أمثلة متنوعة على أنواع المجاز المرسل في القرآن الكريم

تعريف المجاز المرسل

المجاز هو أحد الأساليب البلاغية، ويعني استخدام كلمة بمعنى مختلف عن معناها الأصلي، بحيث يتطلب ذلك خلو التعبير من أي دلالة توضح عدم الالتزام بالمعنى الأول. وهو يعتبر نقيض المعنى الحقيقي. يُعرف المجاز المرسل على أنه نوع من المجاز اللغوي الذي يُستخدم للإشارة إلى معنى آخر، وقد اختير هذا الاسم لأن اللفظ هنا يُستخدم ليدل على معنى يتباين مع معناه الأصلي أو يتشابك معه عبر نوع من العلاقات.

أمثلة على المجاز المرسل في القرآن الكريم

تباينت آراء علماء الدين حول موضوع المجاز في القرآن بين القبول والرفض، لكن العديد من الآيات الكريمة تحتوي على أمثلة واضحة للمجاز المرسل كما يتضح من الجدول التالي:

المثال نوع العلاقة في المجاز المرسل
قال تعالى: {إنّي أراني أعصر خمراً} اعتبار ما سيكون
قال تعالى: {فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ} المسببية
قال تعالى: {وَمَن قَتَلَ مُؤْمِنًا خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ} الجزئية
قال تعالى: {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ} المسببية
قال تعالى: {فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ} السببية
قال تعالى: {إِنَّهُ مَن يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِمًا فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَى} اعتبار ما كان
قال تعالى: {ففي رحمة الله هم فيها خالدون} الحاليّة
قال تعالى: {يقولون بأفواههم} المحلية
قال تعالى: {وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ وَلا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ} اعتبار ما كان
قال تعالى: {فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ} اعتبار ما سيكون
قال تعالى: {وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا وَالْعِيرَ الَّتِي أَقْبَلْنَا فِيهَا وَإِنَّا لَصَادِقُونَ} المحليّة
قال تعالى: {إنَّ الْأبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ} الحالية
قال تعالى: {وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَارًا} الكليّة
قال تعالى: {وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ} المسببية

أنواع علاقات المجاز المرسل مع الأمثلة

يمكن أن يظهر المجاز المرسل في عدة سياقات، حيث تربط العلاقة بين اللفظ المراد واللفظ المختار. ومن هذه العلاقات:

السّببية

وهي عندما يتم ذكر اللفظ الذي يرمز إلى السبب، مع الإشارة إلى المسبب. مثل قول الشاعر:
“له أيادٍ عليَ سابغة، أعدّ منها ولا أُعدّدها”، حيث ذكر الأيادي كسبب للأفضال.

المسببية

تشير إلى ذكر المسبب مع استحضار السبب، كما في قوله تعالى: {وَيُنـزلُ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ رِزْقًا}، حيث ينزل المطر من السماء وهو سبب الرزق.

الحالية

وهي تعبير عن الحال والإشارة إلى المكان، كما في عبارة: “عامر جالس في سرور”، حيث يُعبر عن وضعه في البيت.

المحليّة

تتعلق بالإشارة إلى المكان أو الموضع الذي يوجد فيه الشيء، كما في قول الشاعر:
“بلادي وإن جارت عليّ عزيزةٌ، وأهلي وإن ضنّوا عليّ كِرامُ”، حيث تشير الكلمة “بلادي” إلى أهلها.

الجزئية

تستخدم عندما يُذكر الجزء بينما يُراد الكل، كما في عبارة “طلب عمر يد فاطمة”، حيث يُعبر عن الرغبة في الزواج بالإشارة إلى يدها.

الكلّية

وهنا يشير المتحدث إلى الجزء بينما يعبر عن الكل، كمثل: “شربتُ ماء البحر” حيث يُقصد شرب جزء من الماء.

اعتبار ما كان

يتعلق بذكر اللفظ وفق حالته السابقة، كما في قول: “نحن قومٌ نحب نأكل القمح ونلبس الصوف”، حيث المقصود طعام الخبز المصنوع من القمح.

اعتبار ما سيكون

يعني استخدام لفظ يشير إلى الحالة المستقبلية، مثل: “أدعو لأخي دائماً بالذرّية الصالحة”، حيث يُقصد أن الأبناء سيصبحون صالحين في المستقبل.