كلما كانت أعراض الاكتئاب الجسدية أسوأ كلما زادت حدة الاكتئاب.. وهي ليست شائعة بقدر الأعراض العاطفية والنفسية.. فمع أنّ الاكتئاب اضطراب عقلي إلا أنه يتسبب في بعض الأعراض الجسدية من قُبيل الآثار المحتملة على مريض الاكتئاب، نوافيكم بها في موقع سوبر بابا.
أعراض الاكتئاب الجسدية
لم يقتصر الاكتئاب في أعراضه على الحالة النفسية فحسب، إنما تأثيره بات شاملًا كافة النواحي.. آلام في الجسد، اضطراب معرفي وسلوكي، واضطراب نفسي.
فما إن علمنا أن تصرفات مريض الاكتئاب تنجم عن حالته النفسية السيئة، فإن الأمر ذاته ينطبق على ما يشعر به من أعراض جسدية.
اقرأ أيضًا: تصرفات مريض الاكتئاب
أولًا: مشكلات هضمية
نعلمُ أنّ مريض الاكتئاب عادة ما يشعر بشراهة تجاه الطعام بقدر لم يكن عليه بشكل مسبق، وأحيانًا أخرى يحجم عن تناول الطعام.. الأمر الذي يتسبب في إصابته ببعض المشكلات الهضمية.
فهناك من المصابين بالاكتئاب من يستخدم الطعام كوسيلة لعلاج مشاعر الاكتئاب والتخلص منها، الأمر الذي يؤدي إلى زيادة محققة في الوزن بمرور الوقت.
هذا ويُعاني المصاب بالاكتئاب من مشكلات متكررة في المعدة، كالانتفاخ أو الإسهال المزمن أو الإمساك وكذلك الغثيان وما شابه.
فكما أنّ المادة الكيميائية في الدماغ البشرية ذات صلة بالاكتئاب باعتبارها تُنظم الحالة المزاجية.. هي أيضًا تُعد مساهمًا في الحفاظ على الوظائف الهضمية بالجسم؛ لأن معظم إنتاج السيروتونين يتم تخزينه في القناة الهضمية.
ثانيًا: جسم هزيل
يكون مريض الاكتئاب من الضعف البدني ما يجعل شكله هزيلًا، وهنا لا نقصد النحافة، فإن كان بعض من مرضى الاكتئاب يصابون بالنحافة، فالبعض الآخر يعانون من جسم غير متناسق على إثر البدانة.
فمريض الاكتئاب ينعزل بنفسه عن الأنشطة الاجتماعية، وليس لديه أي رغبة حقيقية في تحسين مظهره، فلا يمارس هواية أو رياضة تساعده على رشاقة جسده.
ثالثًا: آلام في مناطق متفرقة
عادة من يُصاب باضطرابات نفسية يعاني من بعض الآلام غير المبررة في مناطق بالجسم.. كالكتف والرقبة والظهر والعظام عمومًا.
لا يزال الباحثون المعنيون بالأمر في محاولة لفهم العلاقة بين الآلام الجسدية والاكتئاب، وكيف يُمكن أن يؤثر كلاهما على الآخر بالقدر الذي يجعل تلك الآلام منهكة ومزمنة.
وكأن جسده الضعيف يشاركه أوجاعه، فتنعكس آلامه النفسية الداخلية على أعضائه.. فيعاني من الاثنين معًا.
مع العلم بقاعدة “كل شيء يؤلم أكثر” وهو ما نعني به عند مريض الاكتئاب (قلة تحمل الآلام) فربما كان الألم البسيط الذي تحمله غيره يكون متفاقمًا لديه عند شعوره به.
هذا وقد أثبتت الأبحاث أن الأعراض الجسدية تتوافق مع الخلل الوظيفي المتزايد لدى مرضى الاكتئاب.. فمن لديهم على سبيل المثال معدل عال من الأفكار الانتحارية هم الأكثر معاناة من الألم المزمن.
رابعًا: الصداع الدائم
ربما تلك الأفكار السوداوية التي يعاني منها مريض الاكتئاب تجعله أكثر عرضة للإصابة بالصداع.. فهو دائم التفكير السلبي الذي يشوبه التشاؤم والبؤس.
فيكون الصداع مصاحبًا له بشكل دائم، لا يعزو إلى إصابة عضوية أو مرض ما.. إنما يكون بدوره من أعراض الاكتئاب الجسدية.
وفقًا لإحدى النظريات في هذا الشأن وُجد أنّ أعراض الاكتئاب الجسدية تشير إلى خلل في تنظيم الناقلات العصبية، فيشعر المصاب بالاكتئاب أن الصداع مثلًا يزداد تفاقمًا إن لم يستطع جسمه امتصاص السيروتونين في الدماغ.
اقرأ أيضًا: ما هو الاكتئاب المبتسم
خامسًا: الإعياء وانخفاض الطاقة
من أكثر أعراض الاكتئاب الجسدية التي تداهم المصابين به، الشعور بانعدام الطاقة لفعل أي شيء.. لا نشاط ولا حركة، ويصاحب ذلك بطء في الاستيعاب والتفكير بل وفي أداء أبسط المهام.
حالة من الإعياء التي تصل به إلى المكوث في المشفى لأيام، لا يساعد نفسه على الشفاء، ويجعل الأمر يزداد سوءًا، فهو ينغلق على نفسه إلى الحد الذي يجعله لا يمارس أي من الأنشطة بمحض إرادته.
فعلى الرغم من أن انخفاض الطاقة يكون مرتبطًا في الغالب بقلة النوم إلا أن العلاقة بين الاكتئاب والشعور بالإعياء هي الأكثر تعقيدًا.
الإرهاق ليس فقط أحد الآثار الجسدية الأكثر شيوعًا للاكتئاب ولكنه يميل إلى أن يكون أحد أكثر الآثار صعوبة في العلاج.. حتى بعد بدء تناول مضادات الاكتئاب، يستمر الشعور بالتعب لدى العديد من الأشخاص المصابين بالاكتئاب الشديد.
قد يصبح الاكتئاب والإجهاد جزءًا من دورة الحياة.. حيث يؤدي انخفاض الطاقة المستمر وانخفاض الدافع إلى تفاقم الاكتئاب؛ لذلك فإن معالجة التعب بشكل مناسب أمر بالغ الأهمية في وضع خطة علاج فعالة لشخص مصاب بالاكتئاب.
سادسًا: ضعف الجهاز المناعي
يؤدي الاكتئاب بدوره إلى جعل الجهاز المناعي يعمل على نحو أقل كفاءة، مما يجعل المُصاب عرضة للإصابة ببعض الأمراض على إثر انخفاض المناعة.
مما يعني أن إصابته بمرض ما تستدعي المكوث لفترة أطول نظرًا لضعف كفاءة الجهاز المناعي.. فيستقبل مضاعفات للعدوى وأعراض تجعل من الإصابة مُستعصية العلاج.
أما عن العلاقة بين الاكتئاب والوظيفة المناعية فلا زالت محطًا للبحث، لأن بعض الدراسات أثبتت أن الاكتئاب المزمن يُمكن أن يكون وفق استجابات التهابية تُغير من عمل المواد الكيميائية التي تُنظم الحالة المزاجية.
سابعًا: ارتفاع ضغط الدم
قد يكون المصابون بالاكتئاب تحت الضغط في كثير من الأحيان أو لفترة طويلة.. ففي حين أنه ليس السبب الوحيد، فمن المعروف أن الإجهاد المزمن يساهم في ارتفاع ضغط الدم، ليكون واحدًا من أعراض الاكتئاب الجسدية.
يرتبط الإجهاد المزمن على وجه الخصوص بارتفاع ضغط الدم، وبدوره يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، والتي تشمل النوبات القلبية والسكتات الدماغية.
بناءً على مجموعة الأدلة المتزايدة التي تدعم هذه العلاقة، يعتبر العديد من الباحثين أن الاكتئاب عامل خطر للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
ثامنًا: اضطرابات الدورة الشهرية
إن كانت المصابة بالاكتئاب تُعاني من أعراضه النفسية، فإنها حتمًا سُتعاني من اضطراب ملحوظ في الهرمونات، الأمر الذي يستتبع اضطرابات في الدورة الشهرية.. مما يؤثر بدوره على جوانب صحية أخرى.
تاسعًا: ضعف الرؤية
تمامًا كما أنّ العالم يبدو ضبابيًا سوداويًا في عينيه.. فإنه بالفعل يُعاني من مشكلات في الرؤية تتماشى مع كآبته، فهناك دراسة بحثية أقيمت عام 2010 في ألمانيا تشير إلى أن اضطراب الصحة العقلية يؤثر في الواقع على بصر المُصاب.
حيث شملت الدراسة ما يقرب من 80 شخص، منهم مجموعة من المصابين بالاكتئاب.. فوُجد أنهم بالأخص يُعانون من انعدام تحديد الاختلافات بين الأبيض والأسود!
هو ما ينعته الباحثون باسم “الإدراك المتباين” الذي يجعل مصاب الاكتئاب مشوشًا في ذهنه ورؤيته كذلك.
اقرأ أيضًا: أخطر أنواع الاكتئاب
الآثار الجانبية لأدوية الاكتئاب
يُمكن أن تكون الأدوية الموصوفة لمريض الاكتئاب هي مدعاة ظهور أعراض الاكتئاب الجسدية عليه.. والتي عادة ما تكون خفيفة وفقًا لتكيف الجسم، إلا أنها شائعة.
- الشعور بالغثيان
- حالة من الإعياء
- الإصابة بالأرق
- الدوخة
- جفاف الفم
- صعوبة التركيز
- تشوش الرؤية
- تغيرات في الشهية
- العجز الجنسي
كما هو الحال في أي اضطراب عقلي، حينما تهدأ الأعراض النفسية يعتبر الأطباء أن المريض في طريقه إلى التعافي.. بيد أن الأعراض المتبقية هي أعراض الاكتئاب الجسدية والتي تزيد من احتمالية الانتكاس مرة أخرى.
إن كنت تعاني من آلام في جسدك غير مبررة بإصابات أو أمراض فعلية.. وقد تزامن ذلك مع حالتك النفسية السيئة، فاحذر فأنت على مشارف الاكتئاب!
