أفضل أنواع الصلوات التي يحبها الله

أفضل الصلوات عند الله

تُعتبر صلاة الفجر يوم الجمعة في جماعة من أعظم الصلوات عند الله -سبحانه وتعالى-. وقد ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قوله: (أفضلُ الصلواتِ عندَ اللهِ صلاةُ الصبحِ يومَ الجمعةِ في جماعةٍ). يجسد ذلك أهمية هذه الصلاة وعلوّ مرتبتها، حيث تُعتبر صلاة الفجر هيأفضل الصلوات الخمس، بينما يُعد يوم الجمعة من أفضل الأيام عند الله. كما أن الصلاة في جماعة تفوق الصلاة الفردية في الأجر، مما يجعلها تجمع بين أعظم الأجر. وقد جاء في حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (فَضْلُ صَلاةِ الجَمِيعِ علَى صَلاةِ الواحِدِ خَمْسٌ وعِشْرُونَ دَرَجَةً، وتَجْتَمِعُ مَلائِكَةُ اللَّيْلِ ومَلائِكَةُ النَّهارِ في صَلاةِ الصُّبْحِ. يقولُ أبو هُرَيْرَةَ: اقْرَؤُوا إنْ شِئْتُمْ: {وَقُرْآنَ الفَجْرِ إنَّ قُرْآنَ الفَجْرِ كانَ مَشْهُودًا}). وعلاوة على ذلك، فإن أفضل الصلوات بعد الفرائض هي تلك التي تُصلى في جوف الليل، كما ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: (أفضلُ الصلاةِ، بعد الصلاةِ المكتوبةِ، الصلاةُ في جوفِ الليل).

فضل الصلاة الوسطى

تعريف الصلاة الوسطى

تباينت الآراء حول تحديد الصلاة الوسطى التي تشير إليها الآية الكريمة: (حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ). فقد قال بعض العلماء إنها صلاة العصر، بالنظر لموقعها المتوسط بين الصلوات، حيث تسبقها صلاتا الفجر والظهر، وتتبعها صلاتا المغرب والعشاء. واستندوا إلى قول النبي -صلى الله عليه وسلم- خلال غزوة الخندق: (شغلونا عنِ الصَّلاةِ الوُسطى، ملأَ اللَّهُ أجوافَهُم وقبورَهُم نارًا).

كما تباينت تفاسير “الوسطى”؛ فبعض العلماء اعتبروا أنها تشير إلى التوسط في توقيتها، في حين اعتقد آخرون أنها تعكس شرفها وعلو مكانتها. ومن هنا، رأى الكثيرون أن صلاة العصر هي الوسطى، بينما اعتبر آخرون أنها صلاة الفجر، حيث تتوسط بين الليل والنهار. وآخرون رأوا أن صلاة المغرب هي الوسطى، إذ إنها أقل الصلوات المفروضة ركعات.

فضل صلاتي الفجر والعصر

قد خصص الله -تعالى- بعضاً من الأوقات والأماكن بفضل خاص، حيث تتجلى هذه الأفضليات في صلاتي الفجر والعصر، إذ يُعتبران الأفضل لما لهما من أجرٍ عظيم. فصلاة الفجر تكون في وقت الصباح الباكر، وهو أمر يتطلب مجهوداً، خاصة في الأجواء الباردة. أما صلاة العصر فتصادف عادةً انشغال الناس بأعمالهم. وفي هذين الوقتين، تتواجد الملائكة، كما ورد في الحديث النبوي: (يَتَعَاقَبُونَ فِيكُمْ مَلَائِكَةٌ باللَّيْلِ، وَمَلَائِكَةٌ بالنَّهَارِ، وَيَجْتَمِعُونَ في صَلَاةِ الفَجْرِ، وَصَلَاةِ العَصْرِ، ثُمَّ يَعْرُجُ الَّذِينَ بَاتُوا فِيكُمْ، فَيَسْأَلُهُمْ رَبُّهُمْ وَهو أَعْلَمُ بهِمْ: كيفَ تَرَكْتُمْ عِبَادِي؟ فيَقولونَ: تَرَكْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ).

كما وردت عدة أحاديث نبوية تحث على أداء الصلاتين، كالقول: (مَن صَلَّى البَرْدَيْنِ دَخَلَ الجَنَّةَ)، وكذلك تخصيص صلاة العصر بقوله: (من ترك صلاةَ العصرِ، فقد حبِطَ عملُه). وقد قيل أيضاً: (الَّذِي تَفُوتُهُ صَلَاةُ العَصْرِ كَأنَّما وُتِرَ أَهْلَهُ وَمَالَهُ)، حيث جعل الله أداء هاتين الصلاتين وسيلة لدخول الجنة، بينما يؤدي التفريط بهما إلى ضياع الأعمال.

وسائل المحافظة على الصلاة

هناك العديد من الطرق التي تُسهم في الالتزام بالصلاة، ومنها:

  • الاستعداد للصلاة عند سماع الأذان، وتذكّر وصية النبي -صلى الله عليه وسلم- عندما سُئل عن أفضل الأعمال، حيث أجاب: (الصلاةُ في وقتِها).
  • اختيار الصحبة الصالحة التي تُعزز الخير وتنبه له.
  • التحلي بالصبر، فكل العبادة تتطلب مجاهدة وصبر، وهذا ينطبق أيضاً على الصلاة، كما جاء في قوله -سبحانه وتعالى-: (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا).
  • الصلاة تعزز من أداء العبادات، لذا فإن الإكثار من الذكر والعبادات الأخرى يُساعد في المحافظة على الصلاة.
  • اللجوء إلى الله -تعالى- بالدعاء وطلب العون.
  • أداء الصلاة في جماعة، مما يعزز من الأجر ويعين على الالتزام بالصلاة.

فضل الصلاة ومنزلتها في الإسلام

تحمل الصلاة العديد من الفضائل العظيمة، منها:

  • تعدّ الصلاة الركن الثاني من أركان الإسلام، حيث يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (بُنِيَ الإسْلَامُ علَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأنَّ مُحَمَّدًا رَسولُ اللَّهِ، وإقَامِ الصَّلَاةِ، وإيتَاءِ الزَّكَاةِ، والحَجِّ، وَصَوْمِ رَمَضَانَ).
  • تحفظ الصلاة المسلم من الفحشاء وتعينه على فعل الخير، كما قال -تعالى-: (إنَّ الصَّلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذِكْر الله أكبر).
  • تساعد الصلاة المسلم في الأوقات الصعبة وتدعم صبره على البلاء، لقوله -تعالى-: (وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ).
  • تُعدّ الصلاة صلة بين العبد وربه، وأول ما يُحاسب عليه العبد يوم القيامة، حيث تجد فيها راحة للروح والقلب، كما كان يقول النبي -عليه الصلاة والسلام- لسيدنا بلال: (أرحنا بها يا بلال).
  • تجمع الصلاة بين العبادة القلبية والبدنية واللفظية، وتعتبر تركها مسألة خطيرة، حيث أنها تُعد أعظم قضية بعد التوحيد. وقد حذر النبي -صلى الله عليه وسلم- في عدة مواضع من ترك المسلم للصلاة، حيث قال: (العَهدُ الَّذي بينَنا وبينَهمُ الصَّلاةُ فمن ترَكَها فقد كفرَ).