أفضل طرق مراجعة القرآن الكريم
حث النبي محمد -عليه الصلاة والسلام- على انتهاج أسلوب تعهد القرآن الكريم، والاستمرار في حفظه ومراجعته، حيث قال: (تَعاهَدُوا هذا القُرْآنَ، فَوالذي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بيَدِهِ لَهو أشَدُّ تَفَلُّتًا مِنَ الإبِلِ في عُقُلِها). وقد أشار شيخ القراء في المسجد النبوي، الشيخ إبراهيم الأخضر، إلى أن مراجعة القرآن الكريم للمحفظ تتم وفق ثلاث مراحل، وهي كالتالي:
- المرحلة الأولى: قراءة ثلاثة أجزاء من القرآن الكريم يوميًا لمدة شهر كامل، مع التركيز على التلاوة بصوت مسموع، وبعد ذلك ينتقل إلى قراءة ثلاثة أجزاء جديدة كل شهر حتى يتم ختمه ثلاثين مرة بالنظر إلى المصحف خلال عشرة أشهر.
- المرحلة الثانية: قراءة ثلاثة أجزاء في اليوم لمدة عشرين يومًا، مع الالتزام بالنظر إلى النصوص وتلاوتها بصوت مسموع، ثم الانتقال إلى ثلاثة أجزاء جديدة كل عشرين يومًا حتى يتم الختم عشرين مرة بالنظر إليها.
- المرحلة الثالثة: قراءة ثلاثة أجزاء يوميًا لمدة خمسة عشر يومًا، مع التركيز على القراءة بصوت مسموع، والانتقال إلى ثلاثة أجزاء جديدة كل خمسة عشر يومًا حتى يتم الختم خمسة عشر مرة بالنظر إلى المصحف.
تخصيص برنامج للحفظ والمراجعة
يواجه الكثيرون تحديات متعددة أثناء حفظهم للقرآن الكريم، مثل النسيان السريع لبعض الصفحات المحفوظة. لحل هذه المشكلة، يُنصح بإضافة برنامج للمراجعة جنبًا إلى جنب مع برنامج الحفظ. وأفضل أسلوب هو القيام بالمراجعة اليومية بما يتناسب مع كمية الأجزاء المحفوظة؛ فعلى سبيل المثال، إذا كان الشخص يحفظ جزءًا واحدًا يوميًا، ينبغي عليه مراجعة صفحة واحدة يوميًا حتى يكمل ختم الجزء خلال عشرين يومًا. وإذا كان يحفظ جزءين، فعليه مراجعة صفحتين يوميًا، وهكذا بحسب الأجزاء المحفوظة. كذلك، يُفضل أن يتم دعم المراجعة بقراءة القرآن خلال الصلوات، سواء الفرض أو النفل، والأفضل أن يكون البرنامج مكتوبًا ومفصلًا ليكون الحافظ متيقنًا في حفظه.
مراجعة الحفظ القديم والجديد
تتم مراجعة القرآن الكريم على مرحلتين: الأولى تتعلق بمراجعة الحفظ القديم، والثانية تخص الأجزاء التي تم حفظها مؤخرًا. بالنسبة للحفظ القديم، يُفضَّل أن يتم تكرار مراجعته بشكل أسبوعي بأسلوب قراءة سريعة. وفي حال كانت المراجعة الأسبوعية صعبة، يمكن تمديد الفترة إلى عشرة أيام، أو أسبوعين كحد أقصى. أما بالنسبة للحفظ الجديد، يفضل أن يقوم الحافظ بمراجعة ما حفظه في اليوم السابق قبل البدء في أي حفظ جديد. هناك أيضًا تقنية تُعرف بالتراكمية في المراجعة، حيث يعتمد الحافظ أسبوعًا ككمية خاصة، ويقوم بمراجعة ما completed في اليوم السابق، فيقوم بمراجعة ما أتم حفظه في اليوم الأول في اليوم الثاني، ويستمر على هذه الطريقة حتى نهاية الأسبوع.
ما يُعين على الاحتفاظ بالقرآن الكريم ومنع نسيانه
يوجد مجموعة من النصائح والأساليب التي تعين على ضبط الحفظ وتساعد الحافظ على عدم نسيانه، منها:
- تكرار القرآن الكريم بشكل مستمر، في الليل والنهار.
- المداومة على مراجعة الحفظ لمن يجد صعوبة في تذكر الأجزاء.
- الاستماع إلى قراءات الآخرين لتنمية المهارات وتحديد الجوانب التي تحتاج إلى تحسين.
- التأمل في معاني الآيات أثناء الحفظ.
- ربط الحفظ بمحتوى السورة، سواء بالمقارنة بين بدايتها ونهايتها.
- الدعاء لله سبحانه وتعالى بكثرة، من أجل تثبيت الحفظ والإحساس بنعمة حفظ القرآن.
- تجنب الذنوب بأنواعها.
- المشاركة في مسابقات القرآن المعدة للحفظ واستغلال أوقات الفراغ والمناسبات للمراجعة.
- التعاون مع شخص محدد للتسميع وتدارك الأخطاء.
- إخلاص النية لله سبحانه وتعالى.
- الاستفادة من المعية مع صُحبة مقربة من حَمَلة القرآن لتشجيع بعضهم البعض.
- تحديد ورد حفظ يومي والالتزام به، وذلك من خلال جدول أو بناءً على توجيهات المعلم.
- الاعتماد على مصحف واحد للحفظ، إذ أن الاستمرار في النظر إلى الآيات يُساعد على بقاء الصور عالقة في الذهن.
- اختيار الأوقات المناسبة للحفظ، مثل ساعات الفجر أو ما بعده، ويختلف ذلك بين الأفراد؛ المهم أن يكون الحافظ في حالة ذهنية مناسبة.
أفضل الأوقات لحفظ القرآن الكريم
تختلف الأوقات المثلى للحفظ من شخص لآخر، إذ لا يوجد وقت يناسب الكل. يجب على الشخص اختيار الوقت الذي يشعر فيه بالقدرة على التركيز والانتباه. قد يكون ذلك الوقت بعد الفجر أو في الليل. ومع ذلك، هناك بعض الأوقات التي تُعتبر الأكثر فعالية، مثل وقت السحر أو بعد صلاة الفجر، حيث يجلس الشخص بعد أدائه الصلاة في المسجد حتى طلوع الشمس من أجل حفظ القرآن. إذا تمكن الحافظ من إيجاد رفقة خلال هذا الوقت، فهذا سيكون أفضل، بالإضافة إلى إعداد ورد يومي للحفظ والمراجعة. الأهم أن يظهر هذا الحفظ في سلوكياته وأقواله وتصرفاته، حيث أن بداية النهار التي تلي صلاة الفجر تُعتبر من أفضل الأوقات لقراءة القرآن وحفظه.