يُعتبر حفظ القرآن الكريم من الأمور التي يراها البعض تحديًا، ولكن على النقيض من ذلك، يُدرك الكثيرون أنه سعيٌ مبارك يُقربهم إلى الله سبحانه وتعالى، مما يجعل الكثيرين في جميع أنحاء العالم يسعون لحفظه.
أسس حفظ القرآن الكريم
- توجد مجموعة من الأسس التي يجب مراعاتها قبل البدء في حفظ القرآن الكريم.
- من الضروري أن تتلقى الحفظ على يد معلم مؤهل، لتصحيح تلاوتك وضمان عدم ارتكاب أخطاء في الحفظ.
- إذ أن أي خطأ في تشكيل أو نطق كلمات معينة قد يغير المعنى المراد من الآية.
- فكلام الله عز وجل لا يحتمل التحريف أو التغيير، سواء عن عمد أو غير قصد.
- يمكنك تحديد هدف يومي من الحفظ، مثل حفظ وجهين من المصحف، وتوزيعهما على مواعيد مختلفة في اليوم.
- على سبيل المثال، يمكنك حفظ وجه بعد صلاة الفجر والآخر بعد صلاة العصر أو المغرب.
- بالاستمرار على هذا النهج، تستطيع أن تختم القرآن الكريم حفظًا في غضون عام واحد، مع مراعاة عدم تجاوز وجهين يوميًا.
- هذا يساعدك على عدم إرهاق نفسك، ويعزز عزمك وإرادتك.
- يفضل البدء بسورة الناس، ولكن يعتبر من الأفضل مراجعة السور بدءًا من سورة البقرة.
- لأن العقل يميل لتذكر الشكل الخاص بالوجه الذي حفظته، مما يسهل عليك عملية التذكر.
- هذا يساعد أيضًا في حفظ أماكن الآيات ومواضع الصفحات بسهولة.
نصائح لمن يسعى لحفظ القرآن الكريم
- توجد العديد من النصائح التي يمكن أن تفيدك قبل الشروع في حفظ القرآن الكريم.
- إذا كنت تواجه صعوبات كالتكاسل أو الذنوب، فعليك بالتوبة والاستغفار والتوجه إلى الله عز وجل بإخلاص النية.
- استعن بالله، وأخلص نيتك في هذا الأمر.
- يُنصح بالانضمام إلى حلقات تحفيظ القرآن الكريم، سواء في المعاهد المتخصصة أو في المساجد.
- مشاركة الحفظ مع مجموعة من الأفراد تعزز من همتك وتساعدك في تسهيل عملية الحفظ.
- احرص على الالتزام بنمط ثابت وغير مرهق من الحفظ، مما يساعدك على الحفظ بشكل أفضل.
- قم بتحديد ورد يومي من التلاوة والحفظ والمراجعة، بما يتناسب مع طاقتك وظروفك.
- حدد كميات الحفظ بناءً على وقتك وقدرتك على الدراسة.
- احرص على تلاوة الأجزاء التي تحفظها خلال صلواتك اليومية، وتحديدًا في النوافل.
- تجنب الاعتماد على صلوات الفريضة لتفادي الأخطاء.
- استغل الأوقات المباركة في السنة مثل شهر رمضان وأيام الجُمَع وعشر ذي الحجة.
كيفية تسهيل حفظ القرآن الكريم
- تنوعت طرق حفظ القرآن الكريم، لذا عليك اختيار الطريقة الأنسب لك. إليك بعض الخطوات التي قد تساعدك في ذلك.
- استثمر وقتك في ذكر الله، وأفضل أنواع الذكر هو تلاوة القرآن، مع اتباع النقاط التالية:
- اختر وقت الحفظ بعناية، ويفضل أن يكون في وقت الفجر، بشرط أن تتجنب تناول الطعام في ذلك الوقت.
- عدم تناول الطعام يساعد على تركيز المخ في الحفظ.
- اختر المكان المناسب للحفظ، حيث يُفضل أن تتواجد في مكان يمكّنك من التركيز.
- تعلّم التجويد بشكل جيد، لأن التجويد يُسهّل عمليّة حفظ القرآن.
- تلاوة القرآن بتجويد يُثبّت الحفظ، ويجعل التلاوة أكثر جمالاً.
- احرص على ربط كل جزء من الآيات بمعانيها أو بذكريات تخدمك في عملية الحفظ.
- عليك أن تتخيل المعاني أو المواقف المرتبطة بالآيات، مثل تخيل الكفار يضعون أصابعهم في آذانهم عندما يستمعون للقرآن.
التكرار اليومي للحفظ
- كرّر الآيات التي تحفظها عدة مرات لحماية ما حفظته من النسيان.
- ينبغي أن يكون هناك تكرار سري وتكرار صوتي، حيث يُفضل تكرار الآيات خمس مرات يوميًا على الأقل.
- قد كان المعلمون قديمًا يطلبون من الطلاب تكرار الآيات خمسين أو ثمانين مرة يوميًا لتثبيت الحفظ.
- ينبغي الالتزام بتسلسل الحفظ اليومي وتجنب طريقة الحفظ المتقطعة، لأن العقل يأخذ فترة طويلة للعودة إلى حالة التركيز.
- تجنب الإحباط أو اليأس، واحفظ بشكل هادئ وبطء، مع التركيز على الآيات التي تكررها.
- ركز على الآيات التي تحمل معاني متشابهة لتفادي أي لبس، وقم بمراجعتها بشكل متكرر.
بعد عام من حفظ القرآن الكريم
- بعد إتمام الحفظ والتقيد به، احرص على أن يكون لك ورد يومي للمراجعة، بالإضافة إلى ورد آخر للتلاوة.
- يمكنك الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم في كيفية مراجعة القرآن.
- كان النبي يُقسم القرآن إلى أجزاء ليختمه في سبعة أيام.
- بحسب أوس بن حذيفة، سأل أصحابه رسول الله صلى الله عليه وسلم عن كيفية تحزيبهم للقرآن، فقالوا: ثلاث سور، وخمس سور، وحتى إحدى عشرة سورة.
- سيرتك يومية مشابهة لما كان عليه النبي، فقد كان يقرأ من الفاتحة إلى نهاية النساء في اليوم الأول، ومن المائدة إلى نهاية التوبة في اليوم الثاني، وهكذا.
- صنف العلماء حزب النبي صلى الله عليه وسلم في قولهم (فمي بشوق).
