الشبهات المتعلقة بالدين الإسلامي
تُثار العديد من الشبهات حول الإسلام من قِبل أعدائه بهدف زعزعة إيمان المسلمين بدينهم وتشكيك الراغبين في اعتناق الإسلام. هذه الاستراتيجية ليست جديدة، إذ جرى استخدامها منذ عصور النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-، وما تزال تُمارس من قِبل بعض المستشرقين والمستغربين في وقتنا الحالي. في هذه المقالة، سنستعرض مثالين من هذه الشبهات وسنقدّم ردوداً عليها. كما توجد العديد من المراجع المتخصصة التي تتناول الرد على المشككين في الإسلام وتستحق القراءة.
الشبهة الأولى: لماذا لم يقم الإسلام بإلغاء الرق (العبودية)؟
تطرح هذه الشبهة تساؤلات حول عدم إلغاء الإسلام للعبودية بشكل كامل، ولماذا وُجدت تشريعات تعالج مسألة العبيد رغم أن الإسلام يزعم المساواة بين جميع البشر. قد يُعتقد أن الإسلام كان دينًا مناسبًا لعصور سابقة كانت فيها العبودية سائدة. وفيما يلي، نناقش بعض النقاط التي ترد على هذه الشبهة:
- التعامل مع العبيد حسب الإسلام: يُظهر من يُروّج لهذه الشبهة العبيد كسلع بلا حقوق، كما كان الحال في الإمبراطوريات القديمة مثل روما والعديد من الدول الأوروبية. لكن هذه الصورة لا تنطبق على العبيد في السياق الإسلامي. في الآية 36 من سورة النساء، يُحثّ المسلمون على الإحسان إلى العبيد، تمامًا كما يُحثّون على التعامل الحسن مع الوالدين والجيران وغيرهم.
- التشجيع على تحرير العبيد: تدعو العديد من التشريعات الإسلامية إلى تحرير العبيد. فالكثير من الكفارات تبدأ بالإفراج عنهم، كما شجعت الإسلام العبيد الراغبين في نيل حريتهم على العمل والدفع لأسيادهم. وقد مُنع الأسياد من الاعتراض على ذلك، كما وُزع جزء من أموال بيت المال لدعم حرية العبيد.
- إعداده نفسياً للحرية: يُعتبر تحرير العبيد دفعة واحدة غير مناسب لبعضهم، حيث تبيّن تجربة الرئيس الأمريكي الأسبق، أبراهام لنكولن، أن العديد من هؤلاء عادوا إلى عبوديتهم لعدم استعدادهم لذلك. بينما من خلال تشريعات الإسلام، ارتفعت نظرة العبيد إلى أنفسهم وأصبح لديهم تطلعات حقيقية نحو الحرية.
الشبهة الثانية: هل انتشر الإسلام بالعنف؟
تُثار شبهة أخرى تدّعي أن الإسلام انتشر بوسائل القوة، وفي الرد على هذه الشبهة، نجد عدة جوانب نورد بعضها:
- إن الاطلاع على سيرة النبي -صلى الله عليه وسلم- يوضح بجلاء كذب هذه الشبهة. فقد أظهر النبي مثاليات التسامح، حيث عفا عن أعدائه عندما فتح مكة، ومن بين تلك الأمثلة، موقف الطفيل بن عمرو الدوسي -رضي الله عنه- عندما قام قومه بمعارضة دعوته، وعوضًا عن الدعاء عليهم، دعا لهم.
- تدعو نصوص الإسلام إلى الإقناع من خلال الحوار والمنطق، وهو النهج الذي اتبعه المسلمون في دعوتهم للآخرين. فلو لجأوا إلى العنف، لكان ذلك سيوجِد منافقين داخل المجتمعات الإسلامية، مما يؤدي إلى الهدم بدلاً من البناء.
- عند فهم مفهوم الجهاد في الإسلام وأهدافه بوضوح، يتضح زيف هذه الشبهة. فالجهاد يتمحور حول تعريف الناس بالإسلام وإزالة العقبات التي تحول دون فهمهم له. كما يُقدّم خيار دفع الجزية كبديل لمن يرفض الإسلام، وقد تمت معاملة أهل الذمة الذين يدفعون الجزية بشكل عادل جدًا. كما يُستخدم الجهاد أيضًا لصد العدوان عن المسلمين.
- انتشر الإسلام في العديد من الدول من خلال أخلاق التجار المسلمين، حيث كان اعتماد الإسلام في بعض البلدان نتيجة لأمانة المسلمين وأخلاقهم الرفيعة.