أشعار حسان بن ثابت حول الرسول محمد

وأحسن منك لم تر قط عيني

  • وأحسن منك لم تر قط عيني

وأجمل منك لم تلد النساء

خلقت مبرأً من كل عيب

كأنك قد خُلقت كما تشاء

شق له من إسمه كي يجله

  • شق له من إسمه كي يجله

فذو العرش محمود وهذا محمد

نبي أتى بعد يأس وفترة

من الرسل والأوثان في الأرض تعبّد

فأصبح سراجاً مستنيراً وهادياً

يبدو كما لاح الصقيل المهند

وأنذرنا ناراً وبشّر جنة

وعلّمنا الإسلام فاللّه نحمد

وأنت إله الحق ربي وخالقي

بذالك ما عُمّرت بين الناس أشهد

تعاليت ربّ الناس عن قول من دعا

سواك إلهًا أنت أعلى وأمجَدُ

لك الخلق والنعماء والأمر كله

فإيّاك نستهدى وإيّاك نعبد

لأن ثواب اللّه كل موحدٍ

من جنان الفردوس فيها يخلّد

من مبلغ الصديق قولا كأنه

  • من مُبلِغُ الصّديقِ قَولًا كَأنَّهُ

إذا قُصّ بين المسلمين المبارد

أترضى بأنّا لم تجفّ دماؤنا

وهذا عروس باليمامة خالد

يبيت يناجي عرسه ويضمّها

وهامٌ لنا مطروحةً وسواعد

إذا نحن جئنا صَدّ عنا بوجهه

وتُلقى لأعمام العروس الوسائد

وما كان في صهر اليمامي رغبةٌ

ولو لم يُصب إلا من الناس واحد

فكيف بألفٍ قد أصيبوا كأنّما

دماؤهم بين السيوف المجاسد

فإن ترضَ هذا فالرضا ما رضيتَهُ

وإلا فغيّر إنّ أمرك راشد

قومي الذين هم آووا نبيهم

كنا ملوك الناس قبل محمدٍ

فلما أتى الإسلام كان لنا الفضل

وأكرمنا اللّه الذي ليس غيره

إلهٌ برّيّامٍ مضت ما لها شكل

بنصر الإله والنبي ودينه

وأكرمنا بإسمٍ مضى ما له مثل

أولئك قَومي خير قومٍ بأسرهم

فما عُدّ من خير فقومي له أهل

يربّون بالمعروف معروف من مضى

وليس على معروفهم أبداً قفل

إذا اختلطوا لم يُفحشوا في نديهم

وليس على سؤالهم عندهم بخل

وحاملهم وافٍ بكل حمّالةٍ

تحمّل لا غرمٌ عليه ولا خذل

وجارهم فيهم بعلياء بيتُهُ

له ما ثوى فينا الكرامة والبذل

وقائلهم بالحق أول قائلٍ

فحكمهم عدلٌ وقولهم فصل

إذا حاربوا أو سالموا لم يشبهوا

فحربهم خوفٌ وسِلمهم سهل

ومنّا أمين المسلمين حياته

ومن غسّلته من جنابته الرسل

شهدت بإذن الله أن محمدا

شهدت بإذن الله أن محمّداً

رسول الذي فوق السماوات من علو

وأن أبا يحيى ويحيى كليهما

له عملٌ في دينه متقبل

وأن التي بالسّد من بطن نخلةٍ

ومن دانها إل من الخير معزول

وأن الذي عادى اليهود ابن مريم

رسول أتى من عند ذي العرش مرسل

وأن أخا الأحقاف إذ يعذلونه

يجاهد في ذات الإله ويعدل

هل رسم دارسة المقام يباب

هل رسم دارسة المقام يا بَابِ

متكلّم لمسائلٍ بجواب

قفرٌ عفا رهم السحاب رسومه

وهبوب كل مطلّةٍ مرباب

ولقد رأيت بها الحُلول يزينهم

بيض الوجه ثاقب الأنساب

فدعِ الديار وذِكر كل خريدةٍ

بيضاء آنسة الحديث كعاب

واشكُ الهموم إلى الإله وما ترى

من معشر متألبين غضاب

أموا بغزوهم الرسول وألبوا

أهل القرى وبوادى الأعراب

جيشٌ عيينة وابن حربٍ فيهِمِ

متخمطين بحلبة الأحزاب

حتى إذا وردوا المدينة ورجوا

قتل النبي ومغنم الأسلاب

وغدوا علينا قادرين بأيديهم

ردوا بغَيْظهمِ على الأعقاب

بهبوب معصفةٍ تفرق جمعهم

وجنود ربك سيّد الألباب

وكفى الإله المؤمنين قتالهم

وأثابهم في الأجر خير ثواب

من بعد ما قنطوا ففَرّج عنهمُ

تنزيل نصّ مليكنا الوهاب

وأقرّ عين مُحمّدٍ وصحبه

وأذلّ كل مكذّبٍ مرتاب

مستشعرٍ للكفر دون ثيابه

والكفر ليس بطاهر الأثواب

علق الشقاء بقلبه فأراناه

في الكفر آخر هذه الأحقاب

هل المجد إلا السؤدد العود والندى

هل المجد إلا السؤدد العود والندى

وجاه الملوك واحتمال العظائم

نصرنا وآوينا النبي محمداً

على أنف راضٍ من معدٍ وراغمِ

بحيٍ حريدٍ أصله وذماره

بجابية الجولان وسط الأعراب

نصرناه لما حلّ وسط رحالنا

بأسيافنا من كل باغٍ وظالم

جعلنا بنينا دونه وبناتنا

وطبنا له نفسًا بفَيْء المغانم

و نحن ضربنا الناس حتى تتابعوا

على دينه بالمُرهَفات الصوارم

و نحن ولدنا من قريشٍ عظيمها

ولدنا نبيّ الخير من آل هاشم

لنا الملك في الإشراك والسبق في الهدى

ونصر النبي وبناء المكارم

بني دارمٍ لا تفخروا إنّ فخركم

يعود وبالاً عند ذكر المكارم

هبّلتم علينا تفخرون وأنتمُ

لنا خولٌ ما بين ظئر وخادم

فإن كنتم جئتم لحِقنَ دمائكم

وأموالكم أن تُقسموا في المقاسم

فلا تجعلوا لله ندًّا وأسلموا

ولا تلبسوا زياً كزي الأَعاجم

وإلا أبحناكم وسقنا نساءكم

بصُم القَنا والمُقرَباتِ الصَّلاَدم

وأفضل ما نِلتم من المجد والعلا

ردافةُنا عند احتضار المَوَاسِم

ابك بكت عيناك ثم تبادرت

ابكِ بكت عيناكَ ثم تَبادَرت

بدمٍ يعلّ غروبها بسِجامِ

ماذا بكيت على الذين تتابعوا

هلّا ذكرتَ مكارم الأقوام

وذكرتَ مِنّا ماجداً ذا همّةٍ

سمح الخلائق ماجد الإقدام

أعني النبيّ أخا التكرم والعلا

وأبرَّ من يولي على الأقسام

فلمثلُهُ ولِمِثلُ ما يدعو لهُ

كانَ الممدوح ثم غير كاهام

أظن عيينة إذ زارها

أظنّ عُيينةُ إذ زارَها

بأَن سوف يهدمُ فيها قُصورا

ومَنّيتَ جمعكَ ما لم يكن

فقلتَ سنغنمُ شيئاً كثيراً

فعِفتَ المدينةَ إذ جئتَها

وألفَيتَ للأسدِ فيها زئيراً

فولّوا سِراعاً كَوَخدِ النعا

مَن لم يكشفوا عن ملطٍ حصيراً

أميرٌ علينا رسول الملي

كِ أحبِب بِذاكَ إلينا أميراً

رسولٌ نُصدّق ما جاءهُ

من الوحي كان سِراجاً منيراً