أضرار استخدام الهواتف المحمولة
يعكس الارتفاع الكبير في استخدام الهواتف المحمولة والطلب المتزايد عليها نجاح هذه التكنولوجيا، ولكن هذا النجاح لا يخلو من العواقب السلبية، حيث أن للجوالات آثار سلبية على جوانب صحية واجتماعية متعددة. فيما يلي توضيح لهذه الأضرار.
الأضرار الصحية لاستخدام الهواتف المحمولة
تلقى المخاوف المتعلقة بالتأثيرات الصحية للهواتف المحمولة اهتمامًا متزايدًا، مما دفع الباحثين لدراسة تأثير استخدام الهواتف على صحة الأفراد. ركزت أبحاثهم على مواضيع مثل الجراثيم، حوادث المرور، الإصابة بالسرطان، تأثير الإشعاعات الكهرومغناطيسية، وأيضًا تأثيرها على نمط النوم. فيما يلي أبرز الأضرار الصحية المرتبطة باستخدام الهواتف المحمولة:
- الجراثيم: الهواتف المحمولة تتعرض للعديد من الجراثيم، حيث يتم وضعها في أماكن مختلفة تجعلها عرضة للتلوث. وفقًا لدراسة أجراها باحثون من كلية لندن للصحة والطب الاستوائي، فإن 1 من كل 6 هواتف محمولة كان ملوثًا بأنواع من البراز، وذلك نتيجة لعدم غسل الأيدي بعد استخدام الحمام. في دراسة أخرى شملت عينة من 60 هاتفًا لطلاب جامعة ساوث في كولومبيا، وُجدت الهواتف ملوثة ببكتيريا المكورات العنقودية الذهبية المقاومة للميثيسيلين (MRSA).
- المشكلات الصحية: تستخدم الهواتف المحمولة إشعاعات ترددات راديوية (RF) للاتصال بالشبكات الرئيسية، وارتفاع هذه الإشعاعات قد يؤدي إلى تأثيرات حرارية على الجسم. هناك أيضًا قلق من أن المستويات المنخفضة من هذه الإشعاعات قد تسبب الصداع أو أورام المخ.
- تأثير الهواتف على العين: يُحتمل أن تؤثر الإشعاعات الناتجة عن الهواتف على صحة العين، حيث أن الضوء الأزرق المنبعث من الهواتف الذكية والأجهزة الإلكترونية يغطي نطاقات طيفية قصيرة وعالية الطاقة، مما يؤدي إلى إجهاد العين. وفقاً لمجلس الرؤية في الولايات المتحدة، يعاني 27% إلى 35% من الأمريكيين من الأعراض المرتبطة بإجهاد العين جراء استخدام الأجهزة الرقمية.
- حوادث المرور: تشير الدراسات إلى أن استخدام الهاتف المحمول أثناء القيادة يزيد بشكل كبير من مخاطر الحوادث. ولذلك، قامت بعض الدول، مثل أستراليا، بتجريم استخدام الهاتف أثناء القيادة.
الأضرار الاجتماعية لاستخدام الهواتف المحمولة
للجوالات آثار اجتماعية سلبية متعددة، وفيما يلي أبرزها:
- تأثير الهواتف على الأطفال والمراهقين: يعتبر استخدام الهواتف كوسيلة للتهدئة من قبل الآباء أمرًا شائعًا، لكنه في الواقع يمكن أن يؤدي إلى تأثيرات سلبية على نمو الأطفال وعلاقتهم بوالديهم. وفقاً للدكتورة جيني راديسكي، فإن قلة التفاعل بين الوالدين والأطفال قد تؤدي إلى مشكلات في التطور والنمو. بالإضافة إلى ذلك، يوفر الإنترنت للأطفال وصولاً سهلًا إلى محتوى غير مناسب لعمرهم مما يؤثر سلباً على نفسيتهم.
- تأثير الهواتف على التعليم: يميل الأطفال والمراهقون إلى الانشغال بالهواتف في الفصول الدراسية، ما يؤثر سلبًا على التحصيل الدراسي. وقد أظهرت الدراسات أن الرسائل النصية تُستخدم أحيانًا للغش، بينما تستخدم الكاميرات المدمجة لمخالفة الخصوصية خلال الدروس.
- تأثير الهواتف على الجريمة: مع ارتفاع أسعار الهواتف الذكية، قد يلجأ البعض إلى سرقتها، حيث تُسجل حوالي مليون سرقة لهواتف ذكية في الولايات المتحدة سنويًا. تُستخدم المعلومات المخزنة في الهواتف لسرقة الهوية وانتهاك الخصوصية.
نصائح لاستخدام الهواتف المحمولة بشكل صحيح
إليك بعض النصائح لتشجيع الاستخدام السليم للهاتف المحمول:
- تجنب استخدام الهاتف خلال الاجتماعات، وضعه على الوضع الصامت وتفقد الإشعارات بعد انتهاء الاجتماع.
- تجنب كتابة الرسائل النصية أمام الآخرين.
- لا تضع إشارة (Tag) لشخص آخر على صورك أو تشارك أي محتوى دون إذنه.
- احتفظ بالهاتف في جيبك أثناء تناول الطعام أو الجلوس مع الأصدقاء.
- حاول التحدث بهدوء على الهاتف حتى لا تزعج الآخرين، أو ابتعد قليلاً للتحدث بحرية.
نبذة عن اختراع الهواتف المحمولة
أحدث مارتن كوبر ثورة في العالم عندما اخترع الهاتف المحمول في عام 1973، رغم أنه لم يكن يتوقع مدى تأثير هذا الجهاز على التواصل البشري. تطورت الهواتف المحمولة بشكل ملفت، حيث قُدرت إحصائيات عام 2019 بعدد مستخدمي الأجهزة المحمولة بأكثر من 5 مليارات شخص، تتنوع بين الهواتف الذكية والعادية.
الخلاصة
الطلب على الهواتف المحمولة في تزايد مستمر، ورغم فوائدها، فإنها تحمل آثارًا سلبية تحتاج إلى الاعتبار. أظهرت الدراسات أن الهواتف المحمولة تميل إلى حمل جراثيم ضارة، وتسبب مشكلات صحية مثل الصداع وإجهاد العين، كما تؤثر سلباً على الجوانب الاجتماعية للأطفال والمراهقين. يتعين على الجميع الانتباه إلى الاستخدام الصحيح للهاتف المحمول لتقليل هذه الآثار السلبية.