أكثر العظام صلابة في جسم الإنسان

عظام جسم الإنسان

تُعتبر العظام (بالإنجليزية: bones) من المكونات الصلبة المختلفة في الشكل والحجم، التي تشكل الهيكل العظمي مما يمنح الجسم هيكله البشري ويساعده على الحركة. يتكون هيكل الطفل عند الولادة من حوالي 270 عظمة، لكن بعض هذه العظام تلتحم مع بعضها خلال مراحل النمو، لينخفض العدد إلى 206 عظمة عند بلوغ الفرد. مثلها مثل باقي أعضاء الجسم، تتكون العظام من خلايا وأنسجة حية، وتستفيد من تغذيتها عبر شبكة من الأوعية الدموية. كما ترتبط العظام بالجهاز العصبي من خلال الأعصاب.

تعتبر دراسة العظام مجالًا علميًا خاصًا يُعرف بعلم العظام (بالإنجليزية: Osteology)، وهو أحد فروع علم الإنسان، وعلم الطب الشرعي، وعلم الآثار. من خلال الفحوصات المتقدمة التي تجرى على العظام، يمكن الحصول على معلومات حول الحالة الصحية والتغذوية للفرد المتوفى، بالإضافة إلى إمكانية تحديد عمره.

أقوى عظام جسم الإنسان

يُعتبر عظم الفخذ (بالإنجليزية: Femur) الذي يمتد من الورك حتى الركبة، أقوى وأطول عظمة في جسم الإنسان، حيث لديه القدرة على تحمل ضغط يتراوح بين 1800 إلى 2500 باوند، وهو ما يعادل 800 إلى 1100 كغ. يتكون عظم الفخذ من ثلاثة أجزاء رئيسية، وهي:

النهاية العلوية لعظمة الفخذ: تتضمن رأسًا دائريًا يتصل بعظم الحق ليشكل مفصل الورك، وعنقًا يربط بين الرأس وجسم العظمة.
جسم العظمة.
النهاية السفلية لعظم الفخذ: تحتوي على بروزين يتصلان بقصبة الساق لتكوين مفصل الركبة.

الهيكل العظمي

أقسام الهيكل العظمي

يتكون الهيكل العظمي في جسم الإنسان من قسمين رئيسيين:

الهيكل العظمي المحوري (بالإنجليزية: Axial Skeleton): يشتمل على 80 عظمة تُشكل عظام الجمجمة، والقفص الصدري، والعمود الفقري.
الهيكل العظمي الطرفي (بالإنجليزية: Appendicular Skeleton): يتكون من 126 عظمة تشمل عظام الأطراف العلوية والسفلية، بالإضافة إلى الحزام الصدري والحزام الحوضي.

أنواع العظام

توجد خمسة أنواع من العظام في جسم الإنسان، وهي:

العظام الطويلة (بالإنجليزية: Long Bones): هي عظام تتسم بطولها النسبي بالمقارنة مع عرضها، حيث تتكون من جسم عظم طويل محاط بانتفاخ يُسمى كردوس، ويحتوي داخلها على نخاع العظم. من الأمثلة عليها: معظم عظام الأطراف.
العظام القصيرة (بالإنجليزية: Short Bones): عظام مكعبة الشكل، تتميز بشكل غير منتظم، تتكون من طبقة رقيقة من العظم الكثيف، يحيط بعظم إسفنجي. ومن أمثلة هذه العظام: عظام الرسغ.
العظام المسطحة (بالإنجليزية: Flat Bones): عظام رقيقة ومسطحة، تكون غالبًا مقوسة، مثل معظم عظام الجمجمة وعظمة القص.
العظام غير المنتظمة (بالإنجليزية: Irregular Bones): عظام ذات شكل معقد وغير منتظم، تتكون من طبقات رقيقة من العظام الكثيفة التي تحيط بعظم إسفنجي، ومن أمثلتها: عظام العمود الفقري وعظام الوركين.
العظام السمسميّة (بالإنجليزية: Sesamoid Bones): عظام قصيرة تفصل بين الأوتار والمفاصل، مثال على ذلك: عظمة الرضفة.

أنواع الخلايا العظمية

تتكون العظام من أربعة أنواع رئيسية من الخلايا العظمية، وهي:

الخلايا المحطمة للعظم (بالإنجليزية: Osteoclasts): خلايا كبيرة الحجم ومتعددة النوى، تفرز أحماضًا وإنزيمات لتحطيم مكونات العظام وإعادة امتصاصها.
الخلايا البانية للعظم (بالإنجليزية: Osteoblasts): خلايا غير ناضجة تفرز مزيجًا من البروتينات يسمى عظماني (بالإنجليزية: Osteoid)، حيث يتصلب ويتحول إلى عظم.
الخلايا العظمية (بالإنجليزية: Osteocytes): خلايا تنتج المواد التي تدخل في تركيب العظم وتساعد في الحفاظ على توازن الكالسيوم في الدم.

تركيب العظام

تتكون العظام من أنسجة عظمية تحتوي على خلايا عظمية مغمورة في مادة أساسية تُسمى (بالإنجليزية: Matrix)، التي تتكون بشكل رئيسي من الكولاجين الذي يمنح العظام القوة والمرونة، وفوسفات الكالسيوم الذي يُكسبها الصلابة. تنقسم العظام في جسم الإنسان إلى نوعين من الأنسجة: النسيج العظمي الكثيف (بالإنجليزية: Compact bone tissue) الذي يمثل 80% من كتلة العظم الكلية، وتكون خلاياه العظمية متراصة مما يمنح العظام مظهرًا أبيض صلب، في حين أن النسيج العظمي الإسفنجي (بالإنجليزية: Spongy bone tissue) يشكل 20% من كتلة العظم الكلية، وهو عظم مسامي مما يجعله خفيفًا ويمكّن الأوعية الدموية من المرور عبره ويوفر مساحة لوجود النخاع العظمي. تحاط العظام من الخارج بغلاف غني بالأوعية الدموية واللمفاوية والأعصاب يُعرف بالسمحاق (بالإنجليزية: Periosteum)، ويتكون هذا السمحاق من طبقتين: طبقة خارجية مكونة من الألياف، وطبقة داخلية مكونة من العظام.

وظائف العظام

تلعب العظام دورًا هامًا فيما يتعلق بجسم الإنسان، حيث تؤدي الوظائف التالية:

الدعم: يوفر الهيكل العظمي الدعم الكافي لجسم الإنسان، مما يمنحه شكله المتميز.
الحماية: تحتوي العظام على الأعضاء الحيوية في الجسم، فعلى سبيل المثال يُحمى القلب والرئتين بواسطة القفص الصدري، بينما تحمي عظام الجمجمة الدماغ.
الحركة: تتعاون العظام مع العضلات لتحريك جسم الإنسان؛ إذ تتحرك العظام الموصلة بها عند انقباض العضلات، ما يسهل حركة الجسم.
تكوين خلايا الدم: يتم إنتاج معظم خلايا الدم الحمراء والبيضاء في نخاع العظم، وتعرف عملية تكوين الدم داخل العظام (بالإنجليزية: Haematopoiesis).
التخزين: تقوم العظام بتخزين الدهون والمعادن، وعند الحاجة، تُنقل عبر الدم إلى الأجزاء المطلوبة في الجسم.
التحكم في درجة الحموضة: تلعب العظام دورًا في الحفاظ على توازن درجة الحموضة داخل الجسم من خلال امتصاص الأملاح القلوية أو إطلاقها.
التخلص من السموم: تقوم الأنسجة العظمية بامتصاص المعادن الثقيلة والسموم من الدم، ثم تعمل على إفرازها ببطء لتخليص الجسم منها.