موطن الخفافيش
تتواجد الخفافيش في جميع أنحاء العالم باستثناء المناطق القطبية وبعض الجزر النائية. يمكن العثور عليها في كهوف، وغابات، وجبال، وأراضٍ زراعية، وحتى في المدن وتحت الجسور والأنفاق، حيث يقطن أكثر من خمسين نوعًا فريدًا منها في المنتزهات الوطنية المختلفة.
يُعرف حاليًا أكثر من 1,200 نوع من الخفافيش، حيث تنتشر العديدة منها بشكل واسع في مختلف مناطق المعمورة. تتحرك الخفافيش خلال فصول السنة حسب الظروف المحيطة بها؛ ففي فصل الصيف، على سبيل المثال، تتواجد قرب مصادر المياه المفتوحة، والجداول، والأشجار، والكهوف.
أما في فصل الشتاء، فتبحث عن أماكن آمنة ومعزولة لفترة البيات الشتوي. بعض الأنواع تهاجر لمسافات طويلة باتجاه المناطق ذات المناخ الدافئ أو الاستوائي، حيث تفضل العيش في الأجواء المعتدلة.
وتجدر الإشارة إلى أن أكثر من 40 نوعًا من الخفافيش تعيش في الولايات المتحدة الأمريكية. يعتبر خفاش (Pipistrelle) الأصغر بين الأنواع المتواجدة هناك، بينما يُعرف خفاش الدرواس بأنه الأكبر حجمًا. كما يتواجد في أماكن متعددة بأمريكا ومنها بورتوريكو، وجزر هاواي، وألاسكا.
ومن المثير للدهشة أن جسر كونجرس أفينيو في ولاية تكساس يُعد المكان الذي يضم أكبر عدد من الخفافيش في الولايات المتحدة.
تكيف الخفاش في بيئته
تعد الخفافيش نموذجًا فريدًا من الطيور، حيث تتكيف مع بيئتها بعدة خصائص تميزها، وهي كالتالي:
- تستطيع الخفافيش الطيران، وهو ما يميزها عن باقي الثدييات، حيث إنها الوحيدة في فصيلتها القادرة على القيام بذلك. كما تستفيد من تحديد موقعها من خلال الصدى، مما يزيد من تنوعها.
- تنام الخفافيش بالمقلوب، حيث تتعلق بأقدامها من الأشجار، مما يجعلها جاهزة للانطلاق في أي وقت.
- تستخدم الخفافيش أجنحتها ليس فقط للطيران ولكن أيضًا لحمل الفريسة واصطيادها.
- تتغذى الخفافيش على مجموعة متنوعة من الأطعمة، رغم أنها تفضل الحشرات، إلا أنها قد تأكل الفاكهة والأسماك والضفادع والطيور.
- تعتمد الخفافيش على صدى صوتها للبحث عن فرائسها، إذ تُصدر أصواتًا عالية ترددت من أنفها وفمها لتحديد موقع الحشرات.
- تعتبر الأذن لدى الخفاش عنصرًا حيويًا يلعب دورًا كبيرًا في عملية الصيد.
- تتخذ الخفافيش من الكهوف والأبنية المهجورة ملاذًا نهاريًا للابتعاد عن المفترسات، وتخرج ليلاً للبحث عن الطعام.
- يتسم جسم الخفاش بالرِقة، حيث يغطيه الفرو إلا في منطقة الأجنحة، مما يسمح له بالتحليق الخفيف.
- تتأقلم الخفافيش أيضًا مع الأجواء الباردة، إما من خلال السبات في الكهوف أو بالهجرة إلى مناطق دافئة.
غذاء الخفافيش
تتغذى الخفافيش على مجموعة من العناصر الغذائية، بما في ذلك الزهور، والحشرات الصغيرة، والفواكه، ورحيق الأزهار، وحبوب اللقاح، وأحيانًا أوراق الشجر. حيث تتمتع بعض الأنواع، مثل خفاش الثعلب الطائر، بشهية كبيرة تصل إلى تناول نصف وزنها يوميًا.
بينما خفاش مصاص الدماء يأكل ضعف وزنه يوميًا. وكشفت دراسات من منظمات للحفاظ على الحياة البرية أن الخفافيش تتميز بسرعة الأكل، حيث يمكن للخفاش البني أن يتناول أكثر من ألف حشرة صغيرة في غضون ساعة واحدة فقط.
يجدر بالذكر أن بعض الخفافيش لا تتغذى على الحشرات؛ فهناك أنواع تعصر الفواكه لتشرب عصيرها، في حين أن خفاش مصاص الدماء يتغذى عن طريق شرب الدم من الحيوانات مثل الماشية والغزلان، حيث يقوم بعمل جروح على شكل حرف V ثم يلعق الدم.
تشير الدراسات إلى أن لعاب خفاش مصاص الدماء يحتوي على مكونات مضادة للتخثر تُعرف باسم دراكولين، والتي تعمل على تسييل الدم، مما يجعلها قادرة على استخدام هذه الخاصية في علاج حالات مثل السكتة الدماغية وأمراض القلب، حسب ما ذُكر في إحدى المجلات العلمية.