أمثلة على التراث الثقافي غير المادي في الجزائر

التراث الثقافي اللامادي في الجزائر

تُعتبر الجزائر واحدة من الدول الغنية بتراثها الثقافي المادي واللامادي. يُمثل التراث اللامادي التقاليد والطقوس الاجتماعية، الفولكلور، والمخزون الفني واللغوي لشعوب العالم. وقد أدرجت منظمة اليونيسكو مجموعة من الممارسات والعادات الجزائرية في قائمتها للتراث اللامادي، ومن أبرزها ما يلي:

أهليل قورارة التقليدي

يُعدّ أهليل قورارة نوعاً من الشعر والموسيقى الذي يمثل سكان منطقة قورارة في الجنوب الغربي للجزائر. تتكون هذه المنطقة من حوالي مئة واحة يسكنها أكثر من 50,000 نسمة من أصول بربرية وعربية وسودانية.

ويمثل الأهليل فن الغناء الجذري الذي له تاريخ عريق بين سكان الصحراء الجزائرية. يحمل طابعاً دينياً، حيث تتناول كلماته مدح الصحابة والأولياء الصالحين، مما يُضفي عليه صبغة صوفية. يتم تأديته بواسطة عازف آلة بنغري (الفلوت) ومغنيين، بالإضافة إلى جوقة تصل إلى مائة شخص، يتجمعون في دائرة حول المغني ويتحركون ببطء وهو يصفق بحماس.

الزاوية الشيخية

تقوم المجتمعات الصوفية، سواء البدوية منها أو المستقرة، كل عام بالحج إلى ضريح الصوفي سيدي عبد القادر بن محمد (سيدي الشيخ) الواقع في أبيود سيدي الشيخ، بدءًا من الخميس الأخير من شهر يونيو. يمتد الحج لثلاثة أيام تتخللها الطقوس الدينية والفعاليات العلمانية تكريمًا لمؤسس الإخوان، مما يعزز الروابط بين الأخوة الصوفية ويعزز السلام والاستقرار بين المجتمعات.

تشمل الاحتفالات مسابقات للمبارزة والرقص والفروسية بمشاركة أكثر من 300 متسابق من مختلف المجتمعات، حيث ينقل المشايخ الطقوس والصلوات الصوفية الرئيسية للوافدين الجدد.

الممارسات المرتبطة بآلة إمزاد

تُعتبر موسيقى إمزاد من الخصائص المميزة لمجتمعات الطوارق. تُؤدى هذه الموسيقى من قبل النساء باستخدام آلة وترية واحدة تُعرف باسم إمزاد، تُعزف بقوس خشبي. تشمل الممارسات المرتبطة بها الموسيقى والشعر الذي يحتفي بمغامرات الأبطال من التاريخ. يُعتقد أيضًا أن لموسيقى إمزاد تأثيرات علاجية، حيث تُستخدم لطرد الأرواح الشريرة وتخفيف آلام المرضى.

احتفالات السبيبة في واحة جانت

تُمارس طقوس السبيبة من قبل جماعتين تعيشان في واحة جانت، حيث تُقام الاحتفالات لمدة عشرة أيام في الشهر الأول من التقويم الهجري. يتنافس الراقصون والمغنون ليمثلوا مجتمعاتهم في مسابقة تُسمى تيمولاوين، وتمتد لمدّة تسعة أيام.

يستعرض خلالها الرجال مهاراتهم ويقومون بعرض أسلحتهم، ثم يتجمعون في دائرة ليقرعوا سيوفهم مع ترديد النساء للأغاني التقليدية على إيقاع الدف. الفائزون يشاركون في طقوس السبيبة في اليوم التالي.

طقوس الزفاف التلمساني

تبدأ مراسم الزفاف في تلمسان بالشمال الغربي للجزائر في منزل والدي العروس، حيث ترتدي العروس فستانًا حريريًا ذهبيًا مصنوعًا يدويًا، وتكون محاطة بأصدقائها مرتديات الأزياء التقليدية. يتم تزيين يدي العروس بالحناء، وتُساعدها سيدة مسنّة في ارتداء قفطان من المخمل المطرز والمجوهرات وقبعة مخروطية الشكل.

وعند مغادرتها المنزل، يُغطّى رأس العروس بغطاء ذهبي حريري. ينتقل فن صنع زي الزفاف الثمين من جيل إلى جيل، مما يُظهر استمرارية الإبداع واحتفاظ مجتمع تلمسان بهويته الثقافية، وبالتالي الحفاظ على التراث الجزائري للأجيال القادمة.