أعمال الشاعر فاروق جويدة الأدبية بشكل شامل

الشعر

يُعَدُّ الشعر نوعًا من الأدب الذي يتميز بالأبيات المنسقة، ويُسمى البيت الشعري. يتكون البيت الشعري من شطرين، يُعرف الأول بالصدر والثاني بالعجز، وهما الجزءان الرئيسيان للبيت الشعري الذي يقوم عليه. يتكون الشعر من معاني ومشاعر تجول في خاطر الشاعر، حيث يسعى إلى التعبير عنها بشكل فني متناسق. ومن بين الأنواع المختلفة للشعر: شعر التفعيلة، الشعر الحر، والشعر العمودي.

في رحاب الحسين

فاروق جويدة شاعر مصري وُلِد في منطقة كفر الشيخ عام 1946. تخرج من كلية الآداب والصحافة عام 1968. بدأ حياته المهنية كصحفي اقتصادي في جريدة “الأهرام”، ومنذ ذلك الحين واصل مسيرته حتى أصبح رئيس القسم الثقافي للجريدة. يبلغ من العمر حاليًا 74 عامًا.

في الأفق تهفو دمعتان

والقلب يخفق بين أشلائي فتسري آهتان

وحبيبتي وسط الزحام كحمامة

تتأرجح بين الأشواق

غصن أسقطته الرياح من عمر الزمان

الأرض ضاقت بنا

ما عاد للعشاق في هذه الدنيا مكان

القلب يحتضن بين أشلائي بقايا من أمل

وهمست فيه بحسرة: ما زلت أحتضن الأمل

حلم لقيط تاه منا في خريف

اليأس ألقت به إلى درب مخيف

وحبيبتي نور حزين خلف القضبان الظلال

وربيعها المهزوم كالنفس المنهكة في ليل الضلال

عمر ترنح فوق درب الحزن

حلم ينزوي خلف المحال

وحملت قلبي في سكون

والدمع كالنار في الجفون

الحلم مقطوع اليدين

وأنا أداري الدمعتين

همست عيون حبيبتي:

هيا نشكو.. للحسين..

أنا في رحابك كلما ضاق الزمان

أو ضاع مني الصبر أو تاه الأمان

أترى رأيت حبيبتي؟!

جئنا إليك لنشتكي الأحزان في زمن الهوان

كل ما نرجوه هو بيت يجمع الأشلاء من هذا الطريق

في كل درب تسرق الأحلام ينتحر البريق

ويضيع العمر منا في الطرقات

نسأل يا زمان الكفر والجهل العميق

بالله خبرنا متى يوما تفيق؟!

جئنا إليك لنشتكي

فوق الطريق ينام عشاق المدينة

ينبت الأبناء كالأعشاب في بئر السنين

فوق الطريق ننام بالأشواق بالعمر الحزين

وعلى دموع الدرب نفترش الأسى

ما أطول الأحزان في عمر الحيارى الضائعين

أقدارنا جاءت بنا

لا نملك تغيير أقدارنا

نحيا.. ونعشق.. نزرع الأحلام في أرض المنى

ننسى ونهجر تعبث الأشواق بين دمائنا

ونقابل الفرح الغريب عند مشارف بيتنا

ومع ابتسامة أجمل الأيام يسقط.. حلمنا

وإذا سألت الناس يومًا عن حكاية عمرنا

قالوا وهمس الخوف يهدر:

أقدارنا جاءت بنا

أقدارنا جاءت بنا

جئنا لنسأل ربنا

لم قد كتبت الحب يا ربي

إذا كان الفراق يصيح دوما.. بيننا؟

ما عاد في الدنيا مكان يجمع الأشلاء

يمنحنا الأمان.. أو المنى

جئنا إليك لنشتكي

هل نشتكي أقدارنا

أن نشتكي أوطاننا

أم نشتكي أحلامنا

أن نشتكي أيامنا

أم نشتكي.. أم نشتكي.. أم نشتكي؟

صوت ينادي من بعيد

وحبيبتي كالنور تسأل هل ترى خبر سعيد؟

هل نجمع الأشلاء والحب الطريد

ما زلت أحلم رغم طول اليأس بالبيت الجديد

الصوت يعلو في الضريح

شيخ.. يصيح

هيا انتهى وقت الزيارة

الصوت يعلو في الضريح

هيا انتهى وقت الزيارة للضريح

الحلم بين يدي ذبيح

الحلم بين يدي ذبيح

لقاء الغرباء

فاروق جويدة يُعتبر من الأصوات البارزة في حركة الشعر العربي. بدأ برواية الشعر العمودي وانتقل إلى المسرح. لديه 20 كتاباً من بينها 13 كتاباً شعرياً، بالإضافة إلى 3 مسرحيات حققت نجاحاً بارزاً مثل “الوزير العاشق” و”دماء على ستار الكعبة” و”الخديوي”.

علمتني الأشواق منذ لقائنا

فرأيتُ في عينيكِ أحلام العُمُر

وشدوت لحناً في الوفاء لعله

ما زال يؤنسني بأيام السهر

وغرسْتُ حبكِ في الفؤادِ وكلما

مضت السنين أراه دوماً يزدهر

وأمام بيتكِ وضعتُ حقائبي

يوماً ودعت المتاعب والسفر

وغفرت للأيام كل خطيئة

وغفرت للدنيا وسامحت البشر

علمتني الأشواق كيف أعيشها

وعرفتُ كيف تهزني أشواقي

كم داعبت عيني كل دقيقة

أطياف عمري باسم الإشراق

كم شدني شوق إليك لعله

ما زال يحرق في أعماقي

أو نلتقي بعد الوفاء كأننا

غرباء لم نحفظ عهوداً بيننا

يا من وهبتك كل شيء إنني

ما زلت بالعهد المقدس مؤمناً

فإذا انتهت أيامنا فتذكري

أن الذي يهواكِ في الدنيا أنا

عيناك أرض لا تخون

فاروق جويدة من شعراء مصر الذين تخرجوا من كلية الآداب، لكنه بدأ حياته المهنية في الصحافة ثم انتقل إلى التأليف الإبداعي، حيث تم ترجمة العديد من أعماله إلى عدد من اللغات. من مؤلفاته “طاوعني قلبي في النسيان” عام 1986 و”لن أبيع العمر” عام 1989. غنت له فرقة عقد الجلاد السودانية أغنية “عذراً حبيبي”.

مضيت أبحث عن عيونك

خلف قضبان الحياة

وتعربد الأحزان في صدري

ضياعًا لستُ أعرف منتهاه

وتذوب في ليل العواصف مهجتي

ويظل ما عندي سجينا في الشفاه

والأرض تخنق صوت أقدامي

فيصرخ جرحها تحت الرمال

وجدائل الأحلام تزحف خلف موج الليل

بحارًا تصارعه الجبال

والشوق لؤلؤة تعانق صمت أيامي

ويسقط ضوءها خلف الظلال

عيناك بحر النور يحملني إلى

زمن نقي القلب مجنون الخيال

عيناك إبحار وعودة غائب

عيناك توبة عابد

وقفت تصارع وحدها شبح الظلال

ما زال في قلبي سؤال

كيف انتهت أحلامنا؟

ما زلت أبحث عن عيونك

علني ألقاك فيها بالجواب

ما زلت رغم اليأس أعرفها وتعرفني

وتحمل في جوانحنا عتابا

لو خانت الدنيا وخان الناس

وابتعد الأصحاب

عيناك أرض لا تخون

عيناك إيمان وشك حائر

عيناك نهر من جنون

عيناك أزمان وعمر

ليس مثل الناس شيئًا من سراب

عيناك آلهة وعشاق وصبر واغتراب

عيناك بيتي

عندما ضاقت بنا الدنيا وضاق بنا العذاب

ما زلت أبحث عن عيونك بيننا أمل وليد

أنا شاطئ ألقت عليه جراحها

أنا زورق الحلم البعيد

أنا ليلة حار الزمان بسحرها

عمر الحياة يقاس بالزمن السعيد

ولتسألي عينيك أين بريقها؟

ستقول في ألم توارى صار شيئًا من جليد

وأظل أبحث عن عيونك خلف قضبان الحياة

ويظل في قلبي سؤال حائر

إن ثار في غضب تحاصره الشفاه

كيف انتهت أحلامنا؟

قد تخنق الأقدار يومًا حبنا

وتفرق الأيام قهراً شملنا

أو تعزف الأحزان لحناً

من بقايا جرحنا

ويمر عام ربما عامان

أزمان تسد طريقنا

ويظل في عينيك موطننا القديم

نلقي عليه متاعب الأسفار في زمن عقيم

عيناك موطننا القديم وإن غدت أيامنا

ليلاً يطارد في ضياء

سيظل في عينيك شيئاً من رجاء

أن يرجع الإنسان إنسانًا

يغطي العرى يغسل نفسه يوماً ويرجع للنقاء

عيناك موطننا القديم

وإن غدونا كالضياع بلا وطن

فيها عشقت العمر أحزانا وأفراحا

ضياعا أو سكنًا

عيناك في شعري خلود

يعبر الآفاق يعصف بالزمن

عيناك عندي بالزمان

وقد غدوت بلا زمن

في عينيك عنواني

تناولت أعمال فاروق جويدة الإبداعية عدد من الرسائل الجامعية في الجامعات المصرية والعربية. عُيّن فاروق جويدة بالفريق الرئاسي، وقد استقال منه احتجاجًا على الإعلان الدستوري المكمل في نوفمبر 2012. كان أبرز في أعماله الغزل في بداياته، وتمثل هذه المرحلة الأولى في حياته، بينما كانت الشعر السياسي المرحلة الثانية، حيث تناول جميع الموضوعات والقضايا التي شغلت المواطن العربي.

قالت سوف تنساني

وتنسى أنني يومًا

وهبتك نبض وجداني

وتعشق موجة أخرى

وتهجر دفء شطآني

وتجلس مثلما كنا

لتسمع بعض ألحاني

ولا تعنيك أحزاني

ويسقط كالمنى اسمي

وسوف يتوه عنواني

ترى.. ستقول يا عمري

بأنك كنت تهواني

فقلت: هواك إيماني

ومغفرتي.. وعصياني

أتيتك والمنى عندي

بقايا بين أحضاني

ربيع مات طائره

على أنقاض بستان

رياح الحزن تعصرني

وتسخر بين وجداني

أحبك واحة هدأت

عليها كل أحزاني

أحبك نسمة تروي

لصمت الناس.. ألحاني

أحبك نشوة تسري

وتشعل نار بركاني

أحبك أنت يا أملاً

كضوء الفجر يلقاني

أمات الحب عشاقا

وحبك أنت أحياني

ولو خيرت في وطن

لقلت هواك أوطاني

ولو أنساك يا عمري

حنايا القلب تنساني

إذا ما ضعت في درب

ففي عينيك