جهود النبي محمد في شهر شعبان
يستعرض هذا المقال أنشطة النبي -صلى الله عليه وسلم- خلال شهر شعبان بشكل مفصل.
صيام النبي في شهر شعبان
ثبت أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يقضي وقتًا في الصيام خلال شهر شعبان أكثر من أي شهر آخر غير رمضان. يعود ذلك إلى كون شعبان مقدمة لشهر رمضان، حيث يعتبر الصيام فيه كالسُّنن المؤكدة في الصلوات، بالإضافة إلى أنه يساهم في تهيئة النفس لاستقبال رمضان. كما أنه يشجع أمته على ممارسة صيام التطوع في غير رمضان، إذ أن المسلم يسعى دائمًا لطاعة الله ويحب الصيام حتى في حال عدم الفرض.
قد روت عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- قولها: “كان رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَصومُ حتى نقولَ: لا يُفطِرُ، ويُفطِرُ حتى نقولَ: لا يصومُ، وما رأيتُ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم استكمَلَ صِيامَ شَهرٍ قَطُّ إلَّا رَمضانَ، وما رأيتُه في شَهرٍ أكثَرَ منه صيامًا في شَعبانَ”. هذه الرواية تدعم استحباب الصيام في جميع الأشهر، ويؤكد فضل صيام شعبان بشكل خاص.
قيام النبي ودعاؤه في شعبان
روي عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قام ليلة النصف من شعبان، حيث صلّى صلاة مطولة ودعا بدعاء عظيم، مما يدل على فضل هذه الليلة. وقد قال أبو هريرة -رضي الله عنه- إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “إذا كان ليلة النِّصفِ من شعبانَ يغفِرُ اللهُ لعبادِه إلَّا لمُشركٍ أو مُشاحِنٍ”. رغم وجود ضعف في هذا الحديث، إلا أن العلماء والصالحين قد اعتمدوا عليه لما يخص فضائل الأعمال، ولهذا الحديث طرق متعددة تدعمه.
الدروس المستفادة من أعمال النبي صلى الله عليه وسلم في شعبان
تظهر الروايات الكثيرة التي تدعم بعضها البعض أن الصحابة والتابعين كانوا يخصصون ليالي شعبان للصلاة ويصومون نهاره سعيًا لزيادة الأجور والثواب.
وتتطلب الطاعات من الفروض والنوافل اجتماعًا، حيث تختلف أحكامها حسب نوع العبادة. فإن الاجتماع على صلاة الفريضة، صلاة العيد، والعزاء يعتبر سنة مؤكدة. أما الاجتماع على صلاة النافلة مثل قيام الليل، والسنة، والوتر، والذكر، والدعاء، وتلاوة القرآن فهو جائز ومستحب إذا كان يستحضر الخشوع، شرط ألا يتحول إلى عادة ملزمة لبعض الناس.
يجب على المسلم تكثيف جهده في شهر شعبان من خلال الصيام، والعمل الصالح، والذكر، والدعاء، وتلاوة القرآن. كما ينبغي أن يسعى بإخلاص ليلة النصف من شعبان، مع الحرص على إزالة الشحناء بينه وبين المسلمين، وتنقية قلبه من الشرك بالله -تعالى- ولو كان خفيًا، حتى ينال مغفرة الله -عز وجل-.
مع ذلك، لم يثبت عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تخصيص ليلة النصف من شعبان بالصيام أو الليل بالقيام كعادة ثابتة.