ما هي أصوات الكواكب؟
نظرًا لعدم وجود غلاف جوي في الفراغ الفسيح للفضاء، فإن الجزيئات المتواجدة فيه لا تستطيع نقل الموجات الصوتية، مما يصعب سماع أي صوت في الفضاء. ومع ذلك، يمكن تجسيد أصوات من الفضاء تعتمد على انبعاثات راديوية، حيث يقوم العلماء بتحويل هذه الإشارات إلى موجات صوتية قابلة للسماع. تُستخرج هذه الانبعاثات الراديوية من المسابير الفضائية التي تحلق بالقرب من الكواكب المُصدِرة لها.
كيف تبدو أصوات الكواكب؟
عند تحويل الانبعاثات إلى أصوات، تظهر الأصوات بشكل غريب وغامض، حيث تُشبه مواء القطط وعواء الكلاب، أو تُوصف أحيانًا بأنها أصوات مروعة. من بين هذه الأصوات المُسجلة، يمكن سماع خوار كوكب المشتري وعواء سطح المريخ، مما يخلق شعورًا مثيرًا لدى المستمع، وقد يُقارن الصوت بصدى سقوط شيء في هاوية مظلمة.
هل تتشابه أصوات الكواكب؟
تختلف الأصوات الناتجة عن الكواكب، حيث يمتلك كل كوكب صوته الفريد. يعود هذا التنوع إلى الانبعاثات المختلفة التي تعتمد على كمية الجسيمات المحيطة بكل كوكب وتفاوت شدة مجاله المغناطيسي.
متى بدأ الاهتمام بأصوات الكواكب؟
بدأ الاهتمام بدراسة أصوات الكواكب في الفترة بين عامي 1979 و1989، عندما اكتشف المسبار الخاص بالمركبة الفضائية “فويجر 2” وجود اضطرابات كهرومغناطيسية وانبعاثات للجسيمات المشحونة بعد مروره بكواكب المشتري وزحل وأورانوس.
أمثلة على أصوات الكواكب المثيرة للاهتمام
يُعرف إشعاع زحل الكيلومتري، إذ يُعتبر كوكب زحل من الكواكب الأكثر كثافة في الانبعاثات الراديوية. تجدر الإشارة إلى أن هذه الانبعاثات ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالشفق القطبي. وفي بعض الأحيان، يحتاج العلماء إلى ترجمة هذه الانبعاثات من كوكب المشتري لفهم الإشارات بشكل أفضل، حيث تُسمى هذه العملية “صوتنة البيانات”.
هل هناك محاولات لتسجيل أصوات الكواكب؟
نعم، هناك محاولات لتسجيل أصوات الكواكب. الأولى كانت في عام 1999 مع مسبار مُجهز بميكروفون، ولكنه فقد الاتصال بعد فترة قصيرة من دخوله غلاف كوكب المريخ. أما المحاولة الثانية، فكانت في عام 2005 مع مسبار مزود بميكروفون عند هبوطه على سطح قمر زحل، ولكنه لم يسجل أي أصوات للكوكب، بل سجل صوت هبوطه وجمع بعض المعلومات المتعلقة بالخصائص الصوتية للقمر.
صوت الأرض
عند تحليل البيانات الزلزالية، لاحظ العلماء وجود طنين هادئ وخفيف بين الأصوات الناتجة عن الظواهر الأرضية. وقد افترضوا أن هناك تفاعل بين موجات الجاذبية الأرضية وقاع المحيط، وهذا التفاعل هو الذي ينتج عنه هذه الأصوات المعروفة بالهمهمة الأرضية. ومع ذلك، تظل الدراسات مستمرة للكشف عن السبب الحقيقي وراء هذه الأصوات الخافتة المنبعثة من الأرض.