أقصر سورة في القرآن الكريم
تُعتبر سورة الكوثر الأقصر في القرآن الكريم، حيث أُنزلت على النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- عن طريق الوحي بواسطة جبريل -عليه السلام- في مكة المكرمة. يُشار إلى أن عدد آياتها ثلاث دون أي خلاف، ويبلغ عدد كلماتها عشرة، في حين أن عدد حروفها يصل إلى اثنين وأربعين حرفاً.
تحتل سورة الكوثر المرتبة 108 بين سور القرآن الكريم، التي تصل إلى 114 سورة، وتقع بين سورة الماعون وسورة الكافرون. كما أنها تُعتبر السورة رقم 15 من حيث النزول، وفقاً للذين يرون أنها مكية.
هل سورة الكوثر مكية أم مدنية؟
هناك جدل حول ما إذا كانت سورة الكوثر مكية أو مدنية. يراها الجمهور مكية لأنها نزلت في مكة المكرمة، في حين يراها بعض العلماء مثل الحسن وعكرمة ومجاهد وقتادة مدنية. وتعتبر سورة الكوثر من السور المحكمات، حيث لا يوجد فيها ناسخ أو منسوخ، بل هي محكمة بالكامل. وقد نُزلت سورة الكوثر لتقديم العزاء للنبي الكريم.
سبب تسميتها بسورة الكوثر
سُميت سورة الكوثر نسبة إلى نهر الكوثر، الذي أكرم الله -تعالى- به نبي الله محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-. يتميز هذا النهر، الذي يُعَد أحد أنهار الجنة، بأنه لا يُظمئ من يشرب منه في الآخرة. قال عبد الله بن عمر: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “الكَوْثَرُ نهرٌ في الجنةِ حافَتَاهُ من ذهبٍ ومَجْرَاهُ على الدُّرِّ والياقوتِ تُرْبَتُهُ أَطْيَبُ من المِسْكِ وماؤُهُ أَحْلَى من العَسَلِ وأَبْيَضُ من الثَّلْجِ”.
تشير الآيات إلى أهمية الصلاة، التي تُعد حلاوة الإيمان، والنحر الذي يُعتبر تقرباً إلى الله -سبحانه وتعالى-. وتختتم الآيات ببشرى للنبي محمد -صلى الله عليه وسلم- بأن أعداءه سيُخزى ذكرهم وسيكونون هم الأبتر.
تأتي سورة الكوثر مخاطبةً للنبي محمد -عليه السلام-، ويحتوي القرآن الكريم على العديد من الدروس والعبر التي أرسلها الله -عز وجل- للمسلمين للاقتداء بها. إذ تعتبر سورة الكوثر جزءاً من هذه التعاليم المهمة. النص القرآني للسورة يتكون من ثلاث آيات، وهي قوله -تعالى-: “إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ* فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ* إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ”.
فضل سورة الكوثر
هناك روايات تشير إلى فضل سورة الكوثر، حيث يُقال إنه من قرأها سقي من كل نهر في الجنة. لكن يجب التنبيه إلى أن هذا الفضل ورد في بعض كتب الحديث بشكل موضعي، لذلك يُحظر الكذب على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، سواء كان ذلك في فضل أو غيره. مع ذلك، تظل سورة الكوثر تحمل فضلاً خاصاً كغيرها من سور القرآن، الذي يُعتبر عظيماً وأجراً كبيراً.
الهدف من سورة الكوثر
نُزِلت سورة الكوثر لمواساة النبي -صلى الله عليه وسلم- بعد ما تعرض له من استضعاف وشماتة من قريش، عقب وفاة أبناءه. جاء الرد من الله -سبحانه وتعالى- في الآية الثالثة من السورة: “إن شانئك هو الأبتر”، حيث يُشير ذلك إلى أن موت أبناء الرسول لن يُضعف ذكره بين الناس، بل العكس سيحدث مع أعدائه الذين سينقطع ذكراهم. والله -سبحانه وتعالى- أعلم بذلك.