أطول كلمة موجودة في القرآن الكريم

أطول كلمة في القرآن الكريم

تُعتبر الكلمة الأطول في القرآن الكريم موجودة في سورة الحجر، وبالتحديد في الآية الثانية والعشرين، حيث قال -تعالى-: (فَأَسقَيناكُموهُ). تحتوي هذه الكلمة على أحد عشر حرفًا. يشير حرف الفاء إلى العطف، بينما الكاف والهاء في نهايتها يشيران إلى مفعول به، ويُعبّر حرف الميم عن الجمع، ويُعبر حرف الواو عن الإشباع. بينما كلمة “أَنُلزِمُكُموها” المذكورة في قوله -تعالى-: (قالَ يا قَومِ أَرَأَيتُم إِن كُنتُ عَلى بَيِّنَةٍ مِن رَبّي وَآتاني رَحمَةً مِن عِندِهِ فَعُمِّيَت عَلَيكُم أَنُلزِمُكُموها وَأَنتُم لَها كارِهونَ)، تأتي أقصر من كلمة “فَأَسقَيناكُموهُ” وتتكون من عشرة حروف فقط، وتتألف من فعل وفاعل ومفعول به أول ومفعول به ثانٍ.

في تفسير القَوْلَ -تعالى-: (وَأَرسَلنَا الرِّياحَ لَواقِحَ فَأَنزَلنا مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَسقَيناكُموهُ وَما أَنتُم لَهُ بِخازِنينَ)، أشاد ابن مسعود -رضي الله عنه- بأن الرياح تحمل الماء لتنقل السحاب بأمر الله، وكلما نزلت الرياح، تدرّ السحاب الماء كما تُدر اللقحة. كما فسرها عُبيد بن عُمير بقوله: “تأتي الرياح المبشرة فتُحدِث تخمر الأرض، ثم تأتي الرياح المحركة فتخلق السحاب، ثم تأتي الرياح الجامعة فتؤلف السحاب بعضه إلى بعض، ثم تأتي الرياح اللاقحة فتلقح السحاب”. تعني عبارة “فَأَسقَيناكُموهُ” أن الله -تعالى- قد هيّأ هذه المياه للري.

معلومات حول آيات وسور من القرآن

أطول آية في القرآن

تُعتبر آية الدين الموجودة في سورة البقرة، والتي تحمل رقم 282، أطول آية في القرآن الكريم. قال -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُسَمّىً فَاكْتُبُوهُ…).

أقصر آية في القرآن

أقصر آية في كتاب الله حسب العد المدني هي الآية الثالثة والستون من سورة الرحمن، حيث قال -تعالى-: (مُدْهَامَّتَانِ). أما وفق العد الكوفي، فتكون أقصر آية هي الآية الأولى من سورة غافر، حيث قال -تعالى-: (حم)، والتي تتكون من حرفين فقط.

أطول وأقصر سور القرآن

تُعتبر سورة البقرة الأطول في القرآن الكريم، وقد سُميت بفسطاط القرآن، وهي أول سورة نزلت في المدينة المنورة. وفي المقابل، تُعد سورة الكوثر الأقصر في القرآن.

أول آية نزلت من القرآن

تُعتبر أول آية نزلت من كتاب الله من صدر سورة العلق، كما ورد في الأحاديث الصحيحة عن البخاري ومسلم، حيث قالت أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-: أوائل سورة العلق، قال -تعالى-: (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ*خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ*اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ*الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ*عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ). وقد ثبت أيضًا في الصحيح عن جابر بن عبدالله -رضي الله عنه- أنّ أوائل نزول الوحي كان من صدْر سورة المدّثر.

آخر آية نزلت من القرآن

يختلف العلماء حول تحديد آخر آية نزلت على رسول الله -عليه الصلاة والسلام-، إذ لم يُذكر نصٌ قطعي صريح في هذا الشأن. وقد روى الشيخان؛ البخاري ومسلم، عن البراء بن عازب -رضي الله عنه- بأن آخر الآيات كانت قوله -تعالى-: (يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّـهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَالَالَةِ). كما أورد البخاري رواية عن ابن عباس -رضي الله عنهما- بأن آخر آيات نزولاً تتعلق بالربا، أي قوله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّـهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ). ويقول الحاكم عن أُبيّ بن كعب -رضي الله عنه- إن آخر آية نزلت كانت: (لَقَد جاءَكُم رَسولٌ مِن أَنفُسِكُم عَزيزٌ عَلَيهِ ما عَنِتُّم حَريصٌ عَلَيكُم بِالمُؤمِنينَ رَءوفٌ رَحيمٌ). وغالبية العلماء تُجمع على أن آخر الآيات نزولًا هي: (وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّـهِ ثُمَّ تُوَفَّىٰ كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ).

بلاغة القرآن الكريم

يُعَدّ القرآن الكريم معجزة الإسلام الخالدة، حيث تظهر فيه الفصاحة والبلاغة في تشكيل أحسن الحديث. فهو الكلام الحق -سُبحانه- الذي يظهر فيه إعجازه من خلال بديع نظم الآيات وجزالة ألفاظه ومفراداته، إضافة إلى بلاغة تعبيره عن المعاني، وروعة تصويره للمشاهد. كما يحتوي على أمثال وأساليب بديعة وبراهين ساطعة، وعبارات قوية تركز على ما يُراد من الحق -تعالى-. وقال عبدالله بن مسعود -رضي الله عنه-: “أَوْعِهَا سَمْعَكَ فَإِنَّهُ خَيْرٌ مَا يُأْمَرُ بِهِ أَوْ شَرٌّ يُنْهَى عَنْهُ”، مما يُشجع القارئ على التأمل في قوله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا).

وختامًا، يؤكد القرآن الكريم أنه ليس مجرد كتاب يتمتع بحسن التلاوة وتزداد الأجر عند قراءته، بل هو كتاب أُنزِل لتحقيق غاية نبيلة، تتطلب العمل به وتطبيق أحكامه، والتخلق بالأخلاق الكريمة التي يحملها. لذلك، يتعين على المسلم الالتزام بعمل القرآن، حتى لا يقتصر حبه على قراءة آياته فقط، مما قد يؤدي إلى انحراف عن سبب إنزاله.