أشعار رومانسية لجبران خليل جبران

حبٌ من بعيد

هناك من نحبهم…

لكننا نتجنب الاقتراب منهم.

فهم أجمل في بعدهم

وهم أعلى مكانة في الفراق

ووجودهم بعيدًا يجعلهم أغلى.

وهناك من نحبهم…

ونسعى للاقتراب منهم

ونشاركهم تفاصيل حياتنا

ويؤلمنا الفراق عنهم

ويصعب علينا تخيل الحياة بدونهم.

وهناك من نحبهم…

ونتمنى أن نعيش معهم قصة جميلة

ونخلق الصدف لنلتقي بهم

ونفتعل الأسباب لرؤيتهم

ونعيش في خيالنا أكثر من الواقع معهم.

وهناك من نحبهم…

لكن حبنا لهم يبقى في قلوبنا فقط

فنصمت رغم ألم الصمت

ولا نفصح عن حبنا لهم

لأن هناك العديد من العوائق

والنتائج قد تكون مخيفة.

ومن الأفضل لنا ولهم

أن تبقى الأبواب مغلقة.

وهناك من نحبهم…

فنغمر الأرض بحبهم

ونتحدث عنهم في كل الأوقات

ونحتاج إلى وجودهم كما نحتاج الماء والهواء.

وناختنق في غيابهم

أو حتى في مجرد الابتعاد عنهم.

وهناك من نحبهم…

لأنهم الأشخاص الوحيدين المتاحين لنا.

وحاجتنا للحب تدفعنا نحوهم.

فالأيام تمر

وعمرنا ينقضي

والزمن لا يتوقف

وكم يخيفنا أن نبقى بلا رفيق.

وهناك من نحبهم…

لأنهم يستحقون الحب فقط.

ولا يمكننا إلا أن نحبهم.

نتعلم منهم دروسًا جميلة

ونعيد بناء جزء كبير من حياتنا معهم.

نسعى بصدق لنمنحهم قليلًا من السعادة.

وهناك من نحبهم…

لكننا لا نجد ردًا لهذا الحب في قلوبهم.

فنتألم ونتحطم

ونتخبط في قصص فاشلة.

لا نكرههم

ولا نستطيع نسيانهم

ولا نحب سواهم.

ونعود لنبكيهم بعد فشل كل محاولة.

وهناك من نحبهم…

ويبقى الأمل في أن يحبوننا كما نحبهم.

الحب هو الروح التي تعيش في قلبك

الحب هو روحي، أنت معناه.

والجمال هو الكلمة التي تعبر عن وجودك.

إرحم فؤادًا متألمًا بحبك غدًا.

سيكون متألمًا ويحميه حبك.

تكتمل الأحلام برؤيتك، فتروي لنا

حلمًا يبهج عيوننا.

أنت بهجة عيني عندما تلتقيني.

أنت سعادة قلبي عندما تتحدث إلي.

أيتها الفتاة اللبنانية ونسمات الهوى

أيها الفتاة اللبنانية وعبير الحياة،

إليكِ من أخبار الوطن القديم ترسيخًا،

حقبة معاصرة أشرقت بروح الأزمان.

مرّت على ذلك الشيوخ في ليالي

ذكرى جمال وعبير ونور.

ذكريات صبا تفرح القلوب،

ويشع وجهه سعادة وبهجة.

اشتكت همساتها إلى الأرز،

فلا نفذ النبض في حجاب الضمير.

وبثتها في زفرة، فتجلى

سرور البشرى وبهجة الحياة.

مرّت في السفح كالنسيم،

بكل مكان ينبض بالخضرة.

فضحك الأزهار بوجودها،

فقد أسعدت نفوسنا برائحتها الجميلة.

أزهار تحكي عن عطر الفجر،

تبسمت خفيةً بمجرد أن تلامست.

وصلت بيروت بعبيرها،

وتراءى من بحرها نور الصباح.

وعقدت في ثغرها درة،

أروع ما يتزين به الشفاه.

هل رأيتِ الأسماء يومًا،

تتبارز في مرآتك عند الفجر؟

حبٌ مختلف لا ينتهي

حبٌ لم يكن يومًا حماقة في الصبا،

يدعو بحرارة ولا ينقض.

هل من سحر الهوى من لبى دعوته،

أم أن من عصاه لا مكان له؟

هل تُبهج اللحظات القلبية،

إذا لم تكن مبهجة للأرواح؟

هل تسعى إلى المجد من عثراته،

إذا لم تشجعك تفاصيل النجاح؟

يا نور عيني، راقبت همتك،

على الأمل أن تظفر بأسمى الإنجازات.

أبوك هو من الأوائل في بلده،

ما زال له المرمى الرفيع.

وأنت ما أنت إلا كيان مميز،

فكن شجرة تحمل أسمى المعاني.

الحياة فيك الشفاء،

تنفس بها قلبك المحزون.

إذا بدأت في أمر، تسعى لإنجازه،

ويا ليتك تنجح في ما مضى.

ولا ترسم الهم في خيالك،

فلا يمثلك أمان حذر.

من الجيد أن تُعطي بسخاء،

بكل روح طيبة، تزاد كيلًا.

سحر المساعدة هو الجمال،

مثل اللطف المبدع الذي لا يُنسى.

كن حذرًا، أيها الفتى المضيء،

لأنك قد حققت ما لم يحقق أحد قبلك.

فكن ونجلاء منارة للأمل،

حيث يظهر الوفاء في كل مكان.

اليوم هو استقبالكما للأحلام،

وباب النور ينتظر عناقكما.

لندخل الزهور إلى جنتنا،

شامخين بالروح والأرض.

أهدتنا الرياض شذى ألوانها،

كأنها أزهار مثيرة للدهشة.

وأودع الشعر فيه عناصر جماله،

من كل أنواع الحب في سحره.

بكل صفقة حملت وعودها،

في كل عقد أغدقت بتميّزها.

وكل كلمة تقابلها تعبير جميلة،

كالروح في جسم يحاكي الزمن.

هناك بابٌ للمشرفين على الكرامة،

حقكما يكمن في ماهية الحياة.

أيها الجمال، يوم الزفاف يشهد،

لم ترَ الأحلام في عقود الزمن.

عاهد الصفاء في تلك الذكريات،

وابقى دائمًا نقيًا ومشرفًا.

جاهزة الألمعي وتنافس بأدب،

أفضل النساء دعمًا وروحًا.

تتالفت تلك الروح بجمالها،

وتشابهت بأفضل عرش.

اجتمع بالشكل الذي يوافق دعوتك،

بأن القلب لنجلا روحك.

ورب عين لو لا تعففها،

لمتلتئم بعالم الهوى.

لله، ذاك الوجه المعبر، ما أجمل،

وذاك الوقار كم يحير.

كان في زمن البلاغة من يظهر،

فرحًا بلقائه كالظل.

كلماته تعبر عن المبتغى،

تبدو هادئة، فكرته قد طفلت.

ولا يماثل في البديع، إذا ما حكى،

أو إذا ما اقترب من النجوم.

ما يزال يأتي بكل ما هو رائع،

وعده في الملكي قد خان الأمل.

إذا طلب المديح أكمله،

وإذا اجتنب الحطام، لا ينكر.

حديثه لا يمل من السعادة،

كحديث من يفتقر إلى الحكايا.

هو الصديق الحقيقي لأصدقائه،

وهو الشخص الأوفى في الأزمات.

فيا عروسين، باقترانكما،

يجتمع الصون والكرامة سيدًا.

ويا شريكي الضغوط والعاطفة،

فإنهما سويًا كل الحياة.

أفضل دعائي مهنئًا لكما،

عاشا سعيدين وذريتهما فاضلة.

إذا ضعُف الحب، فإن الهجر يقتله

  • من المقطوعات الشعرية الرومانسية للشاعر جبران خليل جبران:

إذا ضعف الحب فإن الهجر يقتله،

إذا تمكن، فإن الهجر يحييه.

شرارة صغيرة تطفئها عواصف الريح،

لكن اللهب الكبير يقوي، حتى لو هبت العواصف.

ضعي بلورة على عينيك

ضعي بلورة على عينيك،

لتنجحي من وهج القيظ.

ويسلم العالم من فتنة،

تشبه عينيك الساحرتين.