشابهة.
- الرتبة: تتكون كل رتبة من مجموعة من الفصائل المتقاربة في الصفات.
- الطائفة: تضم بدورها مجموعة من الرتب المتصلة.
- الشعبة: تأتي بعد الطوائف، حيث تتكون من عدة طوائف.
- المملكة: تعتبر أعلى مستوى من التصنيف حيث تضم الشعب المختلفة، وكل شعبة تتألف من طوائف.
التصنيف الحديث للكائنات الحية
- التصنيف الحديث تم اعتماده قبل أقل من عقدين، بعد اكتشاف أنواع جديدة من الكائنات الحية في السبعينيات.
- كانت هذه الكائنات تُعتبر من البكتيريا البدائية وحيدة الخلية، مما دعا العلماء لوصفها بأنها بكتيريا بدائية.
- أوضحت دراسات كيميائية حيوية أن هذه البكتيريا ليست بدائية كما كان يُعتقد، مما أدى إلى إضافة 3 ممالك جديدة في عام 1990.
- وبذلك، أصبح لدينا الآن 5 ممالك رئيسية، وهي: مملكة البكتيريا، ومملكة الطلائعيات، ومملكة الفطريات، ومملكة الحيوانات، ومملكة النباتات.