أكبر شجرة في العالم
تُعتبر أشجار السيكويا من أضخم الأشجار في العالم، ومن أبرز هذه الأنواع هي الشجرة المعروفة باسم جنرال شيرمان. تقع هذه الشجرة الضخمة داخل حديقة سيكويا الوطنية في ولاية كاليفورنيا، الولايات المتحدة. يُقدّر عمر شجرة جنرال شيرمان بحوالي 2000 عام، وتُعتبر في منتصف فترة حياتها، حيث يمكن أن تعيش لأكثر من 3220 عاماً.
وعلى الرغم من أن جنرال شيرمان تُعدّ أكبر شجرة حجماً، إلا أنها تُعتبر أيضاً أكبر كائن حي على وجه الأرض، حيث يصل حجمها إلى حوالي 1487 متر مكعب. على الرغم من فقدانها لفرع كبير في عام 2006، إلا أن هذا لم يؤثر على موقعها كأكبر شجرة في العالم، حيث يتم قياس حجمها بناءً على حجم الجذع فقط، وليس عدد الفروع. بينما يبلغ ارتفاع جنرال شيرمان حوالي 83.8 متر، فإنها لا تُحصَر ضمن الأطول في العالم، حيث يبلغ ارتفاع أطول شجرة مسجلة حوالي 115.7 متر.
تنتمي شجرة السيكويا العملاقة إلى فئة النباتات الصنوبرية دائمة الخضرة، ويصل محيط جذعها إلى 31.1 متر. تم زراعة العديد من أشجار السيكويا لأغراض الزينة في عدة دول منذ اكتشافها في منتصف القرن التاسع عشر. وقد تم العثور على أقدم شجرة سيكويا في عام 1852، ومع اكتشاف غابات السيكويا العملاقة، أصبحت هذه الأشجار محط اهتمام في كافة أنحاء العالم، وقد نمت بشكل جيد في بعض المناطق، مثل المملكة المتحدة واسكتلندا.
أصل تسمية أشجار سيكويا
تعود تسمية أشجار السيكويا إلى الشخص الأمريكي الأصلي سيكوياه، الذي كان ينتمي إلى قبيلة الشيروكي. عاش سيكوياه بين عامي 1767 و1843، وقام بتأسيس نظام كتابة للشيروكي لحفظ وتوثيق ثقافتهم التي كانت مهددة بالانقراض نتيجة التأثير القوي للحضارة الغربية. تعلّم الآلاف من الأمريكيين الكتابة باستخدام نظامه، والذي لا يزال مستخدماً حتى اليوم. وفي عام 1847، تم تقديم أول وصف علمي نباتي لشجرة الريد وود الساحلية، حيث اختار عالم النبات إندليشر اسم سيكويا لهذا النوع الجديد دون توضيح السبب. لكن يُعتقد أن هذه التسمية كانت تكريماً لسيكوياه، بينما تم اختيار الاسم العلمي ليكون سيكوادندرون (Sequoiadendron giganteum).
أماكن انتشار أشجار سيكويا
انتشرت أشجار السيكويا في عدة مناطق حول العالم منذ اكتشافها، حيث يمكن العثور عليها في أمريكا الشمالية والجنوبية، وكذلك في أستراليا ونيوزيلندا. يعتمد نجاح زراعة هذه الأشجار على تطابق المناخ المحلي مع مناخها الأصلي في كاليفورنيا، إذ تنمو جيداً في الأجزاء الرطبة من أوروبا، مثل المملكة المتحدة وكندا. وعلى الرغم من ذلك، فهي لا تتكيف بشكل جيد في الأجزاء الشرقية من الولايات المتحدة، ولا تنمو في المناطق الاستوائية أو الباردة جداً مثل روسيا أو الدول الإسكندنافية، إذ أنها تفضل المناخ المعتدل ولا تنمو في التربة الجافة.
تتواجد أشجار السيكويا في شمال غرب المحيط الهادئ، من غرب ولاية أوريغون إلى جنوب غرب كولومبيا البريطانية، بحضور قوي أيضاً في منطقة سياتل بواشنطن. وأثبتت هذه الأشجار معدل نمو سريع وناجح في هذه المناطق، على عكس شمال شرق الولايات المتحدة حيث ينمو النبات ببطء بسبب الظروف المناخية التي قد تسفر عن أمراض فطرية. في الجانب الأوروبي، تُزرع أشجار السيكويا في الجزر البريطانية بمعدل نمو سريع، وفي مناطق مثل اسكتلندا وجنوب غرب إنجلترا، بالإضافة إلى دول مثل إيطاليا وفرنسا وسويسرا وألمانيا وبلجيكا والدنمارك.
أيضاً تنتشر أشجار السيكويا في أستراليا، حيث تم استيرادها من الحدائق البريطانية وزراعة بذورها، مثل حدائق بالارت النباتية وحديقة جوبيلي وحديقة كوك في نيو ساوث ويلز. كما توجد أيضاً في نيوزيلندا، وخاصة في الجزيرة الجنوبية، بالإضافة إلى بعض العينات في كوينزتاون.
حقائق عن أشجار سيكويا
إليكم بعض الحقائق المميزة حول أشجار السيكويا:
- تحتاج شجرة السيكويا إلى مناخ معين لتنمو بشكل جيد، وهي تنمو طبيعياً فقط في الشريط الضيق من الغابات الصنوبرية على المنحدرات الغربية لجبال سييرا نيفادا والذي يمتد لحوالي 260 ميلاً.
- يمكن أن تعيش أشجار السيكويا لأكثر من 3000 عام.
- يبلغ سمك لحاء شجرة السيكويا حوالي 3 أقدام.
- يمكن أن يصل ارتفاع أكبر أشجار السيكويا إلى ارتفاع بناية مكونة من 26 طابقاً.
- تحتل أشجار السيكويا العملاقة المركز الثالث بين الأشجار المعمّرة، حيث تسبقها أشجار الصنوبر البريستليكون، التي يُقدر عمرها بحوالي 5000 عام، وأشجار الأليرس المعروفة باسم فيتزرويا كوبريسويدس.
- تتميز أشجار السيكويا بقوتها ومقاومتها للتعفن، ولها لحاء سميك يحميها من النيران، وذلك يعود لاحتوائها على حمض التانيك.
- ترتبط صلابة أشجار السيكويا بحجمها وعمرها ارتباطاً وثيقاً، حيث تستمر هذه الأشجار في النمو طوال حياتها.
- تتكاثر أشجار السيكويا عن طريق البذور فقط، التي تبقى في المخاريط لمدة تصل إلى 20 عاماً قبل أن تفتح وتُسقط البذور في التربة.