أصول بعض الأمثال العربية وقصصها

إللي اختشو ماتو

تاريخ الحمامات التركية القديمة يتضمن استخدام الأخشاب والحطب والنشارة لتسخين الأرضية والمياه، مما ساهم في تمرير البخار من خلال الشقوق. كانت معظم قباب ومناور هذه الحمامات مصنوعة من الخشب، مما يعطي دلالة على أصل هذا المثل. في حادثة مأساوية، اندلع حريق في حمام مخصص للنساء. اعتادت العديد من النساء الاستحمام عاريات في هذا الحمام، حيث كان البخار الكثيف يحجب رؤيتهن عن الأخرين. وعندما نشب الحريق، ارتبكت النساء، فهربت المرأة الكاسية بينما فضلت العاريات الموت على الخروج عاريات. عند عودة صاحب الحمام، صدم لما رآه وسأل البواب عما إذا كان قد توفي أحد النساء، فأجابه البواب بأن “إللي اختشو ماتو”.

دخول الحمام ليس كخروجه

في إحدى الفترات، قام شخص بفتح حمام تركي وأعلن عن دخول الحمام مجانًا. سرعان ما توافد الناس عليه، ورغم أن صاحب الحمام لم يأخذ مبلغًا عند دخولهم، إلا أنه كان يحتجز ملابس الزبائن عند خروجهم، رافضًا تسليمها إلا عند دفع الأموال. ثار الزبائن محتجين: “ألم تقل أن دخول الحمام مجاني؟”، ليرد عليهم صاحب الحمام بابتسامة: “دخول الحمام ليس كخروجه!”

رجع بخفي حنين

كان حنين إسكافيًا يتمتع بمهارات عالية، وفي أحد الأيام، جاء أعرابي ليشتري منه خفين. نشب خلاف بينهما، فقرر حنين إغاظة الأعرابي وألقى أحد الخفين في الطريق ثم ألقى الآخر في مكان مختلف. عند مرور الأعرابي بإحدى الخفين، قال: “ما أشبهه بخف حنين، لو كان معي الآخر لأخذته”. عندما اكتشف الخف الآخر، ترك حماره وعاد بجدية لاستعادة الخف الأول، لكن حنين استغل الفرصة وسرق حماره. وعندما عاد الأعرابي إلى قومه، سألوه عن حماره، ولكنه أجاب: “لقد عدت بخفي حنين”.

اختلط الحابل بالنابل

هذا المثل يعود إلى ممارسة الراعي بعد موسم ولادة الماعز، حيث يقوم بتفريق المعاشير (الماعز الغزيرة اللبن) عن غير المعاشير. لكن في كثير من الأحيان، يحدث أن تختلط المعاشير مع غيرها، مما يغضب الراعي فيقول: “اختلط الحابل بالنابل”.

نومة عبود

يستخدم العرب مثل “نومة عبود” للدلالة على ثقل النوم. وفقًا لما رواه الفراء عن المفضل بن سلمة، كان عبود حطابًا أسود البشرة. بقي في الغابة أسبوعًا كاملًا بلا نوم، ثم بينما عاد، غاب عن الوعي ومكث أسبوعًا نائماً. ومن هنا جاءت الشهرة لهذا المثل ليعبر عن الكسل وثقل النوم. وحسب الشرفي بن القطامي، فإن أصل القصة يعود إلى أن عبود ادعى أنه ميت ليختبر كيفية قيامهم بالتأبين عندما يُغادر هذه الحياة، وتم سجنه حتى جاء وقت تأبينه، فاكتشفوا أنه بالفعل قد مات.

دونه خرط القتاد

هذا مثل شهير يستخدم للإشارة إلى استحالة حدوث شيء ما. فالقتاد هو شجر ذو أشواك قوية تشبه الإبر، بينما يشير “الخرط” إلى نزع هذه الأشواك بإحكام، تمامًا كما يتم جمع حبات البلح دفعة واحدة. هذا المثل يوضح أنه من الصعب استخراج شيء ما من وضع صعب.