الإشراف التربوي
يعتبر الإشراف التربوي أحد الأدوات التعليمية الأساسية التي تعتمد على مجموعة من الأساليب التربوية الهادفة إلى دعم المعلمين في المدارس. يهدف هذا الإشراف إلى تعزيز أداء المعلمين المهني لتحقيق الأهداف التعليمية المحددة. يُعرف الشخص الذي يشغل هذا الدور بمصطلح (مشرف تربوي)، وتعتبر هذه الوظيفة جزءًا لا يتجزأ من بيئة التعليم، حيث تسهم في معالجة الأخطاء المحتملة خلال عملية التدريس.
أنواع الإشراف التربوي
ينقسم الإشراف التربوي إلى خمسة أنواع رئيسية، وهي:
الإشراف الصفي
يركز هذا النوع من الإشراف على الصفوف الدراسية، إذ يعد المكان الرئيسي للتعليم. الهدف من هذا الإشراف هو تحسين العملية التعليمية الداخلية من خلال تقديم تقارير مفصلة حول أداء المعلمين في الفصول الدراسية. يلعب التعاون بين المعلم والمشرف دورًا حيويًا في تحقيق أهداف الإشراف، بحيث يُحدد وقتٍ مناسب لمشاركة المشرف في الصف أثناء تقديم الدروس. يقوم المشرف بتدوين ملاحظاته حول أسلوب التدريس وتفاعل الطلاب، وبعد انتهاء الحصة، يتناول المشرف مع المعلم هذه الملاحظات لمناقشة النتائج واتخاذ الإجراءات اللازمة.
الإشراف التطوري
يعتمد هذا النهج على فَهْم المشرف التربوي للاختلافات الفردية بين المعلمين، حيث يمتلك كل معلم أسلوبه ومهاراته الفريدة في تقديم المعرفة. لذا، يستوجب على المشرف أن يكون متمرسًا في الاستماع الجيد للمعلمين خلال عملية التدريس ومراقبة كيفية إيصالهم للمعلومات، ما يمكّنه من تقدير أداء المعلمين وتحديد محمودهم.
الإشراف المتنوّع
يأخذ هذا النوع من الإشراف بعين الاعتبار تنوع الصفات التعليمية بين المعلمين، ويقتضي استخدام أساليب إشراف متنوعة من قِبَل المشرفين. يتاح للمعلم اختيار الأسلوب الذي يناسبه، مما يمنح فرصة أكبر لتحقيق حريته في التعامل مع المشرف التربوي.
الإشراف التدريبي
يعتبر الإشراف التدريبي من الأساليب الأكثر تفاعلًا، حيث يشجع التعاون بين المعلمين في المؤسسة التعليمية لتقييم الأداء ومشاركة النصائح والخبرات. يسهم هذا النوع من الإشراف في تنمية المهارات بشكل جماعي، ما يعزز تحسين بيئة التعليم ككل، ويشمل التطوير جميع المعلمين دون استثناء. يتسم هذا الأسلوب بعدم الاعتماد على المتابعة الدقيقة من قبل المشرف التربوي، مما يؤدي إلى نتائج أكثر عدالة وموضوعية خلال عملية التقييم.
الإشراف الميداني
يعتمد الإشراف الميداني على القيام بزيارات ميدانية للمعلمين في المدارس، وإجراء بحوث تربوية تهدف إلى دراسة طبيعة البيئة التعليمية. يعكس هذا الشكل من الإشراف انتقال الدور من نشاط فردي إلى تقييم ذاتي، حيث يُشجع المعلمون على تقييم أنفسهم وزملائهم في المدارس الأخرى. غالبا ما يتبنى المعلمون ذوي الخبرة الطويلة في مجال التعليم هذا النوع من الإشراف.