في سياق الحديث عن القضية الفلسطينية، نسلط الضوء اليوم على أقوال وحكم هامة تتعلق بالشخصيتين البارزتين، تيودور هرتزل والسلطان عبد الحميد الثاني. حيث تفاعل هذان الشخصتان مع مجريات الأحداث ولم يقتصر حوارهما على بلورة الأفكار بل تعداها إلى مجريات السياسة في ذلك الوقت.
أظهرت الدراسات حول ما قيل من أقوال وحكم حول تيودور هرتزل والسلطان عبد الحميد أن السلطان عبد الحميد الثاني كان من أبرز المعارضين لفكرة هرتزل المتعلقة بفلسطين وهجرة اليهود إليها. سنستعرض في هذا المقال المزيد من التفاصيل حول هذا الموضوع الشيق.
نبذة عن السلطان عبد الحميد الثاني:
وُلِد السلطان عبد الحميد الثاني عام 1842م، وكان أحد السلاطين العثمانيين الذين تولوا حكم الدولة العثمانية (تركيا الحالية) بدءًا من عام 1876م بعد شقيقه مراد الخامس. درس العديد من اللغات بما في ذلك العربية والفرنسية والفارسية، ما أكسبه ثقافة متنوعة، وجعل له مقولات معروفة حول هرتزل وقضية فلسطين.
تعارف على تيودور هرتزل:
تيودور هرتزل هو صحفي يهودي من أصل نمساوي وُلِد عام 1860م، ويُعتبر من مؤسسي الحركة الصهيونية السياسية الحديثة. التقى بعدد من الشخصيات البارزة لترويج أفكاره، بما في ذلك السلطان عبد الحميد الثاني، الذي رفض أفكاره رفضًا قاطعًا.
أقوال وحكم تتعلق بهرتزل والسلطان عبد الحميد:
- يجب علينا تعزيز روابطنا مع جميع المسلمين حول العالم، إذ لا أمل في المستقبل دون هذه الوحدة.
- الإسلام والمسيحية هما نظامان مختلفان لا يمكن دمجهما في حضارة واحدة.
- أوصي الدكتور هرتزل بأن يتجنب اتخاذ خطوات جادة في هذا الشأن، حيث لا أستطيع التخلي عن أي شبر من أرض فلسطين، فهي ليست ملكًا لي، إنما هي ملك للأمة الإسلامية. لقد ضحى شعبي من أجل هذه الأرض، فليحتفظ اليهود بثرواتهم، وإذا حدث وانقسمت دولتي يومًا ما، حينها يمكنهم انتزاع فلسطين بلا ثمن، لكن في حياتي، لا أقبل أن أرى فلسطين تُفصل عن الدولة العثمانية.
- سيأتي اليوم الذي سوف يتوحد فيه المؤمنون ويقومون بأفعال عظيمة، وسيهزمون أعداءهم.
- لم أتعرض للخشية يومًا من الرجال المتعلمين، بل أبتعد عن الحمقى الذين يرون أنفسهم علماء بعد قراءة بعض الكتب.
من أشهر أقوال السلطان عبد الحميد الثاني:
- يجب علينا تقوية روابطنا مع المسلمين في كل مكان، فلا مستقبل لنا دون تلك الوحدة.
- الوطن الذي يُستَعاد بالسيف لا يمكن بيعه بالمال.
- من يريد حقه، عليه أن يحصل عليه، ومن يخالف ذلك يجب أن يُعاقب.
- ما يتكرر هو الأخطاء وليس التاريخ.
- اعتبروني عدوًا للأدب، لكنني لست عدوًا للأدب، بل لمن يفتقرون له.
رسالة السلطان عبد الحميد الثاني إلى هرتزل:
- ترغب جماعتنا في تقديم قرض تدريجي بقيمة عشرين مليون جنيه إسترليني يستند إلى الضرائب التي يدفعها اليهود المستعمرون في فلسطين، والتي تبلغ مائة ألف جنيه إسترليني في السنة الأولى.
- وسنصل بها إلى مليون جنيه إسترليني سنويًا، يترافق مع الهجرة التدريجية لليهود إلى فلسطين، وسيتم تحديد تفاصيل العمل في الاجتماعات المباشرة في القسطنطينية. في المقابل، يبادر جلالته بتقديم الامتيازات التالية:
- الهجرة اليهودية إلى فلسطين، والتي نرغب في أن تكون غير محدودة، بحيث تشجعها الحكومة العثمانية بكل الوسائل الممكنة. ويُعطى المهاجرون اليهود الاستقلال الذاتي وفق القوانين الدولية، في شؤون الحكم وفي إدارة العدالة في الأراضي التي تُخصص لهم.
- سيحدد خلال المفاوضات في القسطنطينية الشكل الدقيق لكيفية ممارسة السلطات لحماية اليهود في فلسطين.
- يمكن أن يكون الاتفاق على النحو التالي: يدعو جلالته اليهود للعودة إلى أراضي آبائهم، وستكون لهذه الدعوة قوة قانونية تُبلغ بها الدول المعنية مسبقًا.
- والأهم من ذلك، أن السلطان عبد الحميد الثاني قد رفض جميع مطالب هرتزل.