الجزائر: أكبر الدول العربية من حيث المساحة
تُعتبر الجزائر أكبر دولة عربية من حيث المساحة الجغرافية حيث تبلغ مساحتها حوالي 2,381,741 كيلومتر مربع. تقع الجزائر في شمال قارة إفريقيا، بالقرب من السواحل البحرية للبحر الأبيض المتوسط. يرتبط التاريخ والتراث والثقافة الجزائرية ارتباطًا وثيقًا بالدول الأخرى في المغرب العربي، ويتميز المجتمع الجزائري بمزيج ثقافي يجمع بين العناصر العربية والأمازيغية. ويُقدّر عدد سكان الجزائر بحوالي 40,854,000 نسمة.
الجغرافيا
تتميز الجزائر بتنوع تضاريسها الجغرافية، والتي يمكن تقسيمها إلى عدة نطاقات رئيسية، أهمها:
- النطاق الأطلسي: يتم تقسيمه إلى قسمين رئيسيين:
- الأطلس التلي: هذا النطاق يضم مجموعة من الجبال المعظمها مصنوعة من الصخور الكلسية، ويمتد من الغرب إلى الشرق حتى الساحل البحري، ويحتوي على العديد من الأودية الصغيرة والسهول. من أبرز هذه السهول سهل وهران، وأهم جبال الأطلس التلي هي جبال تلمسان الواقعة على الحدود بين الجزائر والمغرب.
- الأطلس الصحراوي: يفصل هذا النطاق بين المنطقة الصحراوية في جنوبي الجزائر والمنطقة الشمالية، ويمتد من الحدود المغربية إلى الحدود التونسية. توجد به مجموعة من الجبال مثل جبال القصور والأوراس، بالإضافة إلى بعض الأودية مثل وادي بوسعادة.
- هضبة النّجود: تُعتبر هضبة مرتفعة بارتفاع يزيد عن 400 متر، وتنتشر على سطحها الصخور الصلبة والطبقات الكلسية، بينما يغطيها بشكل عام طبقة من التربة الرملية. تمتد هذه الهضبة على مساحة تبلغ حوالي 700 كم²، حيث تتجمع مياه الأمطار في فصل الشتاء مكونة سيولاً مائية طينية.
- النطاق الصحراوي: يتكون من أربع مناطق هي:
- الحمادة: عبارة عن مجموعة من الهضاب المكونة من صفائح صخرية رملية أو كلسية.
- الرقّ: يمثل أحواض تحتوي على مجموعات من الحصى والحجارة التي تكونت نتيجة السيول المائية.
- العِرق: تتشكل من كثبان من الرمال الناتجة عن الرياح، وتعتبر أغلبها من الرمال المتحركة، مثل العِرق الشرقية التي تمتد من جنوب سفوح جبال الأوراس إلى هضبة تادمايت.
- الجبال: تُعرف بجبال الهوقار، وتتكون من كتل مرتفعة ذات شكل مخروطي، تشكل الجزء الجنوبي الشرقي من الصحراء الجزائرية، حيث تنتشر فيها صخور نارية ناتجة عن النشاط البركاني في الماضي، ويصل ارتفاع هذه الجبال إلى 2918 مترًا.
المناخ
تساهم المساحة الجغرافية الكبيرة في الجزائر في تنوع الأقاليم المناخية، والتي تُقسم إلى ثلاثة أنواع رئيسية:
- مناخ البحر المتوسط: يسود هذا المناخ في منطقة جبال الأطلس (التلي) بالتحديد في سفوحها الشمالية القريبة من البحر، حيث تؤثر عليها الرياح الشمالية الغربية. يُعتبر هذا المناخ معتدل الحرارة، وتُسجل مدينة الجزائر (العاصمة) هطول أمطار سنوي بمعدل 700 مم، تتساقط عادةً في فصل الشتاء نتيجة المنخفضات الجوية. وتنتشر الغابات في المناطق التابعة لهذا المناخ، حيث تضم أشجار الأرز والزيتون والسنديان والصنوبر.
- المناخ القاري: يسود هذا المناخ في سفوح جبال الأطلس (التلي) الجنوبية، بالقرب من منطقتي الصحراء وهضبة النّجود، اللتين تفتقران إلى العلاقة المباشرة مع البحر. يُعتبر المناخ شبه الجاف، وتكون درجات الحرارة فيه متباينة مع هطول قليل للأمطار، حيث تنمو فيها بعض الأشجار مثل العرعر.
- المناخ الصحراوي: يسود في المناطق الجنوبية من نطاق جبال الأطلس (الصحراوي)، ويُعتبر مناخًا جافًا حيث يقل معدل هطول الأمطار عن 200 مم، مما يؤدي إلى تبخر المياه بسرعة. ينتشر هذا المناخ بشكل كبير في مدينة غرداية، ويُعدُّ انتشار النباتات فيه محدودًا، إذ تكثر فيه النباتات الشوكية.
التاريخ
تعود أصول تاريخ الجزائر إلى عصور ما قبل التاريخ؛ فقد أشارت الدراسات إلى أن وجود الإنسان الأول في الجزائر يعود إلى حوالي 1500 قبل الميلاد، حيث كان يعرف السكان الأصليون باسم “البربر”. وقد اشتهروا بحضارتهم التي امتدت حتى حدود ليبيا، حيث أسسوا مجتمعًا معتمدًا على نشر الكتابة والقراءة والممارسة الزراعية والفنون.
تأسست الدولة الجزائرية الأولى خلال عهد المملكة النوميدية في عام 203 قبل الميلاد، وكانت دولة ذات علاقات سياسية واقتصادية متطورة، مما ساهم في نهضة اقتصادية للجزائر نتيجة العلاقات التجارية الخارجية. ومع سقوط قرطاجة، احتل الرومان الجزائر لمدة خمسة قرون، مما أدى لانحسار الحضارة في القرن الخامس الميلادي.
في القرن السابع الميلادي، دخل الفتح الإسلامي الجزائر، مما أعاد الحركة التطورية للمجتمع الجزائري، حيث ساهم الشعب في نشر الإسلام في شمال إفريقيا، وازدهرت الثقافة العربية الإسلامية في جميع أنحاء الجزائر، مما مكن الجزائر من تمييز نفسها في مجالات علمية وأدبية عديدة. وفي القرن السادس عشر، أصبحت الجزائر تابعة للدولة العثمانية، مما جعلها تمتلك أول قوة بحرية في السواحل البحر المتوسط، ودعم أنشطة التبادل التجاري.
في عام 1830م، شهدت الجزائر الاحتلال الفرنسي، مما أطلق العديد من الثورات المطالبة بإنهاء الاحتلال، حيث تجاوز عدد هذه الثورات 150 ثورة. ومع استمرارية المطالب الشعبية بالتحرر من الاحتلال الفرنسي، وفي عام 1954م، تم الإعلان عن انطلاق المقاومة المسلحة ضد القوات الفرنسية بمشاركة كافة فئات الشعب الجزائر، والتي أدت في النهاية إلى حصول الجزائر على استقلالها عام 1962م.
الاقتصاد
تعتبر صادرات الغاز الطبيعي والنفط من أبرز العناصر الاقتصادية في الجزائر منذ منتصف القرن العشرين، حيث تُمثل نسبة 96٪ من إجمالي الصادرات الدولية و60٪ من الإيرادات و30٪ من الناتج المحلي الإجمالي. كما يُعد قطاع الزراعة جزءًا من الموارد الاقتصادية التي تدعم النفقات المحلية والصادرات الدولية، حيث تتراوح نسبة الإنتاج الزراعي بين 10٪ و11٪ من الناتج المحلي الإجمالي في الجزائر.
فيديو عن أصغر 10 دول في العالم العربي
للاطلاع على أصغر 10 دول في العالم العربي، يمكنكم مشاهدة الفيديو.