في هذا المقال، سنستعرض أفضل أنواع الصيام التي يمكن التوجه إليها بعد شهر رمضان المبارك، والذي يتضمن صيام النفل.
كان النبي محمد صلى الله عليه وسلم يحرص على صيام اليوم العاشر من شهر مُحرم، إما قبلها أو بعدها، تخليداً لذكرى نجاة سيدنا موسى عليه السلام. ويعتبر هذا الصيام من أفضل الأنواع التي يمكن القيام بها بعد رمضان، وسنستعرض المزيد من التفاصيل حوله في السطور القادمة.
أفضل أنواع الصيام بعد رمضان
- روى أبو هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “أَفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ شَهْرِ رَمَضَانَ شَهْرُ اللَّهِ الْمُحَرَّمُ وَأَفْضَلُ الصَّلَاةِ بَعْدَ الْفَرِيضَةِ صَلَاةُ اللَّيْلِ”، مما يوضح أن صيام شهر محرم هو الخيار الأفضل بعد رمضان.
- كما يُذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يكثر من الصيام في شهر شعبان، لدلالة عظيمة على فضيلته الكبيرة.
لماذا يُعتبر شهر محرم أفضل شهر للصيام بعد رمضان؟
- شهر محرم يُعدّ بداية الأشهر القمرية، وقد كان يُطلق عليه هذا الاسم في الجاهلية بدلاً من رجب. وهو واحد من الأشهر الحرم، والتي تشمل محرم وذو الحجة وذو القعدة ورجب. كما ورد في القرآن الكريم: “إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَأوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ”.
- سُمّي هذا الشهر “مُحرم” لأن القتال مُحرّم فيه، وذلك نتيجة النزاعات التي شهدتها العرب خلاله.
سبب صيام يوم عاشوراء
- تم تشريع صيام يوم عاشوراء كذكرى يوم نجّى الله تعالى فيه سيدنا موسى عليه السلام من فرعون. وقد روى الإمام البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما: “قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة فرأى اليهود يصومون يوم عاشوراء”، فسألهم عن السبب، فقالوا: “هذا يوم صالح، نجّى الله تعالى بني إسرائيل من عدوّهم، فصامه موسى – عند مسلم – شكراً لله، فقال رسول الله: فأنا أحقّ بموسى منكم، فصامه وأمر بصيامه”.
- كما أكدت السيدة عائشة رضي الله عنها أن “يوم عاشوراء كان يومًا تصومه قريش في الجاهلية، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصومه، فلما قدم المدينة صامه وأمر الناس بصيامه، ولكن عندما فُرض رمضان، قال: من شاء صامه ومن شاء تركه”.
- ويستحب صيام المسلمين يومًا قبله أو يومًا بعده لتفريقهم عن اليهود، كما ورد عن ابن عباس رضي الله عنه أنه عندما صام رسول الله يوم عاشوراء، وأمر بصيامه، قالوا: “يا رسول الله، إنه يوم تعظمه اليهود والنصارى”. فأجاب: “إذا كان العام المقبل إن شاء الله صمنا اليوم التاسع، لكن لم يأت العام المقبل حتى توفّي رسول الله”.
حكم صيام يوم عاشوراء
- عن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه قال: “أمر النبي صلى الله عليه وسلم رجلًا من أسلم أن يؤذن في الناس: أن من كان قد أكل فليصم بقية يومه، ومن لم يأكل فليصم، فإن اليوم يوم عاشوراء”.
- كان صيام عاشوراء واجبًا في بداية الإسلام، حيث أمر النبي صلى الله عليه وسلم الذين تناولوا الطعام أن يمسكوا، ولكن بعد ذلك شُرع للمسلمين أن يصوموا اليوم قبله.
- فقد قال رسول الله: “لئن سلمت إلى قابل لأصومّن التاسع”.
- بعد وفاة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، سُمح بالصيام يومًا قبل عاشوراء أو بعده، لتجنب الشبهات مع اليهود، نظرًا لأن المسلمين يستندون إلى الأسباب التي تنص عليها شريعتهم.
- بعض العلماء لاحظوا أن أهل خيبر كانوا يصومون يوم عاشوراء كعيد، ويلبسن نساءهم فيه حليهن، فقال رسول الله: “فصوموه أنتم”. وهذا يدل على السعة في اختيار الصيام.
- مشيراً إلى أنه يتم استحباب صيام يوم قبله أو يوم بعده، وإذا كان الشخص قادرًا على صيام يوم عاشوراء فقط، فإن هذا جائز وليس فيه كراهة.
فضل صيام عاشوراء
- قال أبو قتادة رضي الله عنه: “صوم عاشوراء يكفِّر السّنة الماضية. وصوم عرفة يكفِّر سنتين: الماضية والمستقبلة”، مما يدل على فضل صيام يوم عاشوراء.
- كما ذكر ابن عباس رضي الله عنه أنه “ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يتحرّى صيام يومٍ فضَّله على غيره إلا هذا اليوم، يوم عاشوراء، وهذا الشهر، يعني شهر رمضان”.
من المهم أن نذكر أن يوم عاشوراء هو العاشر من محرم، وهو من أحب الأيام للصيام بعد رمضان بنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم.
شاهد أيضًا:
الحكمة من جعل شهر المحرم أول السنة الهجرية
يقول أحد علماء الأزهر الشريف أن الحكمة من جعل شهر محرم أول السنة الهجرية لأنه يأتي بعد شهر ذو الحجة، وذلك عندما يؤدي المسلمون مناسك الحج ويطلبون التوبة والغفران، ليبدأوا السنة الجديدة بقيم التوبة والمغفرة في شهر محرم.
