أقوال السلف حول الانعزال عن الناس

أقوال السلف حول اعتزال الناس

أظهرت كلمات السلف الصالح أهمية الاعتزال عن الناس، ومن أبرز ما قيل في هذا السياق:

  • قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (احرصوا على نصيبكم من العزلة).
  • قال سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه: (كنت أحب أن يكون بيني وبين الناس باب حديد، حتى لا أكلم أحداً ولا يكلموني حتى ألتقي بالله سبحانه وتعالى).
  • قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: (كونوا ينابيع للعلم ومصابيح للليل، تجدوا قلوباً مجددة، وثياباً نظيفة، تعرفون في أهل السماء، وتخفون على أهل الأرض).
  • قال أبو الدرداء رضي الله عنه: (إن بيت المسلم هو صومعته، ليتجنب لسانه وفرجه وبصره، وابتعدوا عن مجالس الأسواق، فإنها تشغلكم وتلهيكم).
  • قال أبو داود الطائي: (اهرب من الناس كما تهرب من الأسد).
  • قال أبو المهلهل: (أخذني سفيان الثوري إلى المقابر، وانعزلنا هناك، فبكى ثم قال: يا أبا مهلهل، إن استطعت أن لا تخالط أحداً في زمنك، فافعل).
  • قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: (كل يوم وليلة تمرّ بك معافى بنفسك وأهلك ومالك هي كرامة من الله، ونعمة قد لا تكون مدركًا لقيمتها حتى تفقد أيًا منها).
  • قال عثمان بن أبي العاص رضي الله عنه: (أفضل لي أن أبني في أعلى منزلي هذا غرفة، ولا أخرج منها حتى أُخرج إلى قبري).
  • قال وهيب بن الورد: (لقد اختلَطت بالناس خمسين عامًا، فما وجدت من يغفر لي ذنبًا أو يواصلني حين أفارقهم، أو يستر عورتي، أو يثبتني عند غضبه، فالانشغال بهؤلاء يعد حمقًا كبيرًا).
  • قال وهيب بن الورد: (الحكمة عشر أجزاء، تسعة منها في الصمت، والعاشرة في اعتزال الناس. حاولت السيطرة على نفسي والصمت، لكن لم أستطع، لذا رأيت أن اعتزال الناس هو الخيار الأفضل).
  • قال أويس القرني: (لم أعتقد يومًا أن أحدًا يمكنه معرفة ربه ويجد الأنس في غيره).

منافع العزلة

تتعدد فوائد اعتزال الناس إذا أحسن الفرد استغلالها، ومنها:

  • التفرغ للعبادة: إذ يمكن للعبد تكريس وقته لعبادة الله سبحانه وتعالى من خلال قراءة القرآن، الذكر، المناجاة والدعاء، مما يجعل العزلة وسيلة فعالة لتحقيق ذلك.
  • الابتعاد عن المعاصي: إن الاعتزال يساعد الشخص في الابتعاد عن العصيان، خصوصاً وأن الاختلاط مع الآخرين قد ينجم عنه عدة معاصٍ، مثل:
    • الغيبة: حيث إن التحدث عن أعراض الآخرين ونشر أخبارهم يعتبر إثمًا، وإذا رافق المستمع الجالسين في ذلك يكون آثماً كذلك.
    • الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: حيث يتعين على من يخالط الناس توجيه النصح والابتعاد عن المنكر.
    • الرياء: يجب على العبد أن يُخلص أعماله لله سبحانه وتعالى وليس للحصول على المدح أو التقدير.
    • التأثر بأخلاق الآخرين: فإن الإنسان يتأثر بمن يختلط بهم، فإذا كانت أخلاقهم سيئة، فقد تترك تأثيرًا عليه.

تقييم العزلة مقابل الاختلاط

اختلف علماء الدين في أيهما أفضل: العزلة أم الاختلاط. فقد فضل بعضهم الاختلاط بشرط أن يحمي المرء نفسه من الفتن والمعاصي، بينما رأى البعض الآخر أن الانعزال هو الأفضل، خصوصًا في أوقات الفتن، أو عندما تكون المخالطة مع أشخاص لا يدفعون الشر.