أقوال وحكم عمر بن عبد العزيز

أقوال عمر بن عبد العزيز

عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم الأموي هو أحد الخلفاء الأمويين البارزين، وُلِد في المدينة المنورة. عُرف بعدله وزهده، وكان له شغف كبير بالعلم، مما جعله يترك مجموعة من الأقوال التي تظل مرجعًا للأجيال. في هذا المقال، نسلط الضوء على أبرز ما قاله في مجالات مختلفة.

أقواله عن الموت والاستعداد للآخرة

تحمل أقوال عمر بن عبد العزيز -رحمه الله- دروسًا عميقة تتعلق بالموت والاستعداد للآخرة، ومن أبرزها:

  • قال -رحمه الله- حول أهل القبور: إذا مررت بهم فناديهم، وادعهم إذا كنت داعيًا، وانظر إلى تقارب منازلهم.
  • اسأل أغنياءهم: ماذا بقي من غناهم؟ واسأل فقراءهم: ماذا بقي من فقرهم؟ وناقشوا عن الألسن التي كانوا يتحدثون بها، والأعين التي كانوا يظنون أنها تنظر إلى الذات الجميلة، وعن الجلود الرقيقة، والأوجه الحسنة، والأجساد الناعمة ماذا فعلت بها الديدان تحت الأكفان.
  • أين حجارتهم وقبابهم؟ وأين خدمهم وعبيدهم؟ أليسوا الآن في منازل الخلوات؟ أليس الليل والنهار متساويين لديهم؟ أليسوا في ظلام دامس؟
  • قد حيل بينهم وبين العمل وفارقوا الأحبة، وكم من ناعم وناعمة انتهت بهم الحال بأجساد بالية ووجوه متهالكة.
  • يا ساكن القبر! في يوم ما، ماذا أغرك من الدنيا؟ أين منزلك الواسع؟ ومتى كان لك الضياع العديدة والفواكه النضرة؟
  • إذا شعرت بذكر الموت في ليلك أو نهارك، فإن ذلك سيجعل كل ما هو فاني يبدو مكروهًا، ويحبب إليك كل ما هو باقي.
  • أيها الناس، إنكم لم تُخلقوا عبثًا، ولن تتركوا سدى، فهناك معاد تُحكم فيه المحكمة الإلهية، ليخسر من حرم من رحمة الله.
  • اعلموا أن الأمان في الغد هو لمن يخاف اليوم، ويبادِل الفاني بالباقي من الحسنة.

أقواله عن الخوف من الله

من الأقوال التي أدلى بها عمر بن عبد العزيز -رحمه الله- عن الخوف من الله -عز وجل-:

  • قيل لعمر: ما كان سبب إنابتك؟ قال: أردت أن أضرب غلامي، فقال لي: تذكّر ليلة يأتي يوم القيامة.
  • قال عمر: إذا أجريت على طعامي أمينًا أو حارسًا عند صلاتي، فإن كنت تخشى يوماً غير يوم القيامة، فلا تؤمني خوفي.
  • من خاف الله جعل الله كل شيء يخاف منه، ومن لم يخف الله خاف من كل شيء.

أقواله عن التقوى والتقرب إلى الله

وإليك بعض من أقواله -رحمه الله- بشأن التقوى والتقرب إلى الله:

  • ليس تقوى الله بالصيام في النهار أو القيام في الليل، بل هي ترك ما حرّم الله وأداء ما افترضه، فأي خير جاء بعد ذلك فهو خير إلى خير.
  • قال له رجل: أوصني، فأوصاه بتقوى الله، فقال: إيثارها سيخفف عنك المؤونة، وسيتجلى لك المعونة من الله.
  • من تعبّد بدون علم، كان الفساد في عبادته أكثر مما كان الإصلاح، ومن اعتبر كلامه من عمله، قليلاً ما يتحدث إلا فيما يفيد.
  • أحذروا من تشتيت الانتباه عند حضور الصلاة، فلمن أضاع صلاةً، ستكون إضاعته للشعائر الأخرى أكثر.

بكاؤه وكلماته عند توليه أمر الأمة

تروي زوجته فاطمة أنه دخل عليه يوماً بينما هو جالس في مصلاه، يمسك بيده خدّه ودموعه تنهار. فقالت له: ما بك؟ أجاب: يا فاطمة، إنني قد توليت أمر هذه الأمة، وتأملت في حال الفقير الجائع، والمريض المهمل، واليتيم المكسور، والمظلوم المقهور.

وتابع قائلاً: خشيت أن يُسألني ربي عن هؤلاء يوم القيامة، وأن يكون محمد -صلى الله عليه وسلم- خصمي، فخفت ألّا تكون لي حجة عنده، فأسعدت نفسي بالبكاء.

نصائحه للولاة وأصحاب المناصب

كان عمر بن عبد العزيز -رحمه الله- يقدم نصائح قيمة للولاة وأصحاب المناصب، ومن بينها:

  • لا يجب أن يكون الرجل قاضيًا حتى تتوفر فيه خمس خصال: العلم قبل العمل، الاستشارة لأهل العلم، اعتداله في الحكم، إنصاف الخصوم، وقوة تحمله للأئمة.
  • أي عامل من عمالي ينحرف عن الحق ولا يعمل بالكتاب والسنة فلا طاعة له عليكم.
  • كتب بعض الولاة إلى عمر يستأذنه في مرمَّة مدينته، فأجاب عمر بأن يُبنيها بالعدل، وتنقّى طرقها من الظلم.

أقواله عن الرحمة بالخلق

وكذلك، من أقواله -رحمه الله- في الرحمة:

  • إذا زرت المرضى، فلا تنع إليهم الموتى.
  • انثروا القمح على رؤوس الجبال؛ كي لا يُقال جاع طير في بلاد المسلمين.
  • من أراد أن يصحبنا، فلْيصاحبنا بخمس: يُوصل لنا حاجات من لا تصل إليهم حاجاتهم، ويُنير لنا سبيل العدل، ويكون عوناً لنا على الحق، ويؤدي الأمانة إلينا وإلى الناس، ولا يغتاب أحدًا عندنا.

أقوال أخرى متنوعة

إليك مجموعة من الأقوال المتنوعة لعمر بن عبد العزيز -رحمه الله-:

  • قد أفلح من عُصم من الهوى والغضب والطمع.
  • القلوب أوعية الأسرار، والأفواه أقفالها، والألسن مفاتيحها، فلتحرص كل نفس على مفتاح سرّها.
  • لا تقطع صلة قريبٍ حتى وإن كان كافرًا، ولا تأمن عدوًا حتى وإن شكر.
  • لو كان الناس يتركون ما يزعجهم، لما قامت دين أو دنيا.
  • ما قرن شيء بشيء أفضل من حلم إلى علم، وعفو إلى قدرة.
  • لا ينفع القلب إلا ما خرج من القلب.
  • ما أنعم الله على عبد نعمة ثمّ انتزعها منه، فعوّضه الصبر، إلا كانت ما عوّضه خيراً مما انتزع منه.
  • أفضل الأعمال هي ما أُكرهت إليه النفوس.
  • لا تودن عاقًا، كيف يودّك وقد عاق أباه.
  • ما وجدت شيئًا ألذ من حق وافق الهوى.
  • قيدوا نعم الله بشكر الله.
  • إن الليل والنهار يعملان فيك، فاعمل فيهما.
  • إن نفسي تواقة، لم تُعطَ من الدنيا شيئًا، إلا وطلبت ما هو أفضل منه.
  • دخل جرير بن عثمان مع والده على عمر بن عبد العزيز، فسأله عن حال ابنه، ثم قال: علمه الفقه الأكبر، قال: وما هو الفقه الأكبر؟ قال: القناعة وكف الأذى.