تحليل الشخصيات
تُعتبر دراسة الشخصيات من الموضوعات المهمة التي اهتمت بها العديد من العلوم على مر العصور، بما في ذلك علم النفس. على الرغم من تنوع الحضارات والثقافات والديانات والعادات وأساليب التربية، إلا أن هناك سمات عامة تحدد أنماط الشخصية، والتي ترتبط ارتباطاً وثيقاً بجميع مراحل حياة الإنسان. الشخصية هي حصيلة تجارب ومواقف وأحداث وسلوكيات تتشكل عبر الزمن، مما يؤدي إلى تكوين هوية الفرد. لكل نمط من هذه الأنماط أساليب فعالة للتعامل معها. في هذا المقال، سنستعرض بعض أنماط الشخصية وطرق التعامل الفعالة معها.
أنماط الشخصية واستراتيجيات التفاعل
الشخصية اللطيفة والودية
يمثل هذا النوع من الأشخاص شخصيات هادئة ومتفائلة، تتميز بالتحكم في الأعصاب والقدرة على استضافة الآخرين بلطف. يتمتع هذا الفرد بثقة عالية بالنفس ويكتسب ثقة المحيطين به. لديه شعور بالراحة والأمان، فهو يعتقد أن الجميع بخير. يحب تلقي التعليقات الإيجابية ويتجنب الدخول في مواضيع العمل. يُظهر هذا الشخص معاملة رائعة للآخرين ويميل إلى تقديم المساعدة. للحفاظ على علاقة جيدة مع هذا الشخص، يُنصح بالتحلي بالاحترام والإصغاء الجيد لما يقوله، والمشاركة في المواضيع التي يطرحها مع تجنب مسائل العمل، وكذلك التصرف بجدية عند الحاجة.
الشخص المتردد
تغلب على هذه الشخصية علامات الخجل والقلق، مما يجعلها تفتقر إلى الثقة بالنفس. يعاني الشخص المتردد من صعوبة اتخاذ القرارات ويميل إلى الاعتماد على الأنظمة والقوانين مع البحث المستمر عن المعلومات والتأكيدات. يكثر من الوعود ويبدو غير مكترث بالزمن، ويشعر بأنه ليس بخير في حين أن الآخرين بخير. من الأنسب في التعامل مع هذه الشخصية تعزيز ثقتها بنفسها وتخفيف قلقها. يمكن مساعدتها في اتخاذ القرارات عبر تقديم نظام معلوماتي جيد وتأكيدات للحد من مستوى القلق. يجب أن نوضح له أن احترام الآخرين يأتي من القدرة على اتخاذ قرارات حاسمة في الوقت المناسب.
الشخص العنيد
يتسم هذا النوع من الأشخاص بعدم الاستماع لوجهات نظر الآخرين وتجاهلها. هو شخص قوي وصلب في تعاملاته، يرفض الحقائق الثابتة مما يزيد من درجة عناده. بالإضافة إلى ذلك، لا يُظهر احتراماً للآخرين ويحاول التشكيك بهم. رغم صعوبة التعامل مع هذا النوع من الشخصيات، إلا أن هناك استراتيجيات يمكن استخدامها. يُنصح بمحاولة إشراك الآخرين في النقاش لتوحيد الرأي العام، وطلب قبول رأي الآخرين لفترة قصيرة للوصول إلى توافق. يمكن أيضًا إبلاغه بأنك ستكون سعيداً بمراجعة رأيه في وقت لاحق، مع استخدام أسلوب “نعم، ولكن” لتفادي أي جدال محتدم.
الشخص الثرثار
يُعرف هذا الشخص بكثرة الكلام، حيث يتناول مواضيع متعددة، مع صعوبة في التوقف عن الحديث بشأن أمور يعرفها وأخرى لا يملك معلومات كافية عنها. وعادة ما يعتقد أن له أهمية خاصة، إلا أن واقعه يُظهر ضعفه. يكون عرضة للوقوع في الأخطاء بسبب نسيانه لمعلومات كثيرة ذكرها. يُظهر هذا الشخص خيالاً واسعاً في محاولة لدعم وجهة نظره. عند التعامل معه، يُفضل مقاطعته في منتصف حديثه وإخباره بأنه قد ابتعد كثيراً عن الموضوع الرئيسي. من المهم إظهار قيمة الوقت بالنسبة لك، ويمكن أن تُظهر عدم ارتياحك بعدم الرغبة في الاستمرار في الحديث معه عبر النظر إلى الساعة أو إظهار عدم الانشغال.