بئر كولا: أعمق حفرة في العالم
تُعتبر بئر كولا العميق أعمق حفرة جرى حفرها على وجه الأرض، وهي جزء من مشروع علمي ضخم انطلق في القرن العشرين. تم الشروع في عمليات الحفر في الاتحاد السوفييتي، الذي يُعرف اليوم بروسيا، حيث بدأت الأعمال في الرابع والعشرين من مايو عام 1970 وانتهت في عام 1989. وقد بلغ عمق البئر حوالي 12,262 متراً.
انطلاقة المشروع
تعود فكرة هذا المشروع إلى عام 1962، حيث تم تكليف المجلس العلمي المشترك لدراسة كوكب الأرض بمتابعته. وتم اختيار موقع الحفر في عام 1965، وهو يقع في شمال غرب الاتحاد السوفييتي، إلى الغرب من مدينة زابوليارني. كان الهدف الأولي هو الوصول إلى عمق يصل إلى 15,000 متر.
في 6 يونيو 1979، تجاوز عمق البئر العمق المسجل لبئر في ولاية أوكلاهوما، والتي يبلغ عمقها 9,583 متراً، ليحقق هذا المشروع رقماً قياسياً عالمياً جديداً. وابتداءً من عام 1983، تجاوز العمق 12,000 متر، إلا أن العمل توقف لمدة عام للاحتفال بهذا الإنجاز.
في 27 سبتمبر 1984، شهدت العملية انهياراً غير متوقع بعدما بلغ العمق أكثر من 12,066 متراً، حيث أدى البطء في عمليات الحفر إلى انهيار 5,000 متر من التربة داخل الحفرة. لذا، كان على فرق العمل أن تبدأ من جديد من عمق 7,000 متر، حتى بلغت الحفرة 12,262 متراً في عام 1989.
كان من المخطط الوصول إلى عمق 13,500 متر بحلول نهاية عام 1990، ومن ثم تحقيق العمق المستهدف وهو 15,000 متر في عام 1993، لكن عمليات الحفر توقفت في عام 1992 نظراً لصعوبة الوصول إلى الأهداف المحددة.
ويعود سبب توقف العمليات إلى ارتفاع درجات الحرارة التي وصلت إلى حوالي 180 درجة مئوية، في حين كان المتوقع أن تتراوح الحرارة حول 100 درجة مئوية فقط. وهذا يشير إلى أن استكمال الحفر إلى عمق يتجاوز 15 كيلومتراً سيكون في درجات حرارة تتجاوز 300 درجة مئوية.
أسباب وقف الحفر
انتشرت في تلك الفترة شائعات بأن توقف العمل كان بسبب سماع أصوات بشرية قادمة من أعماق الأرض. ومع ذلك، نفى رئيس المركز البحثي في شبه جزيرة كولا صحة هذه الإدعاءات، موضحاً أن السبب الحقيقي وراء إيقاف المشروع كان توقف التمويل من قبل الاتحاد السوفييتي إثر انهياره.