أم كلثوم بنت فاطمة الزهراء وعلي
التعريف بأم كلثوم ونسبها ومولدها
تُعتبر أم كلثوم -رضي الله عنها- من الصحابيات الجليلات، وهي حفيدة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. نعرض فيما يلي تفاصيل عن اسمها ونسبها وتاريخ ميلادها:
- الاسم: أم كلثوم.
- الأب: الصحابي علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-، ابن عم رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
- الأم: الصحابية فاطمة الزهراء، ابنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
- تاريخ الميلاد: وُلدت أم كلثوم -رضي الله عنها- قبل وفاة الرسول -صلى الله عليه وسلم-، أي قبل السنة الحادية عشرة للهجرة.
زواج أم كلثوم بنت علي
تزوجت أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب -رضي الله عنها- من عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- خلال فترة خلافته. قام عمر -رضي الله عنه- بخطبتها من والدها، ليظفر بشرف الزواج من حفيدة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. وبسبب صغر سنها، اشترط علي -رضي الله عنه- أن تذهب إلى عمر -رضي الله عنه- لتراه، وإذا رضي بها، سيتزوجها.
أعطاها والدها شيئاً لتذهب به إلى أمير المؤمنين، وأبلغها أن تخبره بأنه هدية من والدها. وبالفعل، أخبرها عمر -رضي الله عنه- أن تُنقل هذا الأمر إلى والدها، مما جعل علي يوافق على الزواج.
تم الزواج وقد قدم عمر -رضي الله عنه- لأم كلثوم مهراً قدره أربعين ألفاً. أنجبت له ولدًا يُدعى زيد بن عمر، وابنة اسمها رقية بنت عمر -رضي الله عنه-. بعد وفاة عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، تزوجت أم كلثوم -رضي الله عنها- من محمد بن جعفر بن أبي طالب، لكن توفي أيضاً، فارتبطت لاحقًا بعون بن جعفر.
أولاد أم كلثوم بنت علي
أنجبت أم كلثوم بنت علي -رضي الله عنها- ولداً وبنتاً من زوجها عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، ولم يُعرف لها أولاد من أزواجها الآخرين. ونستعرض فيما يلي معلومات عن أولادها:
- الولد: زيد بن عمر، المعروف بزيد الأكبر، إذ وُلد لعمر -رضي الله عنه- ولد آخر سُمي زيد الأصغر، وتوفي زيد الأكبر صغيرًا. وهناك روايتان عن سبب وفاته، الأولى تشير إلى أنه وأمه توفيا معًا في نفس الساعة، بينما تقول الثانية إنه قُتل خطأً على يد خالد بن أسلم. ومن المؤكد أنه لم يُنجب أولادًا.
- البنت: رقية بنت عمر، وليس هناك الكثير من المعلومات المتوفرة عنها، سوى أنها تزوجت من إبراهيم بن نعيم بن عبد الله بن النحام، وتوفيت بعده ودُفنت في مقبرة البقيع، ولم تترك خلفها أي أبناء.
وفاة أم كلثوم بنت علي
توفيت أم كلثوم بنت علي -رضي الله عنها- مع ابنها زيد بن عمر في نفس اليوم، ويقال في نفس الساعة، ولم يعرف من سبق الآخر في الوفاة. تمت الصلاة عليهما بواسطة عبد الله بن عمر -رضي الله عنه-، فقد قام بتقديم الحسن بن علي -رضي الله عنه- إمامًا في الصلاة. تم تقديم زيد بعد أم كلثوم -رضي الله عنها- إلى الخلف، ومن هنا تم تقليد هذا الأسلوب في الجنائز، بحيث تُوضع الرجال أمام الإمام والنساء خلفهم نحو القبلة.
مواقف من حياة أم كلثوم بنت علي
شهدت حياة أم كلثوم بنت علي -رضي الله عنها- العديد من المواقف البطولية، ومن أبرزها:
- الموقف الأول: رفضها تناول الصدقة؛ حيث قدم إليها عطاء بن السائب شيئًا من الصدقة، لكنها رفضت بشدة، تمسكت بمبدأ عدم جواز أخذ الصدقة لآل رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. ويُروى في هذا الصدد عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن الحسن بن علي -رضي الله عنه- أخذ تمرة من الصدقة، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “كخ كخ، ارمِ بها، أما علمتَ أننا لا نأكل الصدقة؟”
- الموقف الثاني: مساعدتها لامرأة في وضعها. حدثت القصة في زمن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، حيث وجد ليلةً امرأةً تبكي من آلام الولادة، وليس لديها من يعينها. ذهب مسرعًا إلى منزله ليعود مع زوجته أم كلثوم -رضي الله عنها-، والتي لم تتردد في نقل التجهيزات اللازمة لمساعدتها. تُوُلت المرأة بمساعدتهما، وعادوا معًا إلى منازلهم بعد أن قدم لهم عمر -رضي الله عنه- النفقات اللازمة.
- الموقف الثالث: خطبتها القوية بعد مقتل شقيقها الحسين بن علي؛ حيث قُتِلَ الحسين غدراً، وعندما أُتي به إلى الكوفة، وأخذ النواح يعلو، قامت أم كلثوم -رضي الله عنها- لتهدئة الوضع وخطبت بخطاب قوي يفصح عن بلاغتها.