أنواع التلوث الأكثر خطورة
يعتبر التلوث من مظاهر عدم الاستقرار البيئي، ويشير إلى إدخال مواد ضارة إلى المحيط الطبيعي، حيث تُعرف هذه المواد بالملوثات. يمكن أن تكون هذه الملوثات ناتجة عن مصادر طبيعية مثل الرماد البركاني، أو تأتي من أنشطة بشرية مثل النفايات والتصريفات السطحية الناتجة عن المصانع. تؤثر هذه الملوثات بشكل سلبي على جودة الهواء والماء والتربة، وفي هذا المقال، سنستعرض أخطر أنواع التلوث.
تسرب النفط
لقد أصبحت النتائج الضارة الناتجة عن تسرب النفط في البحار والمحيطات واضحة بشكل متزايد، حيث تؤثر الانسكابات النفطية سلباً على الطيور والأسماك والبيئات البحرية الأخرى، وغالبا ما تتطلب النظم البيئية عقودا للشفاء من آثار هذه التلوثات. وفي بعض الحالات، تتناول الحيوانات النفط المسرب، مما يسمح بتسرب الملوثات إلى السلسلة الغذائية، مما يؤثر على مصائد الأسماك والأنشطة الاقتصادية الأخرى في المنطقة. والجدير بالذكر أن الكثير من الناس لا يدركون أن معظم التلوث النفطي يأتي من الأنشطة على اليابسة، حيث وصل تسرب النفط إلى جميع النظم البيئية على كوكب الأرض.
النفايات المشعة
تنتج معظم النفايات المشعة من محطات الطاقة النووية أو من إعادة معالجة الأسلحة النووية، إلا أنها قد تكون أيضا ناتجة عن ممارسات طبية وصناعية، أو عمليات تعدين الفحم والمعادن، أو استخراج النفط. تحمل جميع أنواع النفايات المشعة إمكانية تلوث المياه والهواء، كما يمكن أن يؤدي التعرض للإشعاع إلى أضرار جينية بالغة، بما في ذلك زيادة خطر الإصابة بالسرطان. تستغرق بعض أشكال النفايات المشعة آلاف السنين للتحلل، مما يجعل آثار التلوث دائمة في كثير من الأحيان.
تلوث الهواء في المدن
تشير إحصائيات منظمة الصحة العالمية إلى أن 2.4 مليون شخص يفقدون حياتهم كل عام بسبب تلوث الهواء. تعاني المدن ذات الكثافة السكانية العالية مثل لوس أنجلوس ومومباي والقاهرة وبكين من أسوأ مستويات جودة الهواء. يرتبط تلوث الهواء بشدة بزيادة معدلات الإصابة بالاستسقاء الرئوي، وتعتبر الانبعاثات الناتجة عن المركبات سببا رئيسيا للوفيات المرتبطة بأمراض الرئة. إحدى أسوأ حالات تلوث الهواء في التاريخ الحديث حدثت في لندن عام 1952، حيث أدى الضباب الدخاني إلى وفاة 8000 شخص في فترة زمنية قصيرة.
التسمم بالزئبق
تنتج غالبية مصادر التلوث بالزئبق عن الأنشطة البشرية مثل تشغيل محطات توليد الطاقة باستخدام الفحم، كما يمكن أن يتولد الزئبق من عمليات تعدين الذهب وإنتاج الأسمنت وإنتاج الحديد، بالإضافة إلى التخلص من النفايات. عندما يدخل الزئبق إلى البيئة، يمكن أن يتراكم في التربة والمياه والجو. يتضح تأثير التسمم بالزئبق بشكل خاص في السلسلة الغذائية البحرية، حيث يعتبر استهلاك الأسماك المصدر الرئيسي لالتسمم الزئبقي لدى البشر. تشمل الآثار الصحية للتسمم بالزئبق ضعف الوظيفة الإدراكية، الفشل الكلوي، وفقدان الشعر والأسنان أو الأظافر، إضافة إلى الضعف العضلي.
غازات الاحتباس الحراري
تتمثل أكثر غازات الدفيئة شيوعًا في بخار الماء، وثاني أكسيد الكربون، والميثان، وأكسيد النيتروز، والأوزون. وقد شهدت مستويات ثاني أكسيد الكربون الناتج عن حرق الوقود الأحفوري زيادة ملحوظة منذ بداية الثورة الصناعية. ومع تزايد تركيز غازات الدفيئة في الغلاف الجوي، تعاني البيئة من تغيرات مناخية ملحوظة، تتضمن آثارها الضارة ارتفاع مستوى سطح البحر وفقدان التنوع البيولوجي وذوبان الأنهار الجليدية، مما يهدد إمدادات المياه العذبة على مستوى العالم.