أنواع تفسير القرآن من حيث المنهج
التفسير بالمأثور
يمكن تعريف التفسير بالمأثور على أنه التفسير الذي يعتمد على المصادر المعروفة في التفسير، وتشمل هذه المصادر: القرآن الكريم، السنة النبوية، وآراء الصحابة، حيث يضيف بعض العلماء أيضاً أقوال التابعين. من الأمثلة المشهورة على هذا النوع: تفسير ابن كثير، تفسير الطبري، وتفسير البغوي، وغيرها. فيما يلي توضيح لأقسام هذا النوع من التفسير:
التفسير بالقرآن
التفسير بالقرآن يعني تفسير بعض الآيات القرآنية باستخدام ما ورد في القرآن الكريم نفسه. فقد توجد بعض الآيات التي تأتي بشكل مجمل في سياق معين، ومفصل في سياق آخر، أو قد تكون مختصرة في موضع وتوضح في موضع آخر. مثال على ذلك هو قوله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ أُحِلَّتْ لَكُم بَهِيمَةُ الْأَنْعَامِ إِلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ) حيث فُسر قوله: (إِلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ) في موضع آخر بعبارة: (حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ). وينقسم تفسير القرآن الكريم بالقرآن إلى أربعة أنواع كما يلي:
- ناسخ القرآن الكريم بالقرآن.
- تخصيص بعض الآيات العامة بالقرآن.
- تقييد بعض الآيات المطلقة بآيات أخرى.
- تفصيل بعض ما أُجمل في آيات أخرى.
التفسير بالسنة
التفسير بالسنة يعني تفسير بعض الآيات القرآنية بما توصل إليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من شرح لصحابته، أو توضيح لما صعب عليهم في فهم بعض الآيات، أو أن يكون ما قاله يعتبر تفسيراً في حد ذاته. مثال على ذلك هو تفسير قوله -تعالى-: (الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا)، حيث فسرها الرسول بقوله: (الذَّهَبُ بالذَّهَبِ، والْفِضَّةُ بالفِضَّةِ…).
التفسير بأقوال الصحابة والتابعين
للصحابة -رضوان الله عليهم- مكانة عالية في الإسلام، حيث يُعتبر لقاؤهم بالرسول -صلى الله عليه وسلم- مميزًا. ولذلك فإن أقوالهم تُعد من مصادر التفسير الموثوقة، نظراً لأنهم يتحدثون بلغة القرآن، ويشهدون الظروف التي نزل فيها، مما يجعل فهمهم نابعا من خبرة مباشرة بالأحداث التي رافقت نزول الآيات.
التفسير بالرأي
التفسير بالرأي هو أن تؤخذ الآيات القرآنية وتُفسر وتعتمد على استنباط العقل. وتحكم هذه الطريقة بنظر الأدلة واستنباط المعارف الممكنة دون تعارض حيث يجب على المفسر أن يتبع الأدلة الشرعية. من الكتب المعروفة في هذا المجال: الكشاف للزمخشري، وكتب كتفسير البيضاوي والنسفي. ومع ذلك، فإن التفسير بالرأي ليس متاحاً للجميع ولديه شروط وضوابط معينة تتعلق بقدرات المفسر:
- الشروط المتعلقة بأوصاف المفسر، مثل:
- العقيدة الصحيحة.
- نية خالصة لله تعالى.
- إتقان العلوم المتعلقة بالقرآن.
- تمكن في اللغة العربية.
كما أن أمثلة التفسير بالرأي كثيرة، مثل تفسير قوله -تعالى-: (مَن كانَ يُريدُ الحَياةَ الدُّنيا)، حيث يسري الفهم العام على كل من يرغب في المتعة بالدنيوية.
التفسير اللغوي
التفسير اللغوي يركز على فهم الآيات وفق المعاني العميقة للمفردات المستخدمة في اللغة العربية، باعتبار أن القرآن الكريم نزل بلغة العرب. على سبيل المثال، يتم تفسير كلمة “استوى” في قوله -تعالى-: (ثُمَّ استَوى عَلَى العَرشِ) بمعنى “ظهر” أو “علا”.
التفسير الإشاري
التفسير الإشاري يعني تفسير الآيات بطريقة تتجاوز الظاهر، مستندة إلى إشارات لا يفهمها إلا أصحاب الكشوفات الروحية. ولكن هذا النوع من التفسير قد يعتبر محل جدل وينبغي التحفظ في استخدامه.
تفسير آيات الأحكام
تفسير آيات الأحكام يركز على الآيات المتعلقة بالأحكام الشرعية التي تحكم سلوك الناس. وقد أولى الرسول -صلى الله عليه وسلم- اهتماماً بايضاح هذا النوع من الآيات، ويتطلب هذا المجال التعاون بين القرآن والسنة في استنباط الأحكام الشرعية.
تشمل كتب التفسير المشهورة في هذا المجال: “تفسير أحكام القرآن” للرازي و”الجامع لأحكام القرآن” للقرطبي.
أنواع تفسير القرآن من حيث طريقة التفسير
تُقسم تفاسير القرآن من حيث طريقة التفسير إلى أربعة أنواع رئيسية:
- التفسير الإجمالي: وهو تقديم معاني الآيات بشكل مختصر وبدون توسيع، من الكتب المعروفة فيه “تفسير الجلالين”.
- التفسير التفصيلي أو التحليلي: حيث يسعى المفسر لتفصيل معاني الآيات وإعطاء شروح موسعة، ومن الكتب المعروفة “تفسير الطبري”.
- التفسير المقارن: حيث يُدرس أكثر من تفسير لنفس السورة، مما يتيح المقارنة بين الآراء المختلفة.
- التفسير الموضوعي: ينقسم إلى ثلاثة أنواع:
- للمصطلحات القرآنية.
- للموضوعات القرآنية.
- للسور القرآنية.
تعريف تفسير القرآن
تفسير القرآن الكريم يمثل علمًا يركز على فهم معاني كلام الله -تعالى- حسب الإمكانيات الإنسانية. يُعد هذا العلم من أرقى العلوم، نظراً لارتباطه بكلام الله سبحانه وتعالى، ويهدف إلى تعزيز الفهم للقرآن للوصول إلى النعيم في الدنيا والآخرة. يستمد تفسير القرآن مصادره من القرآن ذاته، والسنة النبوية، وما كتبه العلماء المتخصصون، وتعليم هذا العلم يُعتبر واجبًا على الأفراد في المجتمعات المختلفة.