الإسلام
يُعدّ الإسلام في المفهوم الشرعي مبدأً يدعو للاستسلام والامتثال لأوامر الله تعالى، والخضوع له برضا وطمأنينة. وقد بُني الإسلام على الاستجابة للتوجيهات الإلهية دون أي اعتراض أو تردد. يعد الإسلام أحد الفروع الأساسية للدين، إلى جانب الإيمان والإحسان. يمكن تقسيم مفهوم الإسلام إلى نوعين رئيسيين: الإسلام العام، والإسلام الخاص. فالإسلام العام يشمل الخضوع لأوامر الله في جميع الأوقات، وهو دين جميع الأنبياء والرسل عليهم السلام. والدليل على ذلك يتجلى في قول الله -تعالى- في كتابه الكريم على لسان إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام: (رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ). في حين أن الإسلام الخاص فهو الشريعة التي أوصلها النبي محمد صلى الله عليه وسلم، الذي شرفه الله -تعالى- بتسمية أمته بالمسلمين، وذلك تميّزًا للدين الإسلامي، الذي لا يقبل الله -عز وجل- بعده دينا من أي أحد. كما يتضح من قول الله تعالى: (وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ).
يعتمد الإسلام على خمسة أركان أساسية. الركن الأول هو ركن الشهادتين، ويتضمن الإقرار بأن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله. من خلال هذا الإيمان، يقر المسلم بأن الله -تعالى- هو الخالق والمدبر الوحيد المستحق للعبادة. كما يُثبت المسلم الأسماء الحسنى والصفات العليا التي وصف بها الله نفسه. أما الركن الثاني فهو الصلاة، حيث يتعين على المسلمين أداء خمس صلوات يوميًا، يتقربون بها إلى الله طاهرين خاشعين. وفيما يتعلق بالركن الثالث، فهو الزكاة، المتمثلة في قدر معين من المال يُؤخذ من الأغنياء ليُرد على الفقراء. أما الركن الرابع فهو الصيام، والذي يُلزِم المسلمين بصيام شهر رمضان المبارك، حيث يمتنعون عن المفطرات من طلوع الفجر حتى غروب الشمس بنية الصيام. وأخيرًا، يُعتبر الركن الخامس هو الحج، وهو واجب على كل مسلم بالغ وعاقل قادر للقيام بزيارة بيت الله الحرام وأداء مناسك الحج وفقًا للتعاليم الشرعية.
الممارسات الجاهلية التي حرمها الإسلام
لقد جاء الإسلام ليحرّم ويدين بعض الممارسات التي كانت سائدة في الجاهلية، حيث أكد الله -تعالى- على عدم جواز اتباع مصدرين متناقضين: وحي القرآن الكريم الذي جاء به الإسلام، والكفر والطغيان المرتبطين بالجاهلية. قال الله -عز وجل- في كتابه الكريم: (مَا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ). وفيما يلي بعض الأمور التي حرّمها الإسلام من عادات الجاهلية:
- الظهار، والذي يُعرّف بأنه قول الرجل لزوجته “أنت عليّ كظهر أمّي”، وهو يستخدم لحرمان الزوجة من نفسها كحرمة الأم. وقد كانت هذه الطريقة شائعة بين العرب قبل الإسلام، لكن الإسلام حرّمها بشدة، مُدركًا أن الزوجة ليست أمًّا.
- التبنّي، والذي يعني نسبة الطفل لأب غير والده الحقيقي. في الجاهلية، كان بعض الأطفال يُدعون لأبائهم بالتبني، وهو ما حرّمه الإسلام.
- الربا، الذي كان مُنتشرًا بشكل كبير وكان يُعتبر مصدراً رئيسياً للربح، حيث لم يكن يهتم الأفراد بمصير غيرهم، فجاء الإسلام لينهي عن هذه الممارسة.
- البغاء، الذي كان موجودًا بنوعيّ: الأول هو ممارسة البغاء في إطار النكاح، حيث كانت بعض النساء يُقمن بعلاقات متفق عليها مع عدة رجال. والنوع الثاني هو البغاء العلني، الذي كانت تمارسه الإماء تحت ضغوط اقتصادية، مما جعلهم عرضة للاستغلال.
- الخمر والأصنام والأزلام، وهي من الأمور المحرمة في الإسلام. فالكحول يُعتبر مسكرًا، وأما الأصنام فهي كانت تُستخدم لأغراض العبادة، بينما الأزلام كانت تُستخدم في القرعة لتحديد الأمور.
موقف الإسلام من قيم الجاهلية
لم يقم الإسلام بتحريم كل ما كان موجودًا في الجاهلية، بل اتخذ مواقف مختلفة تجاه هذه الأمور. وفيما يلي توضيح لموقف الإسلام:
- أقر الإسلام بعض القيم والمعاملات من الجاهلية، مثل الكرم والشجاعة ونجدة المظلوم.
- حرّم الإسلام بعض الممارسات الجاهلية بشكل قاطع، مثل السرقة والزنا والخيانة.
- سما الإسلام ببعض جوانب الجاهلية، مع تجاهل جوهرها، كتلك المتعلقة بفن القتال والشعر.