أطول الأنبياء عمراً
يُعتبر نبي الله نوح -عليه السلام- هو أكبر الأنبياء عمراً، حيث استمر في دعوة قومه إلى الحق لمدة تسعمئة وخمسين عاماً، كما ذُكر في القرآن الكريم. يُعَدُّ نوحٌ أطول الأنبياء عمراً وأحد أكثرهم صبراً في مسعاه لنشر الهدى وتحقيق التوحيد وعبادة الله سبحانه. وقد أشار النبي محمد -صلّى الله عليه وسلّم- إلى أن نوحاً -عليه السلام- هو من أولي العزم من الرسل، تكريماً لصبره الكبير أمام قومه الذين جحدوا برسالته.
مساعي نوح في الدعوة
على الرغم من الأذى المستمر الذي تعرض له نبي الله نوح -عليه السلام- من قومه، لم يتوقف يوماً عن دعوته. سعى دائماً لإيجاد الطرق المثلى لتوجيه نصائحه لهم، وأوضح القرآن الكريم الوسائل التي استخدمها نوح في دعوته. فقد كان يُغرِب تارةً ويُرَهِّب أخرى، وكان يوجه رسالته ليلاً ونهاراً، سراً وجهراً. إلا أن قومه قابلوا دعوته بالاستهزاء والسخرية، وكانوا يحثّون أبناءهم على عدم اتباعه مهما طال الزمن. وكثيراً ما كان ابنه من أشد المُكذِّبين له. ولكن نوحاً -عليه السلام- أظهر صبراً عظيماً في مجابهة كل مظاهر الظلم والإيذاء التي تعرض لها من قومه.
إعانة الله لنبيّه نوح
أوحى الله -تعالى- إلى نبيه نوح بأن المؤمنين لن يزيدوا في عددهم بعد ذلك، وعليه دعا نوح -عليه السلام- على قومه الكافرين بالهلاك. فأمره الله -سبحانه وتعالى- بصناعة سفينة قادرة على إنقاذه ومن آمن معه حين يضرب الطوفان الكافرين على الأرض. استجاب نوح لأمر ربه -عز وجل- وشرع في بناء السفينة العظيمة التي لم يكن لها مثيل، والتي لن يتمكن إنسان من صنع مثلها بعدها. ثم أمره الله بالتحلي بالصبر وعدم السؤال عنهؤلاء الظالمين حين يحل بهم الهلاك، حيث قال تعالى: (وَلا تُخاطِبني فِي الَّذينَ ظَلَموا إِنَّهُم مُغرَقونَ). وبموجب أمر الله -سبحانه- بدأت السماء تمطر بغزارة، وانفتحت ينابيع الأرض، مما أسفر عن غرق كافة الكافرين في ذلك اليوم. بينما أنقذ الله -تعالى- نبيّه والمؤمنين معه برحمة كبيرة منه.