فضل العمل في الإسلام
تُولي الشريعة الإسلامية أهمية كبيرة للعمل والسعي في الأرض لإعمارها، حيث يُعتبر هذا الأمر أساسياً لضمان استمرار الحياة وتسهيلها للمسلمين. وقد وردت العديد من الأحاديث عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تؤكد على قيمة العمل وفضله، وفيما يلي بعض هذه الأحاديث:
- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إن قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة، فإن استطاع أن لا تقوم حتى يغرِسها فليغرِسها). وبهذا الحديث يُشير النبي إلى أهمية العمل حتى اللحظة الاخيرة من الحياة، مما يعكس استحباب الجهد في كل ما ينفع، وليس في الزراعة وحسب.
- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كل خير احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز). يُظهر هذا الحديث قيمة المؤمن القوي الذي يمتلك الإيمان الكامل والقوة الجسدية والروحية، فالسعي والعمل مُفضلان على الاتكال والكسل، مما يُظهر أن المؤمن الفاعل أفضل من غيره.
- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (لأَنْ يَأْخُذ أحدُكم حَبْلَهُ، فَيَأْتِيَ بحَزْمَةِ الحَطَبِ على ظَهْرِهِ، فَيَبِيعَهَا، فَيَكُفَّ اللهُ بهَا وَجْهَهُ خَيْرٌ له مِن أَنْ يَسْأَلَ النَّاسَ أَعْطَوْهُ أَوْ مَنَعُوهُ). يتجلى في هذا الحديث أهمية العمل مهما كان بسيطاً، فالعمل في جمع الحطب وبيعه أفضل من سؤال الناس.
- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (وأعدُّوا لهم ما استطعتم من قوة، ألا إن القوة الرمي). في هذا الحديث دلالة على ضرورة الإعداد والعمل في مجالات متعددة، حيث يُشدد على أهمية التحضير للجهاد والجهود الشخصية.
فضل عمل الرجل بيده
تحث تعاليم الإسلام على أهمية اعتماد المسلم على نفسه من خلال العمل. إليكم بعض الأحاديث التي تؤكد على ذلك:
- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (أطيب الكسب عمل الرجل بيده، وكل بيع مبرور). يُظهر هذا الحديث أن الكسب الناتج عن العمل الشخصي هو الأفضل ولا يُعتبر الفرد عالة على الآخرين.
- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (ما أكل أحدٌ طعامًا قط، خيرًا من أن يأكل من عمل يده، وإن نبي الله داود عليه السلام كان يأكل من عمل يده). يُشيد النبي بمن يسعى لكسب رزقه من عرق جبينه، مُشيرًا إلى نبي الله داود كمثال يُحتذى به في العمل الجاد.
حديث عن إتقان العمل
تهدف التعاليم الإسلامية إلى مصلحة الفرد والمجتمع، ولذلك يُشجع الإسلام على العمل بجد وإتقان. فعلاوة على أهمية العمل، يُحث الأفراد على إتقان ما يقومون به.
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إذا عمل أحدكم عملًا فلْيتقِنْه، فإنَّه مما يُسَلِّي نفسَ المصابِ). رغم أن الحديث ضعيف، إلا أن العبرة تُؤخذ من مضمونه الذي يتماشى مع تعاليم الشريعة الإسلامية. حيث يُظهر أهمية إتقان العمل، مما يسهم في بناء مجتمع تسوده النزاهة والعدالة.
وقد رواه بعض الصحابة عندما كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يُجهز قبر ابنه إبراهيم عند وفاته، حيث لاحظ عيباً في أحد قطع اللبنات، مما يُظهر أهمية اتقان الفرد للعمل ليكون عوناً له في مصابه.