أنواع الرياء
يعتبر الرياء من أخطر الأمراض القلبية، إذ لا يقتصر أثره على الفرد فحسب، بل يمتد تأثيره إلى المجتمع ككل. يُعتبر الرياء من الأسباب التي تُحبط الأعمال، ولقد وصفه النبي -صلى الله عليه وسلم- بأنه نوع من الشرك الخفي. هذا السلوك يمكن أن يؤدي إلى دخول الناس النار، حتى وإن كانوا مجاهدين أو من علماء الأمة أو حفاظاً للقرآن الكريم. وللرياء أنواع متعددة، وكل نوع يحمل خطراً أكبر من الآخر. نستعرض في ما يلي بعضاً منها:
- رياء النفاق: وهو عندما يسعى الإنسان إلى العبادة والتدين لأغراض غير خالصة لله -تعالى-، فيظهر للناس أنه يؤدي العديد من العبادات بينما يفتقر إلى الإخلاص.
- شرك السرائر: هنا يكون هدف الإنسان من العبادة هو رضى الله -عز وجل-، لكنه عندما يراه الآخرون، يزداد نشاطه في طاعته.
- الرياء الخفي: حيث يقوم الإنسان بأداء الطاعة بإخلاص، ولكن عندما يتلقى المدح من الآخرين، يدخل الرياء إلى قلبه ويتشوق لسماع الثناء.
- الرياء البدني: ويظهر في صورة التعب والإرهاق، ليظهر للناس أنه كثير العبادة ويخشى من الآخرة.
- الرياء الخالص: وهو عندما يرتدي العبد ملابس ممزقة ليبين للناس زهده في الدنيا وتوجهه نحو الآخرة.
- الرياء في العبادة: ويختص بأطالة الصلاة، الركوع والسجود، بغرض إظهار شخصيته كمواظب على العبادات.
- الرياء الدقيق: وهو عندما يتحدث الإنسان بسوء عن نفسه أمام الآخرين، ليظهر تواضعه ومن ثم يحصل على مدحهم.
أسباب الرياء
يعزى هذا المرض القلبي الخطير إلى عدة أسباب ودوافع، حيث يسعى المرائي إلى تحقيق مكانة مرموقة ومقام رفيع في أعين الناس. وفيما يلي بعض الدوافع التي تؤدي إلى الرياء:
- حب المدح والثناء، والسعي للحصول على منزلة عالية بين الناس، مما يدفع المرء إلى إظهار العبادة أمام الآخرين مثل الصلاة والحج والصدقة والصيام.
- الخوف من النقد والذم، فتجده يؤدي الطاعات مثل التصدق أو المشاركة في القتال فقط ليجنب نفسه من أي كلام سلبي.
- رغبة المرائي في الحصول على متاع الحياة الدنيا مما بيد الآخرين.
طرق التخلص من الرياء
لأن هذا المرض يؤثر سلباً على الأعمال الصالحة ويُحبطها، ويحرم الإنسان من الأجر العظيم، يجب على المرء أن يسعى للتخلص من الرياء من أجل نيل رضا الله -تعالى- وقبول أعماله. نستعرض فيما يلي بعض الطرق للتخلص من الرياء:
- تعزيز الإيمان في قلبه من خلال الإعراض عن كل ما سوى الله -عز وجل-، والالتزام بدعوة الله وحده.
- تعلم العلوم الشرعية المفيدة في الحياة الدنيا والآخرة، خاصة علم العقيدة الذي يُهذب النفس ويقيها من الفتن.
- الالتجاء إلى الله، والإكثار من الأعمال السرية، والدعاء ليلاً ونهاراً لطلب الإخلاص وطرد الرياء.
- تكرار ذكر الآخرة وعقاب الله الوخيم للمرائين، حيث إن أول من يُدخل النار هم من أدوا العبادة رياءً، مما يشجع المرء على التوبة والخشوع لله.