صحّة الشعر
تلعب الحمية الغذائية دورًا محوريًا في الحفاظ على صحّة الشعر، إذ يحتاج الشعر إلى نظام غذائي متوازن للحفاظ على قوته. يُعرف الشعر الصحي بأنه الشعر الذي ينمو بصورة طبيعية من جميع البصيلات المنتشرة في فروة رأس سليمة، ويكون قويًا وغير قابل للتكسّر بسهولة. تحتوي فروة الرأس الصحية على حوالي 120,000 إلى 150,000 شعرة، ومن الطبيعي أن يتساقط من 50 إلى 100 شعرة بشكل يومي. ومع ذلك، فإن تساقط الشعر بكميات كبيرة، بحيث يصبح واضحًا، لا يُعتبر علامة صحية. يؤثر نقص العناصر الغذائية بشكل سلبي على صحة الشعر، وكثيرا ما يُشير الناس إلى الفيتامينات ودورها في تعزيز صحة الشعر، حيث تُعتبر بعض الفيتامينات ذات تأثيرات سحرية على مظهر الشعر. وتهدف هذه المقالة إلى تسليط الضوء على الأهمية الحقيقية للحمية الغذائية والفيتامينات في صحة الشعر.
أفضل الفيتامينات لصحة الشعر
عندما نتحدث عن أفضل الفيتامينات لصحة الشعر، ينبغي علينا التأكيد على أن الشعر بحاجة إلى جميع مكونات الحمية الغذائية المتوازنة الضرورية لصحة الجسم بشكل عام. تشمل هذه المكونات جميع الفيتامينات، وفيما يلي، سنتناول أهم الفيتامينات اللازمة لصحة الشعر والمصادر المتاحة للحصول عليها:
- فيتامين ب6: الذي يتواجد في مجموعة متنوعة من المصادر الغذائية مثل اللحوم، الدواجن، الأسماك، البطاطا، وبعض الخضروات الأخرى مثل الجزر والبروكلي وعصير البندورة، بالإضافة إلى الفواكه غير الحمضية كالبطيخ والموز وعصير البرقوق، وكذلك البقوليات والكبد والحبوب المدعمة بفيتامين ب6 مثل الخبز المدعم ومنتجات الصويا والمكسرات.
- فيتامين ب12: يتوفر فقط في المصادر الحيوانية، مثل اللحوم والدواجن والأسماك والحليب والأجبان والبيض، بالإضافة إلى حليب الصويا المدعّم به.
- حمض الفوليك: يُمكن الحصول عليه من الخضروات والبقوليات، وخاصة الخضروات الورقية الخضراء. يتواجد بكثرة في السبانخ والهليون والبروكلي، وكذلك في منتجات الحبوب المدعمة كخبز ودقيق المدعم، وعصير البرتقال، وخبز القمح الكامل والكبد والبذور.
- البيوتين: يُعتبر ضروريًا لصحة الشعر، حيث أن نقصه قد يسبب تساقط الشعر. أهم مصادره الغذائية تتضمن اللحوم الداخلية، وصفار البيض، وفول الصويا، والأسماك والحبوب الكاملة.
- فيتامين هـ: يلعب دورًا مهمًا أيضًا في صحة الشعر، ويتواجد بشكل خاص في الزيوت النباتية، ويعتبر زيت جنين القمح أحد أهم مصادره. يجب الانتباه إلى أن هذا الفيتامين يمكن أن يتلف بسهولة بواسطة الحرارة والأكسدة.
- فيتامين د: تشير بعض الدراسات إلى دوره في دورة نمو الشعر، إلا أن هذا الأمر يحتاج إلى مزيد من الأبحاث. يُعتبر التعرض الكافي لأشعة الشمس هو المصدر الأساسي لفيتامين د، وهو موجود أيضًا في بعض الأطعمة (ولكن عادةً ليس بكميات كافية) مثل الحليب والعصير والحبوب المدعمة والسمك الدهني مثل السلمون والسردين. يُعتبر زيت كبد السمك من أغنى المصادر الغذائية لفيتامين د.
أهمية المكملات الغذائية لصحة الشعر
لا يُعتبر تناول المكملات الغذائية ضروريًا للحفاظ على صحة الشعر، ويفضل التركيز على اتباع حمية غذائية متنوعة ومتوازنة تضمن تلبية جميع احتياجات الجسم الغذائية. ومن الأدلة الواضحة على أهمية الحمية الصحية لصحة الشعر هو ما يحدث للأشخاص الذين يفقدون وزنًا كبيرًا بعد اتباع حمية صارمة منخفضة السعرات الحرارية، حيث يُعانون غالبًا من تساقط الشعر، إذ لا توفر هذه الحميات الاحتياجات الغذائية اللازمة، مما يؤدي إلى تساقط الشعر. وفي حالات فقدان الوزن من خلال اتباع نظام غذائي صحي، قد يحدث تساقط للشعر بعد فقدان حوالي 7 كجم أو أكثر، لكن يمكن استعادة صحة الشعر إذا كانت الصحة العامة جيدة.
يمكن أن تُساعد المكملات الغذائية في تحسين نمو الشعر، خاصة في الحالات التي لا يتوفر فيها نظام غذائي متوازن وصحي. في دراسة أُجريت على نساء يتمتعن بصحة جيدة ولكن يشعرن بأن شعرهن ضعيف، تم إعطاؤهن مكملًا غذائيًا مرتين يوميًا لمدة 180 يومًا، ووجد أن تناول هذا المكمل ساعد في تحسين نمو الشعر.
من الجدير بالذكر أن الفيتامينات ليست العناصر الغذائية الوحيدة الضرورية لصحة الشعر، حيث يعتبر تناول البروتين بكميات كافية أمرًا أساسيًا للحفاظ على الشعر من التساقط. كما يلعب الحديد والمغنيسيوم والنحاس والزنك دورًا مهمًا؛ فالنقص في هذه العناصر يمكن أن يؤدي إلى تساقط الشعر، كما أن نقص السيلينيوم قد يسبب هشاشة الشعر والأظافر. ومن المهم أيضًا تناول الأحماض الدهنية أوميغا-3، ويجب التأكيد على أن تساقط الشعر وضعفه قد يحدث لأسباب لا تتعلق بالعناصر الغذائية.