الخليج
يُعرّف الخليج بأنه مسطح مائي يتداخل مع اليابسة، حيث تحاط به الأرض من جميع الجهات باستثناء جزء ضيق. وتتنوع الخلجان بشكل كبير من حيث الخصائص الجغرافية مثل الشكل والحجم والعمق. يمكن أن يتصل الخليج بممر مائي ضيق يعرف بالمضيق، أو بمسطح مائي كبير أو مفتوح مثل المحيطات، بحيث لا تكون هناك حدود واضحة له. ويمكن أن تتكون الخلجان من المحيطات أو من أنواع أخرى من المسطحات المائية.
تُقدّم العديد من الخلجان الرئيسية في العالم تسميات خاطئة، إذ يُشار إليها بحاراً. على سبيل المثال، يُعرف بحر مرمرة بأنه يقع بين مضيق الدردنيل والبحر الأسود في تركيا، لكنه يُعتبر في الواقع خليجاً. وينطبق الشيء ذاته على البحر الأحمر الواقع على الساحل الغربي للجزيرة العربية، وبحر العرب في غرب شبه القارة الهندية، وكذلك بحر آزوف بين أوكرانيا وروسيا. وهنالك العديد من الخلجان الكبرى حول العالم وبينها: خليج البنغال، والخليج العربي، وخليج غينيا، وبحر العرب، وخليج كاليفورنيا، وخليج ريغا.
غالباً ما تتكون الخلجان نتيجة الحركة الطبيعية للصفائح التكتونية. فحركة هذه الصفائح التي تشكل القشرة الأرضية قد تؤدي إلى حدوث صدوع أو شقوق تتسع مع مرور الوقت، مما يجعلها تتحول إلى خلجان. كما يمكن أن تتشكل الخلجان عندما تغوص صفيحة تكتونية تحت أخرى، مما ينتج عنه منطقة منخفضة في الصخور الواقعة تحت المحيط، مما يسمح بدخول الماء وغطاء جزء من اليابسة، ويصبح هذا المنخفض خليجاً.
أكبر خليج في العالم
يُعتبر خليج البنغال أكبر خليج مائي على مستوى العالم، حيث تصل مساحته إلى 2,172,000 كم²، بينما يبلغ طوله أكثر من 1,850 كم، وعرضه يزيد عن 1,600 كم. يقع هذا الخليج في دولة البنغال ويحده من الغرب دولتا الهند وسيريلانكا، بينما تحده من الشمال بنغلادش ومن الشرق بورما المسمى بميانمار وتايلند، بالإضافة إلى مجموعة جزر نيكوبار. ويقع في الجهة الشمالية الشرقية من المحيط الهندي، ويشهد هذا الخليج تدفق مياه العديد من الأنهار الآسيوية الكبرى، مثل الغانج، وبراهمابوترا، وإبراودي، والكرشنا، وماهانادي، والكافيري، مما ساهم في تكوين دلتا نهرية غزيرة التربة وكثيفة السكان، كما تتواجد حول خليج البنغال العديد من الموانئ الآسيوية المهمة، مثل: ميناء مدراس، وكولكاتا، وشيتاغونغ، وسيتوي.
خصائص خليج البنغال
رغم حجم خليج البنغال الكبير، إلا أنه يعد مسطحاً مائياً ضحلاً نسبياً، حيث يبلغ عمقه المتوسط 2,600 م فقط، ولا يتجاوز أقصى عمق له 4,694 م تحت مستوى سطح البحر. تسود الرياح الموسمية مناخ خليج البنغال، إذ تتعرض أجواء الخليج في الفترة من نوفمبر إلى أبريل لضغط جوي قادم من اليابسة في قارة آسيا من الشمال، مما يؤدي إلى نشوء رياح شمال شرقية سائدة في فصل الشتاء. وفي فصل الصيف من يونيو إلى سبتمبر، تهب رياح جنوبية غربية محملة بالأمطار، نتيجة لتشكل منطقة ضغط منخفض فوق اليابسة الحارة في آسيا، مما يؤدي إلى تدفق الهواء من المحيط الهندي.
الطقس في خليج البنغال
يشتهر خليج البنغال بتقلبات الطقس وصعوبته، حيث يعاني من هبات الأمطار الموسمية القاسية، وتواجه المنطقة ذات الظروف الجوية القاسية صيفاً وشتاءً. وغالباً ما تتعرض السواحل الشمالية لهذا الخليج لعواصف عنيفة جداً في شهور الربيع والخريف، قد تتحول بعض هذه العواصف إلى أعاصير مدمرة تتسبب في خسائر كبيرة في الممتلكات. والأراضي المنخفضة في جنوب بنغلادش تكون الأكثر عرضة لآثار هذه التقلبات الجوية نظراً لارتفاعها المنخفض وشواطئها القريبة من مياه الخليج، مما يؤدي إلى تكبد خسائر كبيرة.
من بين الأعاصير الشهيرة التي ضربت الخليج في السنوات الأخيرة، نجد إعصار سيدر الذي حدث في منتصف نوفمبر 2007، حيث اجتاح الساحل الجنوبي الغربي لبنجladesh بسرعة رياح تجاوزت 240 كم في الساعة، وقد بلغت قوة العاصفة الدرجة الرابعة. ترافقت معها أمواج بارتفاع يصل إلى خمسة أو ستة أمتار في بعض المناطق على سواحل بنغلادش، مما أسفر عن خسائر فادحة في المدن والمنازل والبنية التحتية، وقدرت قيمتها بــعشرات ملايين الدولارات.
التمييز الاصطلاحي بين الخلجان
يمكن تقسيم الخلجان إلى فئتين أساسيتين في اللغة الإنجليزية، هما:
- الخلجان الصغرى (بالإنجليزية: Bays): هي مسطحات مائية صغيرة جداً، وغالباً ما تتفرع من مسطح أكبر مثل المحيط أو البحر. قد تُعتبر الخلجان الصغيرة جزءاً من خلجان أكبر أو بحيرات، لكن يصعب وجودها في الأنهار إلا في حال حدوث تدخل بشري. تعتبر هذه الخلجان أماكن مثالية لبناء الموانئ، وكثير من المدن الكبرى تُقام على خلجان صغيرة، وأكبر خليج من هذا النوع في العالم هو خليج البنغال، على الرغم من أنه الأكبر مساحةً في العالم، إلا أنه يُصنف من الخلجان الصغرى لأنه جزء من المحيط الهندي.
- الخلجان الكبرى (بالإنجليزية: Gulfs): هي مسطحات مائية أكبر حجماً، وعادةً ما تحتوي على مدخل واحد ضيق على شكل مضيق بحري، وبالتالي، تُحاط تقريباً بالكامل باليابسة. أكبر خليج من هذا النوع هو خليج المكسيك، الذي تتجاوز مساحته الإجمالية 1,554,000 كم²، ويحده ثلاث دول هي المكسيك والولايات المتحدة وكوبا، ويتفرع منه العديد من الخلجان الأصغر والأقل أهمية.