أعراض القولون وكيفية علاجها

متلازمة القولون العصبي

تشير متلازمة القولون العصبي إلى الحالة الصحية المعروفة بـ”متلازمة الأمعاء الهيوجة” (Irritable bowel syndrome)، والتي تعتبر واحدة من الاضطرابات المؤثرة في الجهاز الهضمي. تُعتبر هذه الحالة شائعة جداً، حيث يُقدّر أن نحو واحد من كل خمسة أفراد يتعرض لهذه المتلازمة في حياتهم. غالباً ما تظهر بوادر هذا الاضطراب بين العشرينيات والثلاثينيات من العمر، ويلاحظ أن النساء أكثر عرضة للمعاناة من القولون العصبي مقارنةً بالرجال. بالرغم من أن الأعراض قد تتحسن مع مرور الوقت، إلا أن هذه الحالة تميل إلى أن تكون مزمنة وتجعل المصاب يُعاني طوال حياته. لا يزال سبب الإصابة بالقولون العصبي غير محدد بدقة، ولكن يُعتقد أن هناك عدة عوامل تساهم في زيادة حساسية القولون للألم، فضلاً عن صعوبة هضم أنواع معينة من الأطعمة.

أعراض متلازمة القولون العصبي

تنقسم متلازمة الأمعاء الهيوجة إلى ثلاثة أنواع رئيسية، ولا تزال الأعراض المشتركة تتضمن شعور المصاب بألم وانتفاخ في البطن، بالإضافة إلى التغيرات في عادات الإخراج وطبيعة البراز، مع إمكانية ظهور مخاط في البراز. كذلك، قد يعاني المصابون من الغازات والمغص.

أما بالنسبة للأعراض والعلامات التي تختلف باختلاف نوع القولون العصبي، فهي على النحو التالي:

  • القولون العصبي المرافق بالإسهال: يُعاني الأفراد المصابون بهذا النوع من إسهال متكرر، مما يؤدي إلى عدم تماسك البراز. غالباً ما يواجه هؤلاء الأفراد شعوراً بالحاجة الملحة للتبرز، مع ألم ومغص في البطن.
  • القولون العصبي المرافق بالإمساك: يُواجه المرضى في هذا النوع صعوبات في التبرز، مع شعور بالحاجة الملحة للتبرز دون القدرة على ذلك.
  • القولون العصبي المرافق بالإمساك والإسهال: يتواجد لدى هؤلاء الأفراد أعراض مزمنة تندرج تحت كلا الفئتين السابقتين.

طرق علاج القولون العصبي

العلاجات المنزلية والنصائح العامة

يمكن تلخيص أبرز العلاجات المنزلية والنصائح المفيدة للتحكم في أعراض القولون العصبي على النحو التالي:

  • الاهتمام بنظام غذائي صحي يتضمن الحبوب الكاملة مثل الشوفان والأرز البني والكينوا، مع تقليل تناول الأطعمة السكرية والدهون، خصوصاً الدهون المشبعة والمتحولة. يُنصح أيضاً بتجنب الوجبات السريعة، وفي حال عدم التحسن يُنصح بتقليل استهلاك منتجات الألبان مع مراقبة الأعراض. النصيحة الغذائية الأمثل لمرضى القولون العصبي هي الالتزام بنظام غذائي لا يُحفز الأعراض.
  • تناول مكملات البروبيوتيك في حالة استمرار الأعراض رغم تغيير النظام الغذائي، حيث تساهم هذه المكملات في إعادة التوازن للبكتيريا المفيدة في الجهاز الهضمي.
  • استخدام بودرة السيليوم إذا استمرت الأعراض بعد تنفيذ النصائح السابقة، فهي تعين على تخفيف أعراض القولون العصبي بمختلف أنواعه.
  • الخضوع لعلاج الوخز بالإبر، وهو نوع من الطب الصيني التقليدي، الذي يتضمن إدخال إبر رفيعة في مناطق محددة من الجسم بهدف إعادة توزيع الطاقة، مما يساعد في معالجة العديد من المشاكل الصحية. ويُنصح به بشكل خاص لحالات القولون العصبي المصاحبة بالإمساك.
  • التحكم في مستويات التوتر والغضب للمساعدة على تهدئة أعصاب القولون، مما يساعد على تقليل الأعراض. هناك العديد من التقنيات مثل التنفس العميق التي يمكن أن تساعد في ذلك.

العلاجات الدوائية

يوجد العديد من الخيارات الدوائية التي قد يصفها الأطباء المختصون للمرضى الذين يعانون من القولون العصبي، وتعتمد الوصفة على عدة عوامل، من ضمنها طبيعة الأعراض. ومن بين الخيارات العلاجية المهمة:

  • المليّنات مثل هيدروكسيد المغنيسيوم وبولي إيثيلين غلايكول.
  • مضادات الإسهال مثل دواء لوبراميد، الذي يمكن الحصول عليه بدون وصفة طبية.
  • الأدوية المضادة للكولين التي تقلل من المغص والألم في البطن، مثل ديسيكلومين، وغالباً ما تُعطى للمرضى الذين يعانون من الإسهال.
  • مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات، التي يمكن أن تساعد الشخص الذي يعاني من القولون العصبي المرافق بالإسهال، وتقكم نشاط الأعصاب المتحكمة في حركة الأمعاء، مما يقلل من الألم. ويجدر بالذكر أن الجرعات في هذه الحالة تكون منخفضة جداً مقارنةً بالعلاج من الاكتئاب.
  • مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية، تُركّب لمن يعانون من الاكتئاب والألم والإمساك المرتبط بالقولون العصبي.
  • مسكنات الألم مثل بريغابالين، تُستخدم فقط في حال كان الألم شديداً.
  • أدوية أخرى خاصة لبعض المرضى مثل ليناكلوتيد، ولوبيبروستون، وريفاكسيمين، وإيلوكسادولين، وألوسيترون، تُوصَف حسب تقدير الطبيب.