التمايز بين الفعل اللازم والفعل المتعدي
يبرز الفرق بين الفعل اللازم والفعل المتعدي من خلال اعتماد الأول على الفاعل فقط، حيث لا تتطلب عملية الوصول إلى المفعول به أي وسيلة إضافية، كما هو الحال في الأفعال مثل “ذهب” و”وقف”. ففي عبارة مثل “ذهب الرجل”، لا يمكن إدخال مفعول به مباشر، بينما في التعبير “وقف الشرطي عند الإشارة”، نلاحظ اعتباره فعلاً لازماً. وعلى الجانب الآخر، يتميز الفعل المتعدي بقدرته على الوصول إلى المفعول به مباشرة، مثل جملة “أكل الطفل التفاحة”. وهناك أفعال تتطلب مفعولين، كما في “أعطى الغني الفقيرَ درهماً”، أو حتى ثلاثة مفاعيل كما في “أَعلمتُ علياً محمداً مسافراً”.
أمثلة على الفعل اللازم في الشعر العربي
يمكن استعراض بعض الأمثلة على الفعل اللازم في الشعر العربي كما يلي:
- قِفي قَبلَ التَفَرُّقِ يا ضُباعا
ولا يَكُ مَوقِفٌ مِنك الوَداعا
- أَرَقٌ عَلى أَرَقٍ وَمِثلِيَ يَأرَقُ
وَجَوىً يَزيدُ وَعَبرَةٌ تَتَرَقرَقُ
- ما لاحَ بَرقٌ أَو تَرَنَّمَ طائِرٌ
إِلّا اِنثَنَيتُ وَلي فُؤادٌ شَيِّقٌ
- أنا الدمشقيُّ لو شرّحتمُ جسدي
لسـالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
- فَاهرُب بِنَفسِكَ وَاِستَأنِس بِوِحدَتِها
تَبقى سَعيداً إِذا ما كُنتَ مُنفَرِدا
- يَـومٌ يَـتـيهُ عَلى الزَمانِ صَباحُهُ
وَمَـسـاؤُهُ بِـمُـحَـمَّـدٍ وَضّاءُ
- الـحَـقُّ عـالي الرُكنِ فيهِ مُظَفَّرٌ
فـي الـمُـلـكِ لا يعلو عَلَيهِ لِواءُ
- وَقَد أَغتَدي وَالطَيرُ في وُكُناتِها
بِمُنجَرِدٍ قَيدِ الأَوابِدِ هَيكَلِ
أمثلة على الفعل المتعدي في الشعر العربي
إليك بعض من الأمثلة على الفعل المتعدي في الشعر العربي:
- أَمّا الفُؤادُ فَلَيسَ يَنسى ذِكرَكُم
ما دامَ يَهتِفُ في الأَراكِ هَديلُ
- وَدِّع أُمامَةَ حانَ مِنكَ رَحيلُ
إِنَّ الوَداعَ إِلى الحَبيبِ قَليلُ
- تِلكَ القُلوبُ صَوادِياً تَيَّمنَها
وَأَرى الشِفاءَ وَما إِلَيهِ سَبيلُ
- نَسَجَ الجَنوبُ مَعَ الشَمالِ رُسومَها
وَصَباً مُزَمزِمَةُ الرَبابِ عَجولُ
- فَسَقى دِيارَكِ حَيثُ كُنتِ مُجَلجِلٌ
هَزِجٌ وَمِن غُرِّ الغَمامِ هَطولُ
- نورٌ أَضاءَ لَنا البِلادَ وَقَد دَجَت
ظُلَمٌ تَكادُ بِها الهُداةُ تَجورُ
- قطَعَ الغُزاةُ عِجافَهُنَّ وَأَصحَبَت
جُردٌ صَلادِمُ قُرَّحٌ وَذُكورُ
- وَلَقَد عَلِمتَ بَلاءَهُ في مَعشَرٍ
تَغلي شَناةُ صُدورِهِم وَتَفورُ
- يَرجو البَقِيَّةَ بَعدَ ما حَدَقَت بِهِ
فُرُطُ المَنِيَّةِ يَحصِبٌ وَحَجورُ
- فَأَبادَ جَمعَهُمُ حَميداً وَاِنثَنى
وَلَهُ لِوَقعَةِ آخَرينَ زَئيرُ
- يـا مَن لَهُ الأَخلاقُ ما تَهوى العُلا
مِـنـهـا وَمـا يَـتَعَشَّقُ الكُبَراءُ
- زانَـتـكَ في الخُلُقِ العَظيمِ شَمائِلٌ
يُـغـرى بِـهِـنَّ وَيـولَعُ الكُرَماءُ