شخصية جحا
تُعد شخصية جحا واحدة من أكثر الشخصيات شهرة في الثقافة الشرقية والوطن العربي. اشتهر جحا بمواقف طريفة ونوادر يعتبرها وسيلة مبتكرة لحل المشكلات اليومية التي تعترضه، حيث عايش حياة الفقر. كان جحا يمتاز بالذكاء والحكمة في معالجة النزاعات، سواء كانت تتعلق به أم بالآخرين.
اعتاد الناس على استشارته كقاضٍ عادل للفصل بينهم وتقديم الأدلة اللازمة لكشف الكاذب في أي نزاع. وقد أظهر جحا براعة كبيرة في هذا المجال، وكان يمتلك حمارًا يساعده في إنجاز مهامه اليومية. لم تخلُ نوادر جحا وطرائفه عبر الزمن من ذكر حماره كعنصر بارز في قصصه.
أصل شخصية جحا وإقامته
توجد آراء متعددة حول أصل شخصية جحا. يُنسب الرأي الأول إلى أبي الغصن دُجين الفزاري، الذي عاش خلال العصر الأموي، وهو ما ورد في الأدب العربي. أما الرأي الثاني، فيذهب إلى أن جحا ينحدر من أصول تركية من مدينة إسطنبول. وهناك رأي آخر يشير إلى أن جحا هو الشيخ نصر الدين خوجه الرومي، الذي عاش في قونية وعاصر الشعب المنغولي الذي حكم بلاد الأناضول. تُنسب له معظم القصص المعروفة في الأدب العالمي. كما تشير آراؤنا الأخرى إلى أن جحا قد يكون أبو نواس البغدادي، الذي عاش في زمن هارون الرشيد كشاعر وملازم له، واشتهر بروحه الفكاهية وذكائه، ولقب فيما بعد بجحا في العراق.
طرائف جحا
- في إحدى الليالي، شعر جحا بوجود لص في منزله، ولكنه خجل لأنه لم يكن لديه شيء ليسرقه، فقرر الاختباء في الخزانة. عندما فتح اللص الخزانة بحثًا عن الغنائم، فوجئ بجحا داخله، فتجرّأ وسأله: ماذا تفعل هنا؟ فرد جحا: لا تؤاخذني، فأنا أعلم أنك لن تجد ما تسرقه، لذا اختبأت خجلاً منك!
- كان قميص جحا منشورًا ليجف في الخارج، لكن رياحًا قوية أسقطته. فقال جحا لزوجته: يجب علينا أن نذبح فدية! فسألته: لماذا؟ فأجاب: لو كنت أرتدي هذا القميص لسقطت على الأرض بالفعل!
- ذات يوم، وهو يركب حماره، صادف جحا بعض معارفه، فقال أحدهم مازحاً: يا جحا، لقد عرفت حمارك لكن لم أتعرف عليك! فرد جحا: هذا طبيعي، فالحمير تعرف بعضها.
- في يوم فقد فيه حمار جحا، بدأ بالبحث عنه. وبينما كان يحمد الله، سأله أحدهم: لماذا تحمد الله رغم عدم إيجاد حمارك؟ فقال جحا: أحمد الله لأنني لو كنت أركب الحمار لضللت الطريق معه!