أعمال الشاعر ثامر شبيب

قصيدة الله وأكبر يا مواعيدنا

الله وأكبر يا مواعيدنا

::: الأيام التي لم تكن تخشى وعدها

قبل أن تتفاقم عليها الأوجاع

::: وتحمل آثامها كعباءة على جسدها

كانت في الماضي حلم عمالقة الليالي

::: من الحياء لم تكن تجيب من يسألها

واليوم أصبحت تصنع لكيدها حيلة

::: تعلمت كيف تتقن عذاباتها

تلوح بيدها لواحدٍ يقف بعيداً

::: تحسبني أزعل عندما تلوح بيدها!!

لا تدري أن فراقها كأنه عيد

::: لست بمحتضر من شوقي لها بعد

فالقلب لو اعتصره شوقه بعد غيابها

::: قد ذبح قلبها إن فقدتها

لم تعد تليق بالسهر والأنين

::: مادامت خانت مبادئ عهدها

وإن أصبح عذرها حب التجديد

::: مع حظوظ تخذل مطرها ورعدها

لا والله، بل زاد حبها من غذاها

::: والطير المحلولة ستكثر هددها

العلم بين يديك لا يحتاج تأكيد

::: فهو واضح كوضوح شمس النهار للشاهدين

الشمس تشرق من الشرق عندما يريد الله

::: حكمٌ من الله لا تشرق وحدها

الله أمرها لتضيء الكون بدقة

::: وبعض البشر مع كل ذلك يعبدها!!

يعني خلاصة هذه الأحاديث والشهادات

::: قولي لها قبل أن تفقد عقلها

إن كانت تشتاق لواحد بعيد

::: تذهب له، وليست مجرد تلوح بيدها!!

قصيدة غرتني الدنيا وأنا مغرور

غرتني الدنيا، فأصبحت مغروراً

::: وحطمت قلب من غمرني بطيبته

أصبحت أعيش خالياً من الإحساس والشعور

::: لم يعد لدي فهم للحبيب وحبيبه

غبت عن الدنيا لأيام وشهور

::: صارت حياتي عجيبة أمام عيني

ظلام يلف الكون لم يعد هناك نور

::: غربتي أخذت ثامراً من يدي نهيبها

بنيت بيني وبين نفسي سوراً

::: أبعدت نفسي، وهذه أكبر مصيبة

ترى الذي لا يسمع النصيحة والشور

::: كلمة تذهب به وأخرى تأتي به

وأنا أخطأت وقلت لا عذر لي

::: ومن يعترف بالحق فلا عيب عليه!

ويا صديقي، اعذرني إذا جئت بالقصور

::: مثلك يسامح، حتى لو زعل من قريبته

لو لم تكن غالياً، لما كنت مجبوراً

::: أن أجيء وأبحث عنك بعد غيابك

أقسم برب البيت أن الزمن يدور

::: وأنني بدونك عشّت حياة عجيبة

أنام ضائقاً، يصبح الصباح مقهوراً

::: تخيل أن رأسي بدأ يشيخ

المسألة ليست قصائد وجمهور

::: ولا هي قصة كرامة وهيبة

مسرور من هذه الناحية، حياً مسروراً

::: مرتاح في وضعي كذا ومعتزاً به

ما يهمني أن أصبح مشهوراً

::: كل سيأخذ ما كتب له من نصيبه

لكن عد إلي وأنا سأكون شاكراً

::: وأقبل يدي وأبدأ به

يوم كنت معك لم يكن هناك شاعر وجمهور

::: لم يكن هناك سوى حبيب وحبيبة

قصيدة يا وقت لا تلبس مواعيدنا لباس

يا وقت، لا تلبس مواعيدنا لباس

كم لي وأنا خيال وأخيل وأخيل

الكسر حديته على الجبر والجبس

والدمع حديته على خدٍ سايل

فلِ القيود وبطل قفولة الحبس

خل الكويت تعايد اليوم حايل

الذي يشاور راعي اللبس باللبس

تبا تماريبه بنات الحمايل

أم الترف والمبسم السكر الدبس

عالت على قلبٍ له الحب شايل

من يوم ما جئتني، تحبس الهوى حبس

تأمر علي ولسانها حيل طايل

وشلون تأمرني وأنا من بني عبس

لو يحكي التاريخ فيها قبائل

رح قلها لو ريقي من الضما يبس

ماني بدور بالرفيق البدائل

كان الزمن مايل معي وخاطره عبس

ترى الزمن ليس دائماً مايل

بكره تغادر ضيقة الصدر والكبس

باب الأصايل ينفتح للأصايل

تجد اليدين مكسورة قفولة الحبس

وتلقى الكويت مصافحة يد حايل

قصيدة يا حي والله هذا الصوت

يا حي، والله هذاك الصوت

::: الذي اتصل أمس مشتاقي

لحظة غيابه تجلب الموت

::: وشلون لو ينوي فراقي

يا راكب الذي يسمى حوت

::: إقصاد.. والحال بك ضاقي

اركب نريد .. نصيف بيروت

::: لعيون مبرومت الساقي

تدري وشنو خراب بيوت

::: غيابها.. وقطع الأرزاقي

من بعدها كأني بتابوت

::: ما عوض غيابها الباقي

التي اسمها بالحشى منحوت

::: من حبها داخل أعماقي

تقول إن الليالي تفوت

::: وأنا انتظر لك على أشواقي

ماشفتني.. كاشخة بالبوت

::: أمشي بثقة واحد هاقي

الهيبة ليست بلبس بشوت

::: غيرتها بعين عشاقي

من هيبتي لبست لي كوت

::: هيبة ملك.. مر سواقي

قلت: اسكتي والوعد مثبوت

::: بكرة أطفي الشوق بعناقي

فديت دم الشفايا التوت

::: الموت الأحمر ولا أنذاقي

خليط سكر على ياقوت

::: صفت ثناياك براقية

يا صاحبي.. اركب لبيروت

::: لعيون مبرومت الساقي

نمشي على الرجل ولا الحوت

::: ما تفرق إن صرت مشتاقي

قصيدة سم بسم الله يا طفل تحلم

سم بسم الله يا طفل تحلم

::: وارتفع للعز يا راعي الزعامة

اقضب الهرجة وللموعد تولم

::: قبل أن ترفع هامة من فوق هامة

صاحبي، إذا صرت لا تعرف تعلم

::: قبل أن تلحق لحيتك شرها وملامه

ودّك الرجال لا منه تكلم

::: يثبت أفعاله على موجب كلامه

سالفتنا غير عن قلب

::: لا شكى معذور من لاهب غرامه

سالفتنا ضربة أستاذ ومعلم

::: شتتت فكر التلاميذ ونظامه

لكن اسمع قبل أن أقول أسلم وسلم

::: كل رجال وله بصمة إبهامه

صاحبي، بالحق لا تسكت تكلم

::: لا تحسب حساب لباس العمامة

قصيدة لا ملامة لا تشره

لا ملامة لا تشره ولا عتاب

ما غدى لك شيء مفروض يغدي

لا تحاسبني على أسباب الغياب

في يدك ما صار ما كان بيدي

لو رجعنا وابتدينا بالحساب

منتهي وياك من قبل أن نبتدي

كنت أراك غيراً حتى ذاب القلب

::: في هواك وصار ليس بجسدي

وقتها لو لي ولد عمره شباب

::: يمكن أحبك كحب ولدي

لكن الذي غاب.. يوم النور غاب

::: شيء يحداني عن يديك حدي

تذكر الذي صار يا مال الذهاب

ليلةً ما جئت وامسيت وحدي

::: لا تغرك بسمتي وزين الثياب

داخلي ضايق من الوقت الردي

::: السؤال الذي بقى ما له جواب

ياكثر ما مر على الجرح الندي

::: يا معودني على طرد السراب

وشتبي فيني إذا ضاع جهدي؟

صرت أنا وياك نشبه للسحاب

::: لا تجمعنا تساقطنا بردي

قصيدة قالوا امدح شيخ والا امدح أمير

قالوا امدح شيخ ولا امدح أمير

::: لأجل تكسب من مديحه فائدة

قلت أنا بخير وأحوالي بخير

::: لماذا أبحث عن شيء لا أريده

أدري أن مال الكبير إلا الكبير

::: الرجال تقاد أو قائده

أكره اثنين: المنافق والحقير

::: يستقل طيب الرجال الرايدة

إن مدحت امدح وأنا وجهي سفير

::: مدحت للحق، فهي ليست سايدة

وكانها لم تأتِ من قلب وضمير

::: مدحتي ذمة بحقه كايدة

وش علي إن صاد له طير يطير

::: لا هو بطيري ولا أنا صايده

من خلق الله أحب أن أكون غير

::: ما أحب أكون شيئاً زايداً

الفقر لا يعذر أخلاق الفقير

::: في السنين الحاضرة والبايدة

في الزمن أشياء تعني لي كثير

::: التمام الشمل حول المائدة

ومنظر البسمة على الطفل الصغير

::: في نهار العيد يوم تعايده

قلتها وعذري سيكون ما سيكون

::: كل رأس يرتخي لو سايده

انتبه وياي للبيت الأخير

::: اسمعه مني ولست من عايده

تدري ماذا تعني رجال حقير

::: من يصاحب رجال لأجل الفائدة