سوء التغذية
يعتبر سوء التغذية (بالإنجليزية: Malnutrition) حالة تنتج عن نقص أو زيادة في بعض العناصر الغذائية، أو نتيجة اختلال التوازن بين العناصر الغذائية المختلفة، أو ضعف استخدام الجسم لها. قد ينجم سوء التغذية عن المجاعات بسبب عدم توفر الكميات الكافية من السعرات الحرارية والعناصر الغذائية اللازمة، أو قد يكون نتيجة لعدم قدرة الجسم على هضم الطعام أو امتصاصه أو بسبب حالات طبية معينة. من الجدير بالذكر أن سوء التغذية له أشكال مختلفة، منها نقص التغذية (بالإنجليزية: Undernutrition) والتي تشمل الهزال، والتقزم، وفقدان الوزن، ونقص العناصر الغذائية الدقيقة. يؤدي نقص التغذية إلى تأثيرات سلبية على النمو والصحة العامة والسلوك والمزاج ووظائف الجسم. أيضًا، تشمل أشكال سوء التغذية الأخرى فرط الوزن (بالإنجليزية: Overweight) والسمنة (بالإنجليزية: Obesity) والأمراض غير السارية المرتبطة بالنظام الغذائي. تتراوح شدة سوء التغذية من بسيطة إلى شديدة، وقد تكون مهددة للحياة، وهي تمثل مشكلة عالمية خاصةً في الدول النامية.
للمزيد من المعلومات حول سوء التغذية، يمكنك الاطلاع على مقال علمي حول هذا الموضوع.
أمراض سوء التغذية
المرازمس
المرازمس (بالإنجليزية: Marasmus) هو مرض ناتج عن سوء التغذية الحاد، حيث تنجم الحالة عن نقص في العناصر الغذائية وعدم تلبية احتياجات الجسم من السعرات الحرارية والعناصر الغذائية الأساسية مثل البروتين والكربوهيدرات. يظهر هذا المرض في الغالب لدى الأطفال نتيجة للفقر وعدم توفر الغذاء الكافي. من الأعراض الرئيسية للمرازمس فقدان الوزن الشديد، حيث يفقد المصابون كتلة عضلية ودهون تحت الجلد. تشمل العلامات الأخرى الجفاف في الجلد وتقصف الشعر. يمكن تقليل حالة المرازمس من خلال اتباع نظام غذائي متوازن يلبي جميع الاحتياجات الغذائية، بالإضافة إلى توفير الرعاية الغذائية والصحية للمتأثرين بهذه الحالة، وتوعيتهم بأهمية التغذية السليمة.
الكواشيوركور
الكواشيوركور (بالإنجليزية: Kwashiorkor) هو أحد الأشكال الحادة من سوء التغذية، والذي يحدث نتيجة نقص البروتين والعناصر الغذائية الضرورية. غالبًا ما يؤثر على الأطفال والرضع في المناطق النامية. من أبرز أعراض الكواشيوركور تجمع السوائل في أنسجة الجسم، مما يؤدي إلى ظهور الوذمة (بالإنجليزية: Edema)، والتي تبدأ عادةً من الساقين وقد تنتشر إلى جميع أجزاء الجسم. يمكن التخفيف من هذا المرض إذا تم اكتشافه مبكرًا عن طريق استهلاك تركيبة خاصة من الحليب الصناعي أو أغذية جاهزة الاستخدام خاصة لتحسين هذه الحالة، والتي تحتوي عادةً على مكونات مثل زبدة الفول السوداني، وحليب البودرة، والزيت النباتي، بالإضافة إلى المعادن والفيتامينات.
هشاشة العظام
يساهم نقص التغذية، وبالتحديد نقص البروتين، في تقليل كثافة العظام وقوة العضلات، مما يؤدي إلى زيادة مخاطر الإصابة بهشاشة العظام والكسور المرتبطة بها، خصوصًا لدى كبار السن. للحد من خطر الإصابة بهشاشة العظام أو لتحسين حالتها، يُنصح بتناول كميات كافية من الكالسيوم وفيتامين د، كما يجب استشارة الطبيب حول مكملات البروتين عند الضرورة لضمان وصول مستوياتها إلى المعدلات الطبيعية.
الكُساح
الكُساح (بالإنجليزية: Rickets) هو حالة تحدث بسبب ضعف وتليّن العظام لدى الأطفال، نتيجة نقص حاد في فيتامين د لفترات طويلة. قد تنجم هذه الحالة أيضًا عن مشكلات وراثية نادرة. لذا يُنصح بدمج مصادر فيتامين د والكالسيوم في النظام الغذائي كوسيلة لتجنب مشاكل العظام، بما في ذلك الكُساح، حيث يساهم فيتامين د في امتصاص الكالسيوم والفسفور من الطعام، وبدونه يصبح الجسم غير قادر على الحفاظ على المستويات المطلوبة، مما يؤدي إلى تطور هذه الحالة.
داء الاسقربوط
الأسقربوط (بالإنجليزية: Scurvy) هو مرض ينجم عن نقص فيتامين ج، والذي يعد عنصراً غذائياً أساسياً يساعد في امتصاص الحديد، ويشارك في إنتاج الكولاجين، وهو عنصر مهم في الأنسجة الضامة. الإصابة بداء الاسقربوط قد تؤدي إلى فقر الدم، التعب، النزيف التلقائي، وألم في الأطراف، بالإضافة إلى تقرحات في اللثة وفقدان الأسنان في بعض الحالات. يمكن تخفيف هذه الحالة عن طريق مكملات فيتامين ج، سواء عبر الفم أو الحقن الوريدي.
الاكتئاب
يرتبط الاكتئاب (بالإنجليزية: Depression) ارتباطًا وثيقًا بسوء التغذية لدى كبار السن، حيث يؤدي الاكتئاب إلى تغيرات في الشهية والوزن مما يسبب سوء التغذية، في حين أن نقص التغذية يساهم في زيادة مخاطر الاضطرابات النفسية، مثل الاكتئاب. للتقليل من هذا الخطر، يجب تناول كميات كافية من الكربوهيدرات، البروتين، مجموعة فيتامينات ب، الزنك، السيلينيوم، والمواد الغذائية الأخرى، حيث تؤكد الدراسات على أهمية المكملات الغذائية في تحسين المزاج.
تضخم الغدة الدرقية
يمكن أن تحدث اضطرابات في الغدة الدرقية نتيجة سوء التغذية، حيث قد يؤدي نقص بعض العناصر الغذائية مثل اليود والحديد والسيلينيوم والزنك إلى ضعف وظيفة الغدة. يعتبر نقص اليود السبب الأكثر شيوعاً لتضخم الغدة الدرقية (بالإنجليزية: Goiter)، وقد لا تظهر أعراض واضحة في حالة النقص الطفيف. ولكن في حال تضخم الغدة بشكل كبير، قد تظهر أعراض مثل انتفاخ الرقبة وصعوبة في التنفس. يمكن التغلب على هذه المشكلة من خلال تناول جرعات صغيرة من اليود، وقد يتطلب الأمر أحياناً العلاج باليود المشع أو الجراحة.
مرض البري بري
ينجم مرض البري بري (بالإنجليزية: Beriberi) عن نقص فيتامين ب1 (الثيامين)، وقد يتسبب في مشاكل عديدة نتيجة اتّباع نظام غذائي منخفض بهذا الفيتامين. يُقسم المرض إلى نوعين رئيسيين: البري بري الرطب (بالإنجليزية: Wet beriberi) الذي يؤثر على الجهاز الدوري ويسبب تراكم السوائل، والبري بري الجاف (بالإنجليزية: Dry beriberi) الذي يؤثر على الجهاز العصبي ويسبب ضعف الأعصاب. للتخفيف من هذه الحالة، ينبغي زيادة مستويات فيتامين ب1 من خلال المكملات الغذائية.
أنيميا نقص الحديد
فقر الدم الناجم عن نقص الحديد هو الشكل الأكثر شيوعًا لفقر الدم، ويحدث نتيجة عدم حصول الجسم على الكمية الكافية من الحديد، مما يمنع الدم من توصيل الأكسجين بشكل فعال. يعد الحديد مكونًا أساسيًا في خلايا الدم الحمراء، ويمكن الحصول عليه من النظام الغذائي. يجب ملاحظة أن الأشخاص الذين يعانون من أنيميا نقص الحديد الخفيفة قد لا تظهر عليهم أعراض، ولكن في الحالات الشديدة قد يشعرون بالتعب وضيق التنفس. يعتمد علاج فقر الدم على شدة الحالة، ويتضمن استهلاك مكملات الحديد وإجراء تغييرات على النظام الغذائي.
مرض نقص الصوديوم
ينتج نقص الصوديوم (بالإنجليزية: Hyponatremia) عن انخفاض كبير في تركيز الصوديوم في الدم، وقد يكون النقص ناتجًا عن عدة عوامل من شرب سوائل زائدة إلى حالات مرضية معينة. حيث يعتبر الصوديوم من المواد الكهربائية التي تنظم كمية المياه داخل وخارج الخلايا، مما يؤدي نقصه إلى مشاكل صحية متنوعة. تشمل الأعراض المحتملة الغثيان، والصداع، والارتباك، والتعب، وقد تتطلب بعض الحالات معالجة عبر المحاليل الكهربائية أو الأدوية.
مرض البلاجرا
مرض البلاجرا (بالإنجليزية: Pellagra) ينجم عن نقص فيتامين ب3 (النياسين) أو نقص الحمض الأميني التريبتوفان. تقدم أعراض المرض تغييرات في لون الجلد وظهور التصبغات، وقد تحدث مشكلات صحية أخرى تؤثر على الجهاز الهضمي والعصبي. للتحكم في حالة البلاجرا، يُنصح بإجراء تغييرات غذائية واستهلاك مكملات فيتامين ب3.
أمراض أخرى مرتبطة بسوء التغذية
النحافة
تحدث النحافة عندما لا يحصل الفرد على الكمية الكافية من الأطعمة الصحية التي تحتوي على العناصر الغذائية الأساسية، ويمكن أن تنجم النحافة عن عدة عوامل، بما في ذلك عدم الاهتمام بالنظام الغذائي الصحي أو المعاناة من فقدان الشهية أو حالات طبية مثل فرط نشاط الغدة الدرقية. قد تؤدي النحافة إلى سوء التغذية وتأثير سلبي على الصحة العامة. لتخفيف النحافة، يجب تحديد السبب الأساسي وتحسين النظام الغذائي بزيادة تناول السعرات الحرارية.
السمنة
السمنة، وهي أحد أشكال سوء التغذية، تحدث نتيجة تجاوز السعرات الحرارية المستهلكة عن احتياجات الجسم. تتأثر السمنة بعدة عوامل بما في ذلك العمر، الجنس، والعوامل النفسية والبيئية.
لتقليل السمنة، يتعين اتباع نظام غذائي متوازن، والحد من استهلاك الأطعمة الغنية بالسعرات الحرارية مع زيادة النشاط البدني.
هل يمكن أن يسبب سوء التغذية العشى الليلي؟
نقص بعض العناصر الغذائية، مثل فيتامين أ، قد يؤدي إلى مشاكل في الرؤية، بما في ذلك العشى الليلي (بالإنجليزية: Night blindness). يُعتبر نقص فيتامين أ السبب الرئيسي في حالات العمى القابل للتجنب، خاصة لدى الأطفال. من الممكن تخفيف حالة العشى الليلي من خلال زيادة استهلاك فيتامين أ من مصادره الغذائية.