يُعتبر النوم الصحي علامة أساسية على صحة الإنسان، حيث إن الحصول على قسط كافٍ من النوم يُعزز من الصحة العامة، ويُحسن الإدراك والحالة النفسية.
تختلف حاجة الإنسان للنوم باختلاف المراحل العمرية، حيث يحتاج كل فرد لفترة محددة من ساعات النوم لأداء واجباته اليومية بشكل معتاد ودون أي اضطرابات، إذ قد تؤدي قلة النوم إلى مشكلات عديدة.
ما هو النوم؟
يُعد النوم نشاطًا فطريًا يمارسه الإنسان بصورة طبيعية، ولا يُعتبر خيارًا شخصيًا حيث يتحكم فيه الدماغ البشري بشكل ملحوظ. وحتى الآن، لم يتوصل العلماء والباحثون إلى تعريف موحد ودقيق للنوم.
ويمكن اعتباره حالة تتناقض مع مبدأ اليقظة، ولا يمكن تصنيفه كعادة، بل هو من العمليات اللاإرادية التي لا يمكن الاستغناء عنها.
يستغرق النوم تقريبًا ثلث عمر الإنسان، ومن الصعب إجراء أية بحوث على شخص نائم حتى يُستيقظ.
يُعتبر النوم نعمة أُعطيت للإنسان من الله عز وجل، ليمنحه الهدوء والراحة واستعادة الطاقة، كما ذُكر في القرآن الكريم: (وَمِنْ آيَاتِهِ مَنَامُكُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَابْتِغَاؤُكُم مِّن فَضْلِهِ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَسْمَعُونَ).
أفضل طرق النوم الصحي
تُوجد طرق متعارف عليها للنوم، والتي يعتبرها الجميع سواء كانوا من ديانات أو جنسيات أو أعمار مختلفة.
من بين الطرق المُفيدة، يُفضل النوم على الجانب الأيمن، مُقتدين بسنة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، ومن الطرق الشائعة:
- النوم على الظهر: يُعتبر وضعًا جيدًا لراحة العمود الفقري، حيث يُبقيه مستقيمًا.
- ومع ذلك، يُعيق هذه الوضعية حركة التنفس، وقد تؤدي إلى الشخير أو الاختناق بسبب استرخاء اللسان.
- للتخفيف من هذه المشكلة، يُفضل استخدام وسادة متوسطة الارتفاع لدعم الرأس.
- النوم على البطن: يُعد من أسوأ الوضعيات لما يُشكل من ضغط على الأعضاء الداخلية ويؤذي الجلد وقد يُسبب الاختناق.
- النوم على الجانب الأيسر: لا يُعتبر صحيًا، إذ يُعيق حركة الأعضاء نتيجة ضغط الطحال على القلب وبقية الأعضاء، مما لا يُنصح به بشكل خاص لمن يعانون من مشاكل قلبية.
- النوم على الجانب الأيمن: هو من أفضل الوضعيات، حيث أثبتت الأبحاث إيجابياته على صحة الجسم.
- لا تؤثر سلبًا على أي عضو، بل تُعزز الإحساس بالطاقة الإيجابية عند الاستيقاظ.
- يُستحب النوم بوضوع اليد اليمنى تحت الخد الأيمن، مما يُساعد الدماغ على إرسال إشارات تُساعد على الاستغراق في النوم بسرعة.
نصائح لنوم صحي
توجد عدة نصائح تُساعد على تحسين جودة النوم، منها:
- تنظيم مواعيد النوم: يعد ضبط مواعيد النوم من الأمور ذات الفاعلية الكبيرة.
- يساعد تنظيم أوقات النوم في تحسين جودة النوم ويُمكّن الجسم من الاستيقاظ في وقت محدد دون الحاجة لمنبه.
- يساهم هذا في تهيئة الساعة البيولوجية لجسم الإنسان.
- تجنب السهر: يُنصح بعدم الاعتياد على السهر، حيث قد يُسبب ذلك الأرق.
- تختلف حاجة الأشخاص للنوم، ولا ينبغي التقيد بعدد ساعات محدد بقدر ما يُحبذ أخذ القدر الكافي من النوم.
- التغذية السليمة: يُعتبر تناول الطعام الصحي عاملاً مُساعدًا مهمًا.
- يُفضل الابتعاد عن الوجبات الثقيلة أو الدهنية قبل النوم بحوالي 4 ساعات.
- تجنب الكافيين والتدخين، واستبداله بكوب من اللبن الدافئ أثناء النوم.
- اختيار بيئة النوم المناسبة: يجب أن يكون السرير أو المرتبة مريحة ولا تُسبب أي مشكلات صحية، ويفضل استخدام وسائد ناعمة.
فوائد النوم لجسم الإنسان
يحتاج الجسم للنوم للاستفادة من فوائد عديدة، من أبرزها:
- يساعد النوم الصحي في الحفاظ على الوزن، حيث يُنظم الشهية ويقلل استهلاك الطعام.
- قد يُسبب الحرمان من النوم زيادة في إفراز هرمونات ضارة مما يُزيد فرص السمنة.
- يعزز النوم الكافي وظائف الدماغ، مما يُحسن القدرة على التركيز وتعزيز الذاكرة.
- تختلف احتياجات النوم من شخص لآخر حسب العمر والحالة الصحية.
- يدعم النوم الصحي الأداء الرياضي ويحسن الصحة العامة.
- يفيد أيضًا في تحسين الدورة الدموية وزيادة ردود أفعال الجسم.
- يقي النوم الصحي من العديد من الأمراض حيث أظهرت الدراسات أن النوم لمدد تتراوح بين 7 إلى 8 ساعات يوميًا يُقلل من فرص الإصابة بالأمراض المزمنة مثل أمراض القلب والجلطات الدماغية.
عدد ساعات النوم الصحي
يستجيب جسم الإنسان للنعاس وقد يُعاني بعض الأفراد من الأرق نتيجة ضغوط الحياة المختلفة.
لتجنب الأرق وعدم القدرة على النوم بطريقة طبيعية، يُنصح بالقيام ببعض الأمور المساعدة.
عند وجود أي مرض، يجب التوجه للطبيب لطلب العلاج المناسب.
تتفاوت ساعات النوم المثالية بحسب العمر والصحة لكل فرد، حيث يحتاج الرضع حوالي 12 ساعة يوميًا، والأطفال في سن المدرسة لا تقل عن 10 ساعات، بينما البالغون يحتاجون من 7 إلى 8 ساعات من النوم.
أسباب كثرة النوم
يمكن أن تكون كثرة النوم ناتجة عن حالات صحية، مثل السكري والاكتئاب أو التغيرات الهرمونية، إضافة إلى فترة المراهقة.
تُعتبر اضطرابات الساعة البيولوجية أحد العوامل التي تؤدي لكثرة النوم دون فائدة، مما قد يؤثر سلبًا على الأداء الوظيفي للجسم.