مفهوم الجر
الجر هو حالة إعرابية تتعلق بالأسماء، ويتميز بعلامة الكسرة أو ما يعادلها من الحركات الفرعية مثل الفتحة، والياء، وهو ناتج عن أحد عوامل الجر، كحروف الجر، أو الإضافة، أو التبعية، والتي تُستخدم فقط مع الأسماء ولا تدخل على الحروف؛ لأن الحروف مبنية ولا يتأثر الإعراب بها.
كما أن بعض الأفعال تتطلب الكسرة، مثل: يعملِ، وهذا خطأ شائع. وتُعتبر حروف الجر وسيلة لتعدية الفعل إلى مفعوله، وهذا الأمر لا يتناسب مع الفعل، إذ لا يمكن للفعل أن يعمل في فعل آخر. لذا، إذا كانت الكلمة تنتهي بحالة الجر، فإن ذلك يدل على أنها اسم. الحالات التي يُعرب فيها الاسم مجرورًا تشمل:
الجر بحرف الجر
- عندما يسبق الاسم حرف جر، فيتم جره بالكسرة أو ما يُعادلها من حركات فرعية. على سبيل المثال: دخول حرف القسم (و) كما في: واللهِ، حيث يُعرب لفظ الجلالة “اللهِ” اسمًا مجرورًا وعلامة جره الكسرة.
- عند دخول أحد حروف الجر مثل (من، إلى، عن، على، في، الباء، الكاف، اللام، مذ، منذ، حتى، خلا، حاشا، عدا، رُبّ) كما في: في البيتِ، وما رأيته مذ يومِ الجمعةِ، حيث تعد “مذ” و”يوم” اسمين مجرورين.
- عند استخدام حرف العطف، مثل: سلمتُ على محمدٍ وزيدٍ، فهنا “محمد” اسم مجرور بحرف الجر و”زيد” مجرور لأنه اسم معطوف على مجرور، ولذلك فإنه يُجر أيضًا.
الجر بالإضافة
الجر بالإضافة يعني ارتباط اسم باسم آخر، حيث يُطلق على الاسم الأول مضافًا والثاني مضافًا إليه. إذا كان المضاف إليه معرفة، فإنه يحدد المضاف، وإذا كان نكرة، فإنه يُخصصه. ويتعامل هذان الاسمان في الإضافة وكأنهما اسم واحد. وعند الإضافة، لا يتم تنوين المضاف، لأن التنوين والإضافة لا يتقابلان. كما يجب تقديم المضاف على المضاف إليه، مع عدم فصل بينهما إلا في حالات نادرة. المضاف يُعرب وفق موقعه في الجملة، بينما يُعرب المضاف إليه دائمًا مضافًا إليه مجرورًا، مثل: لعبةُ محمدٍ، وبيتُ الحكمةِ.
الجر بالتبعية
الجر بالتبعية يعني أن يتبع تابع الاسم المجرور، ليصبح مجرورًا أيضًا. التوابع تنقسم إلى أربعة أنواع: نعت، توكيد، عطف، وبدل. ومن الأمثلة على ذلك:
- ذهبتُ إلى الحديقةِ الجميلةِ، حيث “الجميلة” نعت مجرور بالكسرة.
- سلمتُ على الضيوفِ كلهِم، و”كلهم” توكيد معنوي مجرور بالكسرة.
- أحببت من زيدٍ أدبِهِ، حيث “أدبه” بدل اشتمال مجرور بالكسرة.
- سررت برؤية محمدٍ ويزيدَ، حيث “يزيد” اسم معطوف على محمد مجرور، وعلامة جره الفتحة، بدلاً من الكسرة؛ لأنه ممنوع من الصرف.
التنوين
التنوين هو نون ساكنة تأتي في نهاية الاسم لفظًا، لا كتابةً، وله أربعة أنواع:
- تنوين التمكين: وهو دلالة على قدرة الاسم على الإعراب، مثل: بيتٍ، لعبةٍ، زيدٍ.
- تنوين التنكير: يأتي في نهاية الاسم المبني على النكرة لتمييزه عن المعرفة، مثل: سلمتُ على سيبويهِ وسيبويهٍ آخرَ، حيث الأول معرفة والثاني نكرة.
- تنوين العوض: يعوض عن كلمة، ويُضاف إلى أسماء مثل (كلًّا، وبعضًا، وأيًّا)، كما في: كلٌّ يذهب إلى مدرسته، أي: كل طالب يذهب إلى مدرسته.
- أو يُعوض عن جملة، مثل: (ويومئذٍ يفرح المؤمنون)، أي: ويوم يغلب الروم فارسًا يفرح المؤمنين.
- أو يعوض عن حرف يتبع آخر الأسماء المنقوصة الممنوعة من الصرف في حالتي الجر والرفع، مثل: غواشٍ أي: غواشي، عوادٍ أي: عوادي.
- تنوين المقابلة: يُضاف للجمع المؤنث السالم ليقابل النون في جمع المذكر السالم مثل: مسلماتٍ. وبعض النحاة أضافوا إلى هذه الأنواع “تنوين الترنّم”، الذي يُستخدم في القوافي المطلقة التي تنتهي بحرف مد، مثل:
أقِلِّي اللوم عاذل والعتابنْ وقولي إن أصبت لقد أصابنْ
فالأصل هنا “العتابا” و”أصابا”، لذا جاء التنوين هنا للترنم.
النداء
النداء يعني مناداة شخص باستخدام “يا” أو إحدى أدوات النداء، مثل: يا عامر، ويا سلمى، ويا غلام، ويا أرض، ويا سماء، ويا جبال، فكل كلمة تأتي بعد أداة النداء مباشرة تُعتبر اسمًا؛ لأن النداء يختص بالأسماء فقط، ولا يُصح استخدامه مع الأفعال أو الحروف. فلا يمكن قول: يا يشرب، حيث إن العرب لا تنطق بذلك، ولكن يمكن استخدام “يا” مع الحروف كأداة تنبيه بدلاً من أداة نداء.
دخول الألف واللام
الألف واللام يُستخدمان فقط مع الأسماء، لذا سُمّيت ألف التعريف؛ لأنها تحول الاسم من نكرة إلى معرفة، مما يعني أنها تُفيد التعريف. على سبيل المثال: في كلمة “الباب”، “القلم”، و “الوردة”، إذ أن استخدامها خلال الحديث يسمح للمتلقي بفهم ما يُشار إليه. في الأصل، همزتها همزة قطع، ولكن تم تحويلها إلى همزة وصل لكثرة الاستخدام.