أميليا إيرهارت: رائدة الطيران الأمريكي
وُلدت أميليا إيرهارت (بالإنجليزية: Amelia Earhart) في 24 يوليو عام 1897 في أتشيسون، كانساس، الولايات المتحدة الأمريكية. في سن العاشرة، شهدت أميليا أول طائرة في حياتها خلال معرض حكومي أقيم في فترة الحرب العالمية الأولى.
انتقلت عائلتها من كانساس إلى ولاية آيوا، ثم إلى إلينوي، حيث أكملت أميليا دراستها في المدرسة الثانوية. لاحقًا، تركت الكلية لدراسة الطب وبدأت العمل كمساعدة ممرضة في مستشفى عسكري في كندا، حيث كانت تعتني بالجنود الجرحى.
خلال فترة عملها، تعرفت أميليا على مجموعة من الطيارين، مما زاد من اهتمامها بمجال الطيران. بعد انتهاء الحرب، انتسبت إلى جامعة كولومبيا ثم جامعة جنوب كاليفورنيا. ومع أول رحلة لها بالطائرة، اكتشفت شغفها الحقيقي وبدأت في أخذ دروس طيران مع الطيارة نيتا سنوك (بالإنجليزية: Neta Snook).
عندما أتمت عامها الخامس والعشرين، اشترت أميليا طائرتها الأولى وحققت ارتفاعًا قياسيًا للسيدات وقدره 14000 قدم. غير أن الوضع المالي لعائلتها المتعثر والانفصال بين والديها دفعاها لبيع الطائرة، وانتقلت مع والدتها وأختها إلى بوسطن، حيث عملت كعاملة تسوية وشاركت في العروض الجوية.
تغيرت حياة أميليا إيرهارت بشكل ملحوظ في عام 1928، عندما تم اختيارها لتكون أول امرأة تعبر المحيط الأطلسي برحلة جوية عابرة للقارات، وقد حققت النجاح عند هبوطها بأمان. هذا الإنجاز جعلها رمزًا للقدرة النسائية، وتزوجت أميليا من جورج بوتنام في عام 1931.
في عام 1932، أصبحت أميليا أول امرأة تطير بدون توقف عبر المحيط الأطلسي، مما أثار ضجة عالمية حول إنجازاتها، وأثبتت أنها من شجعان الطيارين وأقدرهم. في وقت لاحق من نفس العام، سجلت رقمًا قياسيًا جديدًا برحلة منفردة بدون توقف من لوس أنجلوس إلى نيويورك، حيث استغرقت الرحلة حوالى 19 ساعة.
في عام 1935، تم تعيين أميليا كأستاذة في جامعة بوردو، بعد دعوة رسمية من رئيس الجامعة إدوارد إليوت، الذي كان من الداعمين لتعليم المرأة، خاصة في مجالات العلوم والهندسة. وافقت أميليا على الدعوة وعملت كمستشار للنساء ومحاضرة في علم الطيران، حيث ساهم إدوارد في دعم مسيرتها بشراء طائرة جديدة محسنة.
اختفاء أميليا إيرهارت
في عام 1937، قررت أميليا القيام برحلة حول العالم وقد خططت لمسار يتقارب مع خط الاستواء، مما تطلب طيرانًا طويلًا فوق المحيط الهادئ. إلا أن طائرتها انجرفت عند اقلاعها من هاواي، مما أدى إلى إنهاء تلك الرحلة، وتمت إعادة الطائرة إلى الشركة لإجراء الإصلاحات اللازمة.
بعد شهرين، قررت أميليا الشروع في رحلتها حول العالم مرة أخرى. وخلال فترة التحليق فوق المحيط الهادئ، فقدت الاتصال مع خفر السواحل، برغم بعض الرسائل التي تمكنت من إرسالها، لكن لم يكن بالإمكان الوصول إليها. وفي نهاية المطاف، انقطع الاتصال تمامًا، مما أدى إلى إطلاق عملية بحث جوية وبحرية مكثفة، وقد تم الإعلان عن اختفاء أميليا ومساعدها.
أدى اختفاء إيرهارت إلى ظهور العديد من النظريات حول مشاكل الراديو وضعف الاتصال، فيما يعتقد المحللون أن أميليا ومساعدها عانيا في تحديد موقعهما بدقة. ولا يزال اختفاءها يعد من أكبر الألغاز التي لم تحل، إلا أن إرثها كطيارة شجاعة يظل مصدر إلهام دائم للنساء حول العالم.