أقوال الإمام علي عن مالك الأشتر
مالك الأشتر النخعي هو أحد الصحابة الأجلاء -رضي الله عنهم-، وُلِد في اليمن وانتقل للعيش في المدينة المنورة. عُرف بكونه حواري الإمام علي بن أبي طالب -كرم الله وجهه-، وتميّز بالكرم والشجاعة والفصاحة، بالإضافة إلى صفاته القيادية. كان يجمع بين اللين والشدة وفقًا لمتطلبات الموقف. قام الإمام علي -عليه السلام- بتعليمه وتدريبه ليكون من قادة جيشه، وشارك في العديد من المعارك برفقته.
نال الأشتر مكانة رفيعة لدى الإمام علي وبين الصحابة، وفيما يلي بعض أقوال الإمام علي في حق مالك الأشتر:
كلمات علي في مالك الأشتر في رسالته لأهل مصر
عندما بعث الإمام علي بن أبي طالب -كرم الله وجهه- مالك الأشتر -رضي الله عنه- إلى مصر لتولي ولاية ذلك الإقليم، قال في رسالته إلى أهل مصر: “أما بعد، فقد بعثت إليكم عبدًا من عباد الله، لا ينام في ساعات الخوف، ولا يتراجع عن الأعداء في أوقات الرعب، أشد على الفجار من لهيب النار، وهو مالك بن الحارث، فاسمعوا له.
وأطيعوا أوامره فيما يتماشى مع الحق، فهو سيف من سيوف الله لا يلين عوده ولا ينحرف عن الهدف، فإن أمركم ينفروا فانفروا، وإن أمركم أن تقيموا فأقيموا، فهو لا يتقدم أو يتأخر إلا بأمر مني، لقد آثرتكم به على نفسي لنصيحته لكم، وقوة بأسه على عدوكم”.
تصريحات علي بشأن مالك الأشتر عند وفاته
عند تلقيه خبر استشهاد مالك الأشتر مسمومًا أثناء توجهه إلى مصر، قال الإمام علي -عليه السلام-: “رحم الله مالكًا، فقد كان لي كما كنت لرسول الله”. وأضاف أيضًا: “لله در مالك! وما أعظم مالك! والله، لو كان جبلًا لكان منيعًا، ولو كان حجرًا لكان قويًا، لا يرتقيه الحافر، ولا يُفيق عليه الطائر”.
أقوال علي بعد فترة من وفاة مالك
استمر الإمام علي بن أبي طالب في الترحم على رفيقه مالك الأشتر حتى بعد مرور فترة على وفاته، حيث قال: “إن الرجل الذي وليته أمر مصر كان نصيرًا لنا، وشديدًا على أعدائنا. فرحم الله مالكًا، فقد أكمل أيامه ولقى حتفه بكرامة، نحن عنه راضون، وجزاه الله رضوانه، ووفّر له الأجر، حيث إن رضا المعصوم من رضا الله تعالى”.
قال أيضًا: “لله در مالك، فهو في منزلة رفيعة، ولو كان من الحديد لكان قيدًا، ولو كان من الحجر لكان صلدًا، على مثل مالك فلتبكِ البواكي”.
كان فراق مالك الأشتر مؤلمًا للإمام علي، حيث قال داعيًا له بالرحمة: “إنّي أحتسبه عندك، فإنّ وفاته من مصائب الزمن. رحم الله مالكًا، فقد وفّى بعهده وقضى نحبه، ولقاء ربّه، مع أنّا قد وطّنا أنفسنا على الصبر في مواجهة كل مصيبة بعد فراقنا رسول الله -صلى الله عليه وآله-، فإنّها أعظم المصائب”.