أعراض الكوليرا لدى البالغين تعتبر من موضوعات الصحة العامة الهامة، حيث يُعتَبَر وباء الكوليرا، المعروف أيضًا باسم “الهيضة”، واحدًا من أخطر الأوبئة التي تجتاح دول العالم بلا حدود. يتميز هذا الوباء بانتشاره السريع وقدرته على التأثير السلبي على حياة الكثيرين. الهند هي النقطة الأصلية لهذا الوباء، ومن خلالها توسع ليطال باقي الدول والقارات.
تعريف وباء الكوليرا
- تُعرَّف الكوليرا علميًا بأنها “مرض بكتيري معدٍ قصير الأمد، ينتج عن نوع من البكتيريا يُعرف باسم (فايبريو كوليرا)، حيث يُصيب الجهاز الهضمي، وخاصة الأمعاء الدقيقة، حيث تتكاثر البكتيريا وتُفرِز سمومًا تؤثر على وظائف الجهاز الهضمي وتؤدي إلى إفراز السوائل والأملاح بكميات كبيرة جدًا. بعد الإصابة، تظهر أعراض الإسهال الشديد والاستفراغ المتكرر، مما يُسَبِّب جفافًا في الجسم.”
- تتراوح فترة حضانة هذه الميكروبات ما بين ثمان ساعات إلى خمسة أيام، وإذا تأخر التدخل الطبي، فقد يكون المريض عرضة لفقدان حياته في غضون ساعات.
- تنتقل بكتيريا الكوليرا من خلال الطعام والماء الملوث، وقد كان يُعتَقد سابقًا أن مستودع العدوى الأساسي هو الإنسان، لكن البيئات المحيطة تُسهم أيضًا في انتشارها.
أعراض الكوليرا لدى البالغين
تظهر أعراض الكوليرا بعد فترة تتراوح بين ست ساعات وخمسة أيام من الإصابة، وتختلف هذه الأعراض من حالة لأخرى من حيث الشدة، وقد تؤدي إلى فقدان الجسم للكثير من السوائل، مما قد يتسبب في الجفاف أو الموت خلال ساعات إذا لم يتلق المريض العلاج المناسب. ومن الأعراض الشائعة ما يلي:
- إسهال مائي شديد يظهر فجأة ودون أي مغص أو آلام في البطن.
- هذا الإسهال يُساهم في فقدان كميات كبيرة من السوائل بسرعة، على عكس بعض الأمراض الأخرى التي تسبب إسهالاً بفقدان أقل من السوائل.
- ليس جميع المصابين يظهر عليهم الإسهال؛ حيث يُعاني ما يقرب من 5% فقط من إسهال شديد، بينما 20% لديهم إسهال خفيف، و75% لا تظهر عليهم أي أعراض للإسهال.
- التقيؤ المستمر الذي يحدث بعد الإسهال وقد لا يكون مصحوبًا بغثيان.
- التقلصات الشديدة في العضلات، وخاصة في الرجلين أو الصدر أو البطن، نتيجة لفقدان الأملاح مثل الصوديوم والبوتاسيوم والكليوريد.
- الشعور بالعطش الشديد نتيجة الإسهال والقيء المستمر.
- اضطرابات في وظائف الكلى قد تؤدي إلى فشل كلوي بسبب فقدان الماء والأملاح.
- الجفاف الحاد وانخفاض درجة الحرارة والذي قد يؤدي بدوره إلى انخفاض ضغط الدم.
- انخفاض ضغط الدم وعدم انتظام ضربات القلب.
- تأخر العلاج في بعض الحالات قد يُسفر عن مضاعفات مثل الصدمة العصبية والسكتة الدماغية نتيجة لانخفاض ضغط الدم ونقص الأكسجين.
- بعض كبار السن قد يشعرون بضيق شديد في الصدر نتيجة للزوجة الدم الزائدة.
- انقطاع البول بسبب الجفاف.
طرق انتقال العدوى
توجد عدة طرق لنقل العدوى بهذه البكتيريا، ومنها:
- تلوث مياه الشرب بالفضلات البشرية التي تحتوي على الميكروب.
- انتقال الميكروب إلى الفم عن طريق الاستخدام غير الصحيح لأدوات الطعام الملوثة.
- يُعد الذباب ناقلاً محتملاً للعدوى خلال فترة انتشار الوباء.
كيفية إصابة الإنسان ببكتيريا الكوليرا
تشكل المياه الملوثة مصدر العدوى الرئيسي، إذ تساهم بنسبة 90% من حالات الإصابة، بينما تمثل الأغذية الملوثة النسبة المتبقية. وتشمل أهم أسباب الإصابة:
- تناول طعام أو مياه ملوثة بالميكروب.
- التعرض للبراز لشخص مصاب بالوباء في المناطق الموبوءة.
- تناول الأسماك غير المطبوخة جيدًا أو الملوثة.
- المناطق الموبوءة بالغبار والقمامة حيث تفتقر لأنظمة صرف صحي.
- استخدام أدوات مطبخ ملوثة.
- تناول الخضروات الملوثة أو المغسولة بماء ملوث.
- السفر إلى مناطق تنتشر فيها العدوى.
طرق تشخيص إصابة الكوليرا
- في المناطق التي تأثرت بالوباء، يسهل تشخيص حالات الإسهال والجفاف على أنها إصابة بالكوليرا.
- في الحالات النادرة، تُجري تحاليل بكتريولوجية عن طريق أخذ عينة من براز المريض وفحصها.
- تظهر نتائج الفحص بعد حوالي أربع وعشرون ساعة، حيث يتم التأكد من الإصابة بوجود الميكروب في البراز أو القيء.
طرق الوقاية من وباء الكوليرا
تُعتبر الخطوة الأولى في الوقاية من الإصابة بهذا الميكروب هي تجنب مصادر التلوث، وذلك من خلال الإجراءات التالية:
- تجنب تناول الأطعمة المكشوفة بشكل عام، وعدم استهلاك أي أطعمة ملوثة.
- شرب المياه النظيفة والمعقمة باستمرار، وفي حال عدم توفرها يُمكن تعقيمها باتباع الخطوات التالية:
- غلي المياه جيدًا.
- إضافة كميات من الكلور بنسب مناسبة وتركها لمدة نصف ساعة قبل الاستخدام.
- ترك الماء الممزوج بالكلور في إناء شفاف لمدة ساعة تحت أشعة الشمس.
- تجنب تناول أي مشروبات أو ألبان معروضة في الأسواق.
- الابتعاد عن شراء الثلج والتسالي من الأسواق.
- تجنب الأطعمة المكشوفة وغير المغلفة.
- عدم تناول الأطعمة النيئة أو غير المطبوخة جيدًا، خاصة الأسماك.
- تجنب الأطعمة سريعة التلف التي تبقى في درجات حرارة مرتفعة، مثل الأرز والخضروات.
- عدم شراء الآيس كريم أو المثلجات من الباعة الجائلين.
- طهي الطعام بإحكام وتعريضه لدرجات حرارة عالية.
- اتباع قواعد النظافة العامة، مثل غسل اليدين بانتظام بعد استخدام المراحيض.
- تعقيم الملابس والاستحمام بشكل متكرر، والالتزام بالنظافة الشخصية.
- تعقيم أدوات المائدة وغسلها باستمرار، بما في ذلك الأدوات الشخصية.
- طهي الطعام بشكل يومي وعدم تخزينه لفترات طويلة، واستخدام القفازات عند التعامل مع الخضروات والأطعمة.
- التخلص من بقايا الطعام بشكل آمن وصحي.
- في حال الشك في وجود حالات إصابة، يجب إبلاغ السلطات الصحية على الفور وعزل المصاب حتى التأكد من شفائه.
- يجب إبعاد أي شخص يعاني من أعراض مشابهة عن أي نشاط يتعلق بتحضير الطعام.
- مراقبة حالة المخالطين للمصاب بانتظام والتحقق من تلقيهم اللقاحات اللازمة والمضادات الحيوية.
- عند توقف القيء، يجب تناول السوائل بكثرة لتعويض الجفاف.
علاج مرضى الكوليرا
يعتمد العلاج الأساسي لمرضى الكوليرا بشكل رئيسي على معالجة الجفاف وقصور الدورة الدموية الناتج عن الإسهال والقيء المستمرين، ويشتمل العلاج على:
- تناول كميات كبيرة من الماء والسوائل.
- إعطاء محاليل الجفاف عن طريق الحقن الوريدي في الحالات الحرجة.
- إعطاء مضادات حيوية مثل التتراسيكلين أو الفيبراميسين في شكل كبسولات.
نقاط هامة يجب مراعاتها عند السفر
- شرب المياه المعقمة بعد غليها ومعالجتها بالكلور أو اليود.
- تجنب تناول الأطعمة النيئة، واستبدالها بالأطعمة المطبوخة الساخنة.
- تجنب تناول السلطة الخضراء.
- الحذر عند تناول الأطعمة والمشروبات من الباعة الجائلين.
- تجنب تناول الأسماك النيئة.