أروع رواية قرأتُها في الأدب العربي
تعد الرواية من الفنون الأدبية الحديثة التي جذبت انتباه القراء في العصر الحالي، وقد تميزت العديد من الروايات بترك أثر عميق في قلوب الجماهير. وفيما يلي بعض من أجمل الروايات العالمية:
رواية أم السعد
تألق الكاتب غسان كنفاني (1936-1972) برواية “أم السعد”، التي تروي قصة امرأة تُعرف بهذا الاسم، وهي شخصية حقيقية وفقًا لرؤية الكاتب، الذي يوضح أنه مرتبط بها عائلياً.
تعكس شخصيتها معاناة الطبقة الفلسطينية التي تعيش في ألم متواصل، بينما تتلقى الأخبار الحزينة عبر الراديو.
لينقل كنفاني مشاعر التشتت والفقد: “لقد اختفت أم سعد منذ اندلاع القتال وها هي تعود كأنها تجرّ وراءها إيقاعات الهزيمة. قاتلوا من أجلها، وحين خسروا، خسرت هي مرتين، فماذا ستقول الآن؟ لماذا جاءت وكأنما تريد أن تبصق في وجوهنا؟ كيف كانت ترى المخيم عندما غادرت صباحًا؟”.
رواية أولاد حارتنا
كتب نجيب محفوظ (1911-2006) رواية “أولاد حارتنا”، التي تُعتبر من أبرز الروايات المصرية. وقد استخدم فيها الأسلوب الرمزي مختلفاً عن أسلوبه الواقعي في أعماله الأخرى، حيث تناول فيه قصص الأنبياء من منظور روائي.
تتناول الرواية الذات الإلهية، حيث يرى أن العدل غير موجود، فصفة العدل تتطلب تكافؤ الحقوق بين البشر.
كتب محفوظ: “تتحمل الناس البغي بأقوى ما لديهم، ولاذوا بالصبر، وتمسكوا بالأمل، فكان كلما أصابهم العسف قالوا: لا بد للظلم من نهاية، ولليل من صباح، ونريد أن نشهد في حارتنا نهاية الطغيان وبزوغ النور والعجائب”.
رواية الأسود يليق بك
أحلام مستغانمي، التي وُلدت في عام 1953، قدمت قصة امرأة ترتدي الأسود وتغني، بينما الرجل الذي يحبها يسعى دومًا للحصول على مكان بجانبها.
تحكي الرواية تفاصيل العلاقة بين الرجل والمرأة وسط أمواج العشق والشغف، وكيف يمكن أن يكون هذا العالم منصفًا للعاشقين، حيث تعد من أجمل الروايات الرومانسية في الأدب العربي.
كتبت مستغانمي: “كبيانو أنيق مغلق على موسيقاه، محتفظًا بسرّه، لن يعترف حتى لنفسه، سيقول إنها من خسرته، وأنه كان من أراد لهما الفراغات: قاطعًا كضربة سيف، أو على المُتعذر الصغيرة إذا أردت أن يحين موعده”.
رواية عائد إلى حيفا
في رواية “عائد إلى حيفا”، تبرز قضايا النزوح الفلسطينية في رؤية غسان كنفاني، حيث رُبِطت أحداث الرواية بحالة النساء اللواتي اضطررن لوضع أطفالهن لدى الجيران بسبب ظروف الحرب.
تحاول الأسرة لاحقًا العودة إلى حيفا للبحث عن طفلهم، ليكتشفوا أن من احتل منزلهم قد تبنى الطفل، وأصبح مجندًا لدى الاحتلال باسم “دوف”.
يصرح الكاتب: “منذ مغادرتهم رام الله في الصباح، لم يتوقفوا عن الحديث، ولا هي توقفت، كانت الحقول تتضاءل تحت أعينهم عبر زجاج السيارة، وكان الحر لا يُحتمل، حيث شعر بألمه يغلي فوق جبينه، كما كان الإسفلت يشتعل تحت عجلات سيارته، وعليهم كانت شمس حزيران القاسية تصب غضبها على الأرض”.
أروع رواية قرأتها في الأدب التركي
ساهمت الترجمات للأدب التركي في إثراء المكتبة العربية، وإليك مجموعة من أبرز الروايات المكتوبة باللغة التركية:
رواية قواعد العشق الأربعون
قدمت الكاتبة إليف شفق، التي ولدت عام 1971، عملها الأدبي الشهير الذي يعود إلى لقاء جلال الدين الرومي بشمس الدين التبريزي، حيث يجسد الاثنان معًا رسالة الحب الإلهي، وقد ترجمت الرواية إلى أكثر من ثلاثين لغة.
بدأت الكاتبة روايتها بالقول: “عندما كنتُ طفلًا، رأيتُ الله، ورأيت الملائكة، ورأيت أسرار العوالم العليا والسفلى، وظننت أن جميع الرجال رأوا ما رأيته، لكنني أدركت في ما بعد أنهم لم يروا”.
رواية الفتى المتيم والمعلم
تستعرض الكاتبة إليف شفق في روايتها “الفتى المتيم والمعلم” قصة “جهان” الطفل الذي يواجه ظروفًا صعبة بعد وفاة والده، حيث يُعاني من زوج والدته بعد زواجها.
تدفعه الظروف إلى الهجرة سراً إلى تركيا، حيث يعمل سائسًا لفيل صغير ثم يقع في حب مريام، ابنة السلطان العثماني، لكن لا تُفصح مريام عن مشاعرها حتى فترة مرضها.
كتبت شفق: “لم يكتشف إلا عدد قليل من الناس الذين خلقهم الله، وضللهم الشيطان مركز الكون، حيث لا يوجد خير ولا شر، ولا ماضٍ ولا مستقبل، ولا أنا ولا أنت، ولا حرب ولا سلام”.
أروع رواية قرأتها في الأدب الروسي
في عصر الانفتاح الأدبي العالمي، رافقت الروايات الروسية شهرة واسعة، وفيما يلي بعض الروايات المميزة في هذا الأدب:
رواية الوديعة
يقدم الأديب الروسي فيودور دستويفسكي (1821-1881) في “الوديعة” نظرة عميقة على معاناة الإنسانية، وذلك من خلال قصة فتاة تزوجت ضابطًا في الجيش يدّعي الحب ويعد بالسعادة، لكن سرعان ما يتبدى زيفه.
تُهمل الفتاة تمامًا بينما ينغمس الزوج في القمار، مما يؤدي إلى ضياعها وانهيارها النفسي الذي ينتهي بانتحارها.
تقول الرواية: “مرة واحدة أبح بالنسبة لنفسي الاستهزاء من بعض الأشياء، أقصد أنا لا أبيح لنفسي ذلك أبدًا، إلا أن لهجتي مع الجمهور دائمًا مؤدبة وكلمات قليلة”.
رواية الفقراء
تتناول رواية “الفقراء” لدستويفسكي أيضًا المجتمعات الطبقية ومعاناة الناس في روسيا، حيث تتركز الأحداث في تبادل الرسائل بين شخصين، أحدهما العجوز المتمتع بالمال والنفوذ، والآخر الفتاة الشابة.
يسعى العجوز لإقناع الفتاة بالزواج منه، ليكتشف لاحقاً أنها ستتحول إلى مجرد تحفة في دار الأثرياء.
وتوضح رسالته إلى الفتاة: “نحن الآن في فصل الربيع، لذا أفكاري تتمثل بأفكار لطيفة، وكل شيء يبدو نابضًا بالألوان الوردية”.
أروع رواية قرأتها في الأدب الإنجليزي
الأدب الإنجليزي مليء بالتحف الأدبية؛ حيث ظهرت مجموعة من الروايات التي نالت شهرة عالمية، ومن أهمها:
رواية 1984
كتب جورج أورويل (1903-1950) رواية “1984”، والتي تقدم رؤية سياسية لأحداث استمرت في بريطانيا، مستعرضة الحروب والمنافسة على السلطة.
تتناول الرواية كيفية التلاعب بالمعلومات والحقائق، وما ينتج عنه من ظلم حكومي، وتعتبر واحدة من أفضل الأعمال الأدبية في هذا السياق.
تبدأ الرواية بكلمات أورويل: “كان يومًا باردًا من نيسان، وكانت الساعة تشير إلى الواحدة بعد الظهر، عندما انطلق وينستون سميث، بذقنه المنكفئة على صدره اتقاءً لنسيم الرياح من بين الأبواب الزجاجية لمبنى النصْر”.
رواية فرانكشتاين
ماري شيلي (1797-1851) قدمت في “فرانكشتاين” قصة خيالية علمية، تدور حول عالم يجمع أجزاء من الجثث ليخلق كائنًا جديدًا، لكنه يتحول إلى مخلوق مشوه.
تسعى الشخصية إلى السيطرة على ما أنشأه لكنها تفشل، ويتوجه الكائن نحو العالم الخارجي بحثًا عن هويته.
تقول الكاتبة في مقدمة روايتها: “يمكن للخيال أن يُجدد الحياة للعناصر التي بلا شكل، لكنه لا يستطيع خلق العناصر بحد ذاتها، فالخيال هو القدرة على اكتشاف الجوهر لدى الشيء ثم تكوين الأفكار التي يمكن أن ترتبط به”.
أروع رواية قرأتها في الأدب الإفريقي
برز الأدب الإفريقي بصورة واضحة في عالم الرواية، حيث شهرت العديد من الأعمال الأدبية، ومنها:
رواية أشياء تتداعى
كتب الأديب تشينوا أتشيبي (1930-2013) رواية “أشياء تتداعى” التي تدور أحداثها في قرية تسمى الأشياء تتداعى، غرب مدينة أونيتشا.
تسلط الرواية الضوء على عادات المجتمع قبل قدوم الحملات التبشيرية، وتصور الثقافة الخاصة لشعب إغبو، حيث يقول الكاتب عن بطل الرواية:
“أحرز أوكونكوو شهرة عظيمة في جميع أرجاء القرى التسع وما وراءها، قائمًا على إنجازات شخصية بارزة عندما كان شابًا في الثامنة عشرة”.
رواية الخبز الحافي
تتناول رواية “الخبز الحافي” للكاتب محمد شكري (1935-2005) قضايا اجتماعية متعددة تعكس ظروف حياته الشخصية وتعتبر سيرة ذاتية له.
يستعرض الكاتب سلطوية الأب الظالم وتأثيرها السلبي على الحياة الأسرية، والأم التي تلجأ إلى المُشعوذين، ودوامة المعاناة التي تتلقاها الأسرة.
ويقول في روايته: “صباح الخير أيها النهاريون، صباح الخير يا طنجة المنغرسة في زمن غير ثابت، ها أنا أعود لأجوس كالسائر نائمًا عبر الأزقة والذكريات والأحداث الماضية”.
أروع رواية قرأتها في الأدب الصيني
لم يتخلف الأدب الصيني عن الارتقاء بالأدب العالمي، وله مجموعة من الروايات المتميزة، منها:
رواية بجعات برية
تأليف الكاتبة يونغ تشانغ، ولدت عام 1952، وتروي قصة حياة ثلاث نساء كُن ضحايا الحروب، حيث تم إهداء الجدة لأحد أمراء الحرب في عام 1909.
كما تُظهر الرواية مقاومة الأم للظروف السياسية، والحفيدة التي تُنفى لاحقًا إلى الجبال.
تصف المدينة بعبارات جميلة: “كان أبرز معالم المدينة برج جرس عالٍ مزخرف بالحجر الرمادي، تم تشييده في الأصل في القرن السادس مع دخول البوذية”.