قصيدة يا ليل طل لا أشتهي
يقول ابن زيدون:
يا ليل، طُلّ لا أشتَهي
إلا بوصلٍ قصرَك.
لو بات لدي قمري
ما بتُّ أَرعى قمرَك.
يا ليل، أخبر أنني
أتلذَّذ عنك خبرَك.
بالله، قل لي هل وفى
فقال: لا، بل غدرَك.
قصيدة جماليات الخيانة
تقول غادة السمان:
أحب خياناتك لي، فهي تؤكد أنك حي، عاجز عن الكذب وارتداء الأقنعة. توجعني الأقنعة أكثر من وجعي بالخيانة! أحبك لأنك متناقض، لأنك أكثر من رجل واحد، لأنك الأمزجة كلها داخل لحظة تأجج. أحب إيذاءك البريء لي، وأنيابك التي لا تعترف بخبث مصاصي الدماء. أحب طعناتك، لأنها لم تأتِ مرة من الخلف. ومع شاعر مبدع مثلك، أنام ملء جفوني عن شواردي جنونك. فأنت لا تزال طفلاً نقياً في بلاد لابسي القفازات البيض على أظافرها الخناجر. أحبك لأنك تتسلل هارباً من المجد، لتعود متسولاً على أبواب الشوق. أحبك لأنني أتسلق معك المدارات لكواكب الخرافة والدهشة. أحبك لأنك عندما نتواصل، أصير قادرة على فهم الحوار بين النوارس والبحر. رجل مثلك لا يُمكن احتوائه بعشرات النساء، فكيف أكونهن كلّهن مرة واحدة يا حبيبي؟
أشعار متنوعة عن الخيانة في الحب
فيما يأتي أشعار متنوعة عن الخيانة في الحب:
تخونين وتبين أرضى؟ واحد يرضى تخونينه
تخونين وتبين أرضى؟ واحد يرضى تخونينه. أنا لا جئت أخونك مع حبيبة ثانية ترضين. منذ أول ما رجعت من السفر، ما شفت لك بين. وأنا الذي كنت أعتقد أنك، قبل أن أدوّس أرض المطار، ستأتي. كنت أتصور أنك ستكونين أول شخص عيني تلتقي بعينك. كنت أتخيّلك من زود فرحة رجعتك تبكين، وأرى بدمعتك حديثك وأعرف قبل أن تحكين. وأجيب أحلى من الذي تتحدثين عنه وأتركك تحكين. تقولين: الوطن نور، وأقول: بنور مضيئ. تقولي لي: أصبحت أجمل، وأقول: عيونك الحلوة. كلامك نام على شفاهك، وحذرتي من أن تصحيه. خزنتيه لغرام الذي ينام ويتركك تصحى. تغنمت غيابي، حتى رجعت موازينك. تعلمي من يدك لمسة الكفوف، وعلمتك أن تجفيني. أتمنى لو كنت ما تجدين الشيء فيني الذي لا تلاقينه. هو بغرور، لكن علمك لا يوجد أمل في العثور عليه. غافلك بغلا، وإلا الحلا ليس بمن زينه! تزينه الصور، لكن الصحيح ابن الحلال زين. وأنا لست بناقص عنه يوم أنك تبرزين. نصيبي هو نصيبي لو يسددها من الجانبين. قنوع بمظهري والسم لا يذبح ثعابين. على قول المثل (لست جميلاً، لكنني لست قبيحاً). إذا أهديتك الزهر مرة، فأنا أهديتك بساتين. وإذا ألهاك الفرح ليلة، فأنا تهت لبكاك سنين. إذا استضعفتك أملاكه وشتتك ملايينه، فإنني حتى فتات الخبزة أقسمها معك نصفين. طموحي، فقط أتيت وفزت بشيء تستحقينه. تهدينته، تسلّفته، سرقته، ليس مهماً من أين؟ كأنني من كثرة ما أرضى بكل ما تتمنينه. لو أنك تطلبين الله يعنيني، سأقول: آمين! أنا لا ألعب على الحبلين، وقت الطيش وسنينه، الآن حين كبرت ألعب على الحبلين. تراني عند الحضر بالذات، عيب ما تفعلينه! حلاتك إذا عشقتيني تعشقيني ليوم الدين. غرام نسكن ضلوعه، حشيمة من مجانينه، هزت يجمع معزتنا، ولا عشق يذل اثنين. كثيرون الذين تحدّوني وقالوا لي: تحبه. أمانة لا تخلّيني صغيراً بعينهم، تكفين! لأنني كلما قالوا تخون أقول: مسكينة. عليك الله وأمانة علميهم من هو المسكين. أنا خائف، ليه طاح الجمل تكثر سكاكينه. وأنا لم أعد بمكان لطعنة السكين، مثلما قالوا: المكتوب واضح من عناوينه. لو أرحل منك للغربة، بسافر من ظلامك وين؟ كفاية كل حلم يمر برقادي تزورينه. كفاية من فارقنا، وأنا لم أغمض لي عين. قبل يومين، رأيتك بالمنام وقمت من حين. نمت أمس ورجعت نفس المنام الذي قبل يومين.
لا ردّك الله لا ولا أطلب تردّين
لا ردّك الله ولا أطلب تردّين.
أدعي عليك بعثرة في صلاتي.
عثرة تشلّك ما بعدها تقومين.
يا قاتلتني يوم صرتي حياتي.
خدان لك بالقلب كانت بساتين.
وريضان وغصونا بها يا نعاتي.
كنت مناة القلب والروح والعين.
واليوم عينك يعلها ما تباتي.
كنت أحسبك للعهد والحب توفين.
قلتي الغدر بالحب ما هي بسواتي.
وحلفتي يمين الله ما منّك اثنتين.
وأنك ملاك دون كل البنات.
وأنك على عهد المودة تسيرين.
ولا تسمعين أهل الحسد والوشاة.
وصار اليمين ستار خلفه توارين.
ورماح غدرك بالخفا مشرعاتي.
وبان الغدر سم جرى بالشرايين.
اللهم أمددك سم الفعاتي.
كلي سقيتك حب واليوم تنسين.
تقولين حلم أيّام واليوم فاتي.
خذتي الهوى لعبة على ما تحبّين.
لين عصفت بالهوى عاصفاتي.
من زينك يا بنت بالشعر تزيين.
من صوّرك بأبياته الطايلاتي؟
أنا من غرامي قلت كأنك تذكرين.
قلت الخجل صاب البدر من مناتي.
وصرتي بشعري في العذاري تباهين.
تقولين أنا شمس العصر في حلاتي.
زينتك بشعري، ولا غربك الزين.
ما زانتك صبغات حمر الشفاتي.
صورتك بالشعر حزام ورياحين.
وأثرك هضاب وشوك ما به هداتي.
رسمتك سحابة خير قطر تنفين.
فزت لك الصحراء زهور ونباتي.
رسمتك مهاه للجميلة تقودين.
وأثرك قطيعة وضيّعتها الرعاتي.
وأثرك غراب يوم سدل الجناحين.
كنت أحسب إنّي شايف لي قطاتي.
بالشّعر غليتك على كل غاليين.
وآثرك دنيّة وتعشقين الدناتي.
وبالشعر عاتبتك عتاب المحبين.
أنا من يسوم الروح لك يا غناتي.
توسّلت لك خايف على حب عامين.
عامين، لكن في حسابي مئاتي.
ناديت لكن لي أبد ما تسمعين.
عمري وروحي فكّري في ثباتي.
حذراك للشينات عمري تماشين.
عديمات أصل أخلاقهن دانياتي.
غاب الولي عنهن ولعبن بحبلين.
يا خسارة لهن وخس الولاتي.
ما همهن في الناس زين ولا شين.
وقلوبهن من حقدهن مظلم.
وقلتي وربّك.
يا صاح، أنا ما عدت بهواك…
يا صاح، أنا ما عدت بهواك… أبداً ولا لي قلب يغلي. يوم السعد هو يوم فرقاك… يرتاح قلبي من بلاويك. يا خاين مالك ضمانة… دور على غيري يسليك، عنك رفعنا الحصانة… إزعل وخل الغير يرضيك. عادي معك أبقى… وعادي أخليكم. مثلك مثل غيرك… مجرد (صداقة). أنا السما وإنت مثل واطي القاع، مهما كبرت بالمساحات… ((تحتي)). منك نتعلم لعبة الصد، ونصد. مدام قلبك والليالي علينا، منك نتعلم كيف ما نحفظ الود. وشوف منا ما تسويه فينا، الحين لازم تأخذ المسألة جد. علمتنا نقسى وشفنا قسينا. لا تنصدم لا قلت: أنا اليوم ما بيك. القلب عافك وانتهى اليوم دورك. أعميتني بحبك، عسى الله يعميك. وارميتني يا زين بأعمق بحورك. يا الله توكل، لا تجيني ولا أجيك. يا الله حبيبي، قوم رتب أمورك. لحظة حبيبي، وقف هناك بالدور. ماني بفاضي، يمكن أفضى لك شوي! لازم تذوق المر وتعيش مكسور. وأكويك من جمر الهوى، لا غداً حي. لو بعتلي عمرك فلا قلت مشكور، لأنك بعيني صرت كلك “ولا شي”. وفر كلامك ورني عرض الأكتاف. قلبي كره هرجك، ولا هو بمجبور. ترى القلوب بطبعها شي شفاف، الكسر فيها صعب تلقى له جبور. ولا تحسب إني من الهجر بخاف. يا شيخ، خذ حبك وقلبك ومشكور. لا تقول وينك، تدري وين تلقاني؟ على غيري أكذب وتعذر يا نظر عيني. المشكلة ما يتوه درب عناوين، اللي يبيني يسأل عني يلقاني. حبيب خاين العشرة، جمع حزن البشر فيني. يكذب قلبي إذا بلحظة نسيته أو تناسيته. نسي حبي بعد عمري، وخلي الهم يطوين. وخله الدنيا في عيني كئيبة، ليت ما جيت. هيجي منه أكثر، طعن قلبي معني. يناديني على الفرقى وأقول أبشر ولبيته. تحسب أني في غيابك بذكر في كل حزن. وأتندم وأترجى وأعتذر وأبوس راسك؟ للأسف كنت زقارة، تنتهي في كل مرة. وانتهيت وما طفيتك، وأحرقك غيري وداسك. اعتلي يا نفس، واعقل يا خفوق. وارقدي يا عين، وارحل يا هوى. بنصحك يا قلب، لا يطويك شوق. روحته مع جيته عندي سوى. من يحطك تحت لا تعليه فوق، ومن يحطك فوق يبشر لا نوى. الكرامة ما توطيها مخلوق، والنجم لا طاح قالوه هوى.
