أسماء بنات النبي محمد

زينب -رضي الله عنها-

زينب هي الابنة الأكبر لرسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، وُلدت عندما كان عمره ثلاثين عاماً. والدتها هي خديجة بنت خويلد -رضي الله عنها-. وفي سن الثالثة عشرة، تزوجت من ابن خالتها أبي العاص بن الربيع، وأنجبت منه ابنيها أمامة وعلي. ورغم ذلك، ظل أبو العاص مشركاً وشارك في غزوة بدر ضد المسلمين، مما أدى إلى وقوعه أسيراً بيد المسلمين، حيث أُعطي للصحابي بلال بن رباح.

قامت زينب بإرسال فدية له عبارة عن عقد تم إعطاؤه لها من والدتها ليلة زفافها. وعندما رأى رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- هذا العقد، تأثر بشدة ودمعت عيناه. لذا قرر بلال إطلاق سراح الأسير دون أي فدية، احتراماً لمشاعر رسول الله. وعندما عاد أبو العاص إلى زينب، أخبرها أن الإسلام سيبعدهما عن بعضهما، مما جعلها تعود إلى بيت والدها.

في هذا الوقت، كانت زينب حاملاً بمولودها الثالث، وعندما اعترضها بعض كفار قريش في الطريق فقدت الجنين. بالإضافة إلى ذلك، أصيبت الحمّى، مما أدى إلى وفاة ابنها علي. وقد عاشت زينب في بيت والدها حتى أسلم زوجها واستعادها إلى عصمته، لكن توفيت بعد عام، وقام والدها بدفنها.

رقية -رضي الله عنها-

رقية هي إحدى بنات رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- ووالدتها خديجة بنت خويلد. قبل البعثة، تزوجت رقية وأختها أم كلثوم من ابني أبي جهل، ولكن بعد نزول قول الله -تعالى-: (تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ)، طلب منهما والدها أن تطلقا من أزواجهن، وبالفعل، تطلقتا. ثم تزوجت رقية من عثمان بن عفان في مكة وهاجرت معه، وأنجبت منه عبد الله. لكن ابنها توفي عندما كان في السادسة، بعد أن تعرض لنقر ديك في وجهه.

ومع موت رقية، عانت أيضاً من المرض، مما دفع رسول الله إلى عدم السماح لعمر بن عثمان بالخروج في غزوة بدر ليبقى بجانبها. توفيت رقية في نفس اليوم الذي عاد فيه زيد بن حارثة من بدر ليخبر أهل المدينة بانتصار المسلمين.

أم كلثوم -رضي الله عنها-

أم كلثوم هي ابنة رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- ووالدتها خديجة بنت خويلد. تعتبر أصغر سناً من رقية، حيث تزوج عثمان بن عفان من رقية أولاً، ثم تزوج بأم كلثوم بعد وفاتها في السنة الثالثة من الهجرة. لم تنجب أم كلثوم أولاداً، واستمرت في العيش معه حتى السنة التاسعة، حيث انتقلت إلى رحمة الله.

فاطمة -رضي الله عنها-

فاطمة هي أصغر بنات الرسول -صلّى الله عليه وسلّم-، وكانت تُعرف بلقب أم أبيها. كذلك، عُرفت بلقب البتول والزهراء. والدتها خديجة بنت خويلد -رضي الله عنها-، وتميزت بشدة الشبه بينها وبين والدها -صلّى الله عليه وسلّم- وبمحبته الكبيرة لها.

في إحدى المرات، جلست فاطمة بجوار والدها، حيث أسر إليها بأمر جعلها تبكي بشدة، ثم أسر لها بشيء آخر أسعدها للغاية، وعندما سألتها زوجات الرسول عن السبب، أجابت بأنها لن تفشي أسرار رسول الله. بعد وفاة الرسول، سألتها عائشة عن هذا الأمر، فأخبرتها أن بكاءها كان بسبب علمه بقرب وفاته، بينما فرحها كان بسبب وعده لها بأن تكون سيدات نساء المؤمنين، أو سيدات نساء هذه الأمة.